عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "لتأتين على أمتى أربع فتن . الأولى تستحل فيها الدماء . والثانية تستحل فيها الدماء والأموال . والثالثة تستحل فيها الدماء والأموال والفروج. والرابعة صماء عمياء مطبقة , تمور مور السفينة فى البحر , حتى لا يجد أحد من الناس ملجأ تطيف بالشام وتغشى العراق, وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها , يعرك الأنام فيها عرك الأديم , لا يستطيع أحد أن يقول مه مه , لا ترفعونها من ناحية إلا إنفتقت من ناحية أخرى . وفى رواية : إذا ثارت فتنة فلسطين ترددت فى الشام تردد الماء فى القربة ثم تنجلى حين تنجلى وأنتم قليلا نادمون. هذا ما أخبرنا به سيد الخلق أجمعين بما سوف يحدث فى قادم الأيام والسنين. ونلاحظ فى الفتنة الرابعة أنها فتنة عامة تشمل كل أمور المسلمين الأمنية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية, حيث تستحل فيها المحارم كلها , وأن هذه الفتنة صماء لا تسمع . أى أن أقوال المؤمنين الصادقين اذا تكلموا فلن يسمع لهم,وإذا طالبوا أولى الأمر أو الحكام بالعودة الى الدين وإحياء القرآن والسنة لن يسمع لهم , بل يكابرون ويكابرون ويقولون إن كل شيئ يخضع للشريعة الإسلامية ولا يتعارض معها , وأن الفسق والفجور الذى نراه ليل نهار على شاشات التلفاز هو دولة العلم والإيمان. ومازاد الطين بلة نجد من يطالب بإقامة الدولة العلمانية والبعد عن الشريعة الإسلامية واتهام الجماعات الدينية بكل شيئ كريه حتى أن البعض نعت السلفيين بألفاظ جارحة بل طالب القوى الخارجية للتدخل فى شئون الأمة الإسلامية وحماية الأقليات المسيحية من بطش المسلمين. ونسى قول الله تعالى: "ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون" وقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين " أما وإن هذه الفتنة عمياء ,فإنها لن تميز بين واحد وواحد , بل تشمل الجميع وتطبق عليهم , وتدخل كل بيت , وتصك بضربتها شخصية كل مسلم, فتبعده عن دينه , وتوقعه فى المحظور وتموج بمجتمع المسلمين موجا شديدا كمور السفينة فى البحر المضطرب كلما ذهبت فى اتجاه تقاذفتها الأمواج المتلاطمة والرياح العاتية والضباب الكثيف, حيث لا مرفأ. كذلك هو حال المسلمين الآن , لا يجد أحد منا ملجأ من خطر هذه الفتنة على دينه ودين أسرته , ولا ملجأ أيضا من ظلم الحكام ومن وراءهم من بطانة السوء . إن بداية الفتنة كما يخبرنا الحديث الشريف هى أرض فلسطين وسوف تطيف بالشام وتغشى العراق وسوف تستمر زمنا طويلا ولن ينفع معها أنصاف الحلول من قرار التقسيم الى قرار 242 الى مؤتمر مدريد ثم أوسلو والرباعية ... وأخيرا وليس آخرا طلب الإعتراف بدولة يهودية. "وتغشى العراق " لقد شاهدنا بأعيننا الدامعة , وقلوبنا الحزينة غزو العراق وتدميره, وكيف قاموا بتقتيل شعبه والعمل على تقسيمه , وإذلال المسلمين فى سجونهم, وتدنيس القرآن الكريم بأوساخهم , ولا أحد من حكام المسلمين وفقهائهم إستطاع أن يقول مه ,,مه .. وإن قام فتية آمنوا بربهم وحملوا أرواحهم على أيديهم ابتغاء مرضاة الله , وللذود عن دينهم وحرماتهم أجبر الأمريكان أئمة المسلمين وولاة الأمر فيهم على محاربتهم وقتلهم , وتشريد أسرهم بحجة أنهم الفئة الضالة (صانعة الإرهاب). وها نحن شاهدنا ما يحدث فى سوريا وما يحدث فى اليمن فهل حان الدور على الجزيرة العربيةكى تخبط بيدها ورجلها , ويعرك فيها الأنام عرك الأديم؟؟؟ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "والذى نفسى بيده ليلين أمتى قوم , إذا تكلموا قتلوهم ,وإن سكتوا إستباحوهم, ليستأثرن بفيئهم ,وليطأن حرماتهم , وليسفكن دمأئهم, وليملأن قلوبهم دغلا ورعبا , فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين , عندما يجيئ قوم من المشرق وقوم من المغرب يلون أمتى , فالويل لضعفاء أمتى منهم , والويل لهم من الله ,لا يرحمون صغيرا , ولا يوقرون كبيرا,ولا يتجافون من شبئ , جثثهم جثث الآدميين, وقلوبهم قلوب الشياطين" هذا ما فعله وسوف يفعله الغرب المسيحى بنا عندما تكتمل الحلقة ويحتلون العالم الإسلامى... وللأسف الشديد نجد من يطالب المسيحيين فى مصر بأن يوافقوا على التدخل الأمريكى لكى يحميهم من المسلمين حال نجاحهم فى حكم مصر.. ونسى ما فعلته أمريكا المسيحية بالعراق وجنوب السودان والجزائر وما فعلته اسرائيل فى لبنان وغزة . ونسى قول الله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" فكيف سيقوم المسلمين بتقتيل المسيحيين فى مصر وهذا لم يحدث إطلاقا منذ أن أصبحت مصر دولة اسلامية !!!!! ولماذا قلب الحقائق فبالأمس القريب فعلها صرب البوسنه...وقبلها فعلتها اسرائيل فى صبرا وشاتيلا..وفعلتها أمريكا فى العراق. يخبرنا خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام عما سوف يحدث للمسلمين فى المستقبل القريب على أيدى المشركين قائلا : "يستخدم المشركون المسلمين ويبيعونهم فى الأمصار, ولا يتحاشى لذلك بر ولا فاجر, ولا يزال ذلك البلاء على أهل ذلك الزمان, حتى إذا يئسوا وقنطوا وأساءوا الظن أن لا يفرج عنهم,إذ بعث الله رجلا من أطايب عترتى وأبرار ذريتى ,عدلا مباركا ذكيا , لا يغادر مثقال ذرة , يعز به الدين والقرآن والإسلام وأهله ويذل به الشرك وأهله , يكون من الله على حذر ,لا يغتر بقراية ,ولا يضع حجرا على حجر,ولا يقرع أحد فى ولايته بسوط إلا فى حد , يمحو الله به البدع كلها ,ويميت الفتن كلها ,يفتح الله به باب كل حق,ويغلق به باب كل باطل , يرد به سبى المسلمين حيث كانوا "..فلقد اقترب الزمان وسوف تكون هذه العلامة هى آخر علامة لظهور المهدى المنتظر الذى سوف يخرج أمة الإسلام من الذل والهوان. يا سبحان الله " وما ينطق عن الهوى * إن هو الا وحى يوحى * علمه شديد القوى*