بعيداً عن السياسة فإن ما حدث من انقسام قد حدث،وينبغي إعادة برمجة أولويات معطيات الأزمات التي تعانيها غزة و القضية وتحديد المحاور الأهم والتي يجب التعامل معها سريعا ،عشنا في تلك الأحداث وتعلمنا دروساً لا يجب أن تمر مرور الكرام أو نغفل عنها في ظل ضخامة الحدث بل يجب علينا دراستها وفحصها وتحليلها للخروج بنتائج نستفيد منها ويستفيد منها غيرنا ، فعند كل قرار يصدر هناك درس وعند كل مطالبة وخضوع هناك درس والأزمة بحد ذاتها درس كبير ، التغير السياسي الأخير الذي أفضى إلى مصالحة وتشكيل حكومة توافق يشكل فرصة كبيرة أمام الجميع لإثبات ذاتهم في كل المواقع وميادين العمل السياسي والوطني، إن التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة لا تشكل مجال للحل لمطلوب في الفترة القادمة استمرار إنجاح المصالحة الداخلية والمضي قدمًا بحل جميع الأزمات العالقة بغزةان جهود ترميم العلاقات بين فتح وحماس تجري لدفع عجلة المصالحة قدما.وينبغي علي الطرفين القيام بإجراءات إيجابية للدفع قدما في طريق و علي صعيد آخر فغزة أمامها مهام كبيرة يتوجب انجازها علي رأسها إعادة اعمار غزة و مساعدة أهالي الشهداء و الجرحى. هذا المشهد لقضية المصالحة الفلسطينية سينجح في فترة وجيرة إذا ما توفرت الأجواء الإيجابية الحاضنة والداعمة لهذا القرار الوطني ، هنالك الكثير من الأسئلة لدي المواطنين فمنذ سبع سنوات والوضع في غزة يزداد سوء ، لا يستطيع المواطن وحده هزيمة الانقسام و تجاوز كل العقبات والعراقيل التي تعكر عليه حياته وتحول دون أن يحي حياة طبيعية . وعلي صعيد متصل فان القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير ينبغي علي جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني الدفع من أجل إعداد برنامج عمل وطني يوحدهم في مواجهة التحديات الجسيمة ،ينبغي كسب قطاعات جديدة من المجتمع الدولي لجانب قضيتنا العادلة في ظل التغيرات الإقليمية و الدولية التي تتصارع في المنطقة لتعميق مصالح قوي علي حساب أخري، إن المصالحة والشراكة و الوحدة الوطنية هي سفينة النجاة التي ينبغي علي الجميع التمسك بها ، إذا تمكن كل فصيل من هزيمة معيقات المصالحة و توافرت لديه رغبة صادقة وجادة في ذلك الوقت يمكننا الحديث عن مصالحة حقيقية،علينا تحقيق الوحدة الوطنية خاصة وأننا نري حجم الانشغال العالمي بالصراعات المحتدمة في عالمنا العربي . نواجه في هذه المرحلة مشاكل مصيرية في الصراع العربي الإسرائيلي علي رأسها مشروع قانون يهودية الدولة واستمرار التغول الإسرائيلي علي الحقوق الوطنية الفلسطينية و الاعتداءات المستمرة من الإسرائيليين علي القدس والمقدسات واستمرار بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي ،القضايا الجوهرية في صراعنا مع العدو الإسرائيلي ينبغي أن نواجهها موحدين ففلسطين تستحق منا أن نطوي هذه الصفحة وأن نمضي معا من أجل إعداد برنامج فلسطيني موحد يعيد طرح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية ، ولتعرية وكشف الوجه القبيح للاستبداد والتعنت الإسرائيلي ضد أهلنا ومقدساتنا. الثابت لدينا أن أهل غزة صامدين رغم الحصار والدمار لكن لا ينبغي أن نترك معاناة المواطنين تزداد يوم بعد يوم ، المصالحة هي مفتاح الحل إذا كنا موحدين فإننا نستطيع مواجهة الهيمنة الإسرائيلية بقرار وطني موحد وجامع للجميع. تتوافق آراء جميع الفصائل الفلسطينية مع أغلبية الشعب الفلسطيني بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية يشتي السبل الدبلوماسية المتاحة فالمعركة السياسية لا تقل عن المعارك العسكرية ،من أجل فلسطين ومن أجل قضيتنا العادلة .المصالحة مفتاح الحل.