لا أحد وسط ما يحدث اليوم ينتبه للفلاح المصري الذي يعاني من مطرقة الحكومة التي لم توفر له الأسمدة وتركته لبنوك التنمية الزراعية التي تخرج الأسمدة من الباب الخلفي للتجار فقد تعودوا ذلك منذ العهد البائد بل أن بعض هذه البنوك كانت تحتال على الفلاحين وشهدت فساد مالي خطير فليس عليها رقيب ولا متابع نتيجة للامركزية التي أفسدت علينا حياتنا. ثم تأتي التعاونيات التي تحكمت فيها الأهواء وتوزع الأسمدة وفق رغبة مجلس أعضائها , فلا رقيب عليهم لا خط ساخن ولا بارد . ثم يأتي دور العلم أساتذة كلية الزراعة الذي طوروا الكثير من المحاصيل الزراعية ثم يقدمون لوزارة الزراعة متوسط ما يحتاجه النبات من الأسمدة ولم يأخذ في الاعتبار أن الفلاح المصري أضعف فئات المجتمع فيقدم له جزء من الأسمدة ثم يترك لمقصلة التجار. ثم تأتي الثروة الحيوانية التي ارتفعت أسعارها ويرجع ذلك لمقصلة التجار , فقد وصل سعر الأعلاف لأرقام خيالية وعجز الفلاح عن شرائها فقلل من عدد الماشية لديه ولا نعرف موقف الحكومة من الأمر فلم نسمع عن حلول لهذا الأمر وقد نسي الفلاح وضاع في أحداث الثورة ولم يقف الأمر عند هذا الحد فالمبيدات الزراعية والبذور أصبحت بأسعار فلكية فأهمل الفلاح أرضه ووقف يبكي حظه . ولم ترحمه وزارة الصحة التي أقامت له وحدات صحية يهرب منها الأطباء ويتركونها خاوية ليذهبوا لعياداتهم الشخصية , وإن ذهبوا لا يقدمون ولا يؤخرون , بل أنهم يعاملون الناس وكأنهم يتفضلون عليهم ولا يقدمون لهم خدمة واجبة عليهم . ثم تأتي مراكز الشباب التي في أغلب الأحوال لا وجود وإن وجدت فلا قيمة لها فلا ميزانية تساعدها في أداء دورها ولا مكان مناسب لممارسة الأنشطة الرياضية , ونحن في الريف نسمع عن الدعم الذي تقدمه الحكومة للأندية الكبيرة والعملة الصعبة التي تقدم لشراء المدربين فنمتلئ غماً وحزناً على ما نحن فيه . المدارس التي أصبحت تقف عاجزة أمام مطالبة المسئولين لها بتطبيق المشاركة المجتمعية فعند تطلب شيء من الإدارة يكون الرد مجلس الآباء والمعلمين تدبر اللازم من خلال تبرعات رجال الأعمال والآباء ماذا تصنع المدارس التي تقع في قرى فقيرة ليس به رجل أعمال ولا أولياء أمور قادرين مادياً ومجالس الآباء بها مجرد شكل فقط فماذا تفعل تلك المدارس هل نلقيها في البحر أم نعاقب كل من بها من مدير ومعلمين لأنهم يعملون في ظروف لا يعلم بها إلا الله. الفلاح المصري فلاح تذكرته ثورة يوليو و نُسِي في ثورة يناير .