قد لا أنزعج من تصرفات إسرائيل كما هو الحادث مؤخراً على الحدود المصريةقُرب طابا فى شبة جزيرة سيناء، والتى خلفت ورائها شُهداء ومُصابين وإعتداء صارخ على الحدود الدولية، وإنتهاك شديد الجُرأة لإتفاقية كامب ديفيد، ومن المؤكد أن الحادث كان مُتعمداً وأستطيع أن أقرأةُ فى قرائتين: القراءة الأولى: أن تكون بالونة إختبار إفتعلتها إسرائيل بهدف التعرف على حقيقة التغير والتغيير فى النظام المصرى اليوم، ومدى صلابة الرأى العام فى مصر، وإلى أى مدى يُمكن أن تتوحد الجبهة الداخلية فى ظل الإنقسامات الداخلية فى الآراء والإتجاهات، وأعتقد أن الإعتذارت التى إنهالت من داخل إسرائيل وآخرها من الرئيس الإسرائيلى على الرغم من أن إسرائيل ليست مُعتادة على تقديم الإعتذارات مهما كانت الخطايا، وعلنا نتذكر إن إسرائيل لم تُقدم لتركيا الإعتذار على مافعلتة بأسطول الحرية حتى هذة اللحظة، ولعلة قد تبين لإسرائيل أن مصر الكنانة عندما تواجة الخطر فإن الكل فى مصر يُصبح واحد وتعلوا مصر وتسموا فوق كل الجراح والآلام القراءة الثانية: وهذة القراءة هىَّ التى تُسبب لى شديد القلق والتوتر والإزعاج، لإرتباطها الشديد بالدعاية وبالإعلام الصهيونى، ومعها تزداد الخطورة عندما لانتنبة لها، وتعصف بنا وتكلفنا الكثير، ولاشك أن الدعاية الصهيونية لديها من الوسائل والسبل التى تجعلها تدُس السم فى العسل، وعلى سبيل المثال ، خرجت مقولة من إسرائيل على لسان أحد قادتها، أن مصر ونظام مُبارك كان كنزاً إستراتيجياً لإسرائيل، وعلى الفور إنتقلت هذة المقولة إلى وسائلنا الإعلامية مطبوعة ومسموعة ومقروءة، وصارت النخبة المثقفة والمحللين السياسيين والإعلاميين والكثيرين من المشاركين إلى ترديد هذة المقولة، ومما لاشك فية أن هذة الرسالة قد وصلت إلى الغالبية العُظمى من الرأى العام المصرى والعالمى، بصرف النظر عمن أقرها أو من رفضها، لكنها وصلت وبسرعة فائقة لأنها داعبت المشاعر والعواطف، وهنا مكمن الخطورة ! فقد رأينا رجال من أهل الفكر والصحافة يستشهدون بهذة المقولة للتدليل على عمالة وخيانة مبارك للوطن لصالح إسرائيل وهُنا ودون وعى أو دراية فقد وقعوا فى المحظور، والمحظور لهذة الواقعة هو إرساء المصداقية للدعاية الصهيونية فى الداخل المصرى وإنعكاس هذا التصديق على الرأى العام العالمى، ولم تمض أيام قلائل على هذة الرسالة الصهيونية حتى جاءت الرسالة الملغومة والتى تتجسد فيها الأهداف الصهيونية، ألا وهى أن مصر فقدت السيطرة على شبة جزيرة سيناء، وترددت هذة المقولة أيضاً فى البيت الأبيض، وإذا كنا قد صدقناها فى الرسالة الأولى فلما لا نصدقها فى الرسالة الثانية هذة هيَّ الدعاية الصهيونية التى تلاعبت بإعلامنا فصرنا نُردد كالببغاوات رسائلهم المسمومة، وجميعنا يعرف ماذا يدبر أعدائنا إلى شبة جزيرة سيناء لقد كان وعد بلفور 1917 والذى تحقق بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، فهل تكون تلك الرسالة وعدٌ آخر علينا أن ننتبة ولا تأخذنا المشاعر والعواطف إلى مقولة هنا أو هناك [email protected]