يسلم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء رسالة شديدة اللهجة بشأن ضرورة وقف الهجمات التي يشنها الجيش على المحتجين، ويتزامن ذلك مع اقتحام الدبابات السورية بلدة في محافظة قريبة من الحدود التركية اليوم الثلاثاء وتوسيع الهجوم على مدينة رئيسية بشرق البلاد. وقد وصل أوغلو دمشق في وقت سابق الثلاثاء في مسعى لوقف العنف ، وقد أبدت تركيا -التي أقامت روابط وثيقة مع الاسد- انزعاجها بشكل متزايد من اعداد القتلى في سوريا ، وسعت للضغط على الرئيس السوري لانهاء العنف الذي تقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان انه أودى بحياة 1600 مدني على الاقل. وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية قد طلبت من داود أوغلو دعم موقف واشنطن المطالب بعودة القوات السورية الى ثكناتها فورا والافراج عن السجناء. لكن مستشارة للاسد قالت في مطلع الاسبوع ان بلادها ترفض التدخل في شؤونها الداخلية وانتقدت تركيا لتجاهلها دور الجماعات المسلحة التي تقول دمشق انها وراء الاضطرابات. وقالت بثينة شعبان انه اذا جاء داود أوغلو لينقل رسالة حاسمة الى سوريا فسيسمع كلمات أشد فيما يتعلق بموقف تركيا. وكان رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي قد وصف الاضطرابات في سوريا بأنها مسألة داخلية بالنسبة لتركيا نظرا لحدودهما المشتركة بامتداد 850 كيلومترا. وفي يونيو حزيران الماضي فر أكثر من عشرة الاف سوري الى تركيا هربا من هجمات قوات الامن ، وقال اردوغان ان قتل المدنيين السوريين هو عمل بربري. وعلى الصعيد الميدانى ، لقى شخصان مصرعهما الثلاثاء إثر اقتحام دبابات سورية ومسلحين مدينة "بنش" الواقعة بإدلب شمالي سوريا. ويجدر الاشارة الى انسوريا تشهد نحو خمسة أشهر من الاحتجاجات ضد حكم الاسد الممتد منذ 11 عاما والتي استلهمت الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت برئيسي مصر وتونس. وفي الاسبوع الماضي أرسل الاسد قوات الجيش لقمع المحتجين في حماة بوسط سوريا كما شن الجيش حملة مماثلة الاحد على دير الزور في شرق البلاد. من ناحية اخرى ، رحب المؤتمر السورى للتغيير "أنطاليا " بتصريحات الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى التي طالب فيها نظام الأسد ب "الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والحملات الأمنية والإسراع باتخاذ الخطوات اللازمة حفاظا على الوحدة الوطنية وحقنا لدماء المدنيين والعسكريين ودرءا للتدخلات الخارجية المغرضة".