دكتور / محمد زين العابدين عبد الفتاح ترددت جمل وكلمات وحكم أثناء محاكمة المخلوع السفاح حسني وأبنائه وكلابه المصعورة، كلمات حق أريد بها باطل ، ووضعت في غير مكانها مثل: ارحموا عزيز قوم ذل، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ومن لا يرحم لا يرحم، ونحن في شهر الرحمة. نناقش كل جملة على حدة أولا: ارحموا عزيز قوم ذل ، هل كان السفاح حسني يوما عزيزا؟ لا والله ، بل كان ذليلا أمام الكافرين عزيزا على شعبه وأمته ، وخالف قول الله تعالى أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، فقد كان كلبا مصعورا لأسياده الأمريكان والإسرائيليين اليهود الأنجاس، أحفاد القردة والخنازير، وكان أسدا على شعبه الطيب الأبي الذي مكنه من الحكم وإدارة البلاد فكان أسوأ من حكمها وألص من أدارها ، وكما يقال أسد علي وفي الحروب نعامة ، فهل لمثل هذا اللص السفاح القاتل الناهب السالب الخاين للأمانة عزة؟ لا والله فالحكمة قيلت في من هو أهل للعزة والأمانة وحياته كلها ثرية بالعطاء والتفاني للشعب والبلاد والعباد والأمة ، فإن أخطأ أو زل يغفر له ، فلكل جواد كبوة ، لكن من كان كل حياته كبوات ونكبات وسرقة ولصوصية وذل ومهانه لشعبه فلا رحمة له ولا غفران بل الانتقام والقصاص هو الحد العادل في مثل هذا السفاح اللص الحرامي. ثانيا: جملة يا أهل مصر ارحموا مبارك ، فمن لا يرحم لا يرحم ، سبحان الله ، لو نظر قائل هذه المقولة الحق التي أراد بها باطل في هذا الموقف ، لما قالها ، بل لكان قالها لتشديد العقوبة على السفاح حسني وعدم إنزال الرحمة به، فالجملة تقول من لا يرحم لا يرحم ، وهذا ما حدث مع السفاح فهو لم يرحم شعبه يوما ، بل جوعهم وأشقاهم وسرق ثرواتهم وممتلكاتهم ونهب وسلب خيرات البلاد ، وبرأ من قتلهم وسلب أرواحهم أنسيتم عبارة الحرب ( السلام) للص ممدوح إسماعيل كم مات فيها من المصريين الضعفاء الغلابة؟ ولم يرحم أهلهم بأن ينزل أقصى العقوبة على الفاعل الجاني المجرم اللص الذي يشبهه ( ممدوح إسماعيل ) ووضع قاضيا لا دين له ولا ضمير وحكم له بالبراءة. فحسني هو من لم يرحم شعبه ولم يتق الله فيه فحق عليه ألا يرحم بضم الياء المعجمة. فلو رحمناه كما طالب من لا يفهم معنى الجملة لخالفنا مضمونها ، فنحن بحقدنا عليه وتنفيذ أشد العقوبات عليه ننفذ المقولة التي قالها من قال يريد بها الباطل ، من لا يرحم بفتح الياء لا يرحم بضم الياء. ثالثا: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وينطبق عليها نفس التفسير لمقولة من لا يرحم لا يرحم، فحسني السفاح لم يرحم من في الأرض الذين استخلفه الله عليهم فحق عليه قول ربنا " ولا تأخذكم بهما رأفة ولا رحمة في دين الله. فمثل حسني لم يتق الله في رعيته ولم يرحمهم ، فكيف تطلبوا منا أن نرحم من لا يرحم ، ومن لم يتق الله فينا ، ولم يصن الأمانة ويحفظها ، بل ضيعها وخانها، من باع الغاز للأعداء بسعر أقل من المصري صاحب الثروة والنعمة والخير، ولم يكتف بذلك بل أراد أن يورثها لأبنه النجس الخبيث السفاح ، وكأنها ضيعة أبيعه ، وكأن الشعب المصري قطيع غنم عنده وهو وأسرته النجسة المنحطة سادة عليهم لقد حق عليه اللعنة لعنة الله عليك يا سفاح كما لعنك الله في كتابه فقال " ألا لعنة الله على الظالمين ، والفاسقين. رابعا: مقولة أخرى تقول رمضان شهر الرحمة، فكم رمضان مر على هذا الظالم السفاح ولم يرحم المظلومين في معتقلات كلاب الدولة (أمن الدولة) كم رمضان مر ولم يتعظ ، كم رمضان مر ولم يرقب في مصري ولا عربي إلا ولا ذمة؟ كم رمضان مر وكلاب أمن الدولة يعيثون في الأرض فسادا ولم يقل لهم ارحمو من الأرض يرحمكم من في السماء ؟ لم يرحم المتظاهرين السلميين الذين خرجوا يهتفون سلميا مطالبين بحقوقهم ، وبعدالة اجتماعية ، ومحاربة الظلم الفساد والاستبداد بالحكم، لم يرحم المتظاهرين حين أمر بإطلاق النار الرصاص الحي على صدورهم ورقابهم ورؤسهم من قبل الكلاب المصعورة في داخلية العادلي البلطجية، لم يرحم طفلا فقد أباه ، ولم يرحم أما فقدت ولدها ، ولم يرحم إمراة فقدت زوجها، كل ذلك وتقولون لنا أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، لو مات لكم شاب لو قتل لكم أخ لو استشهد لكم أحد لما قلتم ذلك ، فاخجلوا على أنفسكم ولا تسموا الأمور بغير مسمياتها، بالرحمة لمن يرحم ، فهل هذا السفاح رحم أحدا من شعبه؟ لا تطالبونا أن نرحم ذلك اللص المجرم السفاح القاتل الخائن.