لا شك أن جميع البيوت المصرية لا تخلو من صندوق للقمامة، وكل فرد من أفراد المنزل حريص على وضع النفايات بداخله، ولكنه إذا تجول في الشارع يبدأ ببعثرة نفاياته يمينا ويساراً، فلا يمثل له الشارع سوى مكان لإلقاء قمامته به، وربما يتخيل نفسه لاعبا لكرة سلة فيقف بعيداً عن الصندوق ويقذف القمامة به فإذا أصابت يظن نفسه أنه أخذ الميدالية الذهبية، وإذا خابت فلا يعبأ، ربما تتوفر معه أية قمامة في وقت لاحق ليكمل لعبته. الإنسان بطبيعته لا يشعر بمقدار الضرر الذي يقع عليه، مادام هو من قام به، فإذا اعتبرنا أن مشكلة انتشار القمامة تكمن في عدم قيام عامل النظافة بمهامه، وعدم معرفة الشعب بأهمية وضع القمامة في الصناديق المخصصة لها، وما الأضرار التي تلحق بهم من انتشارها المتزايد في جميع الأماكن، والروائح الكريهه المنبعثه منها مما تسبب أمراض لدى الكثير، وعدم اهتمام الجهات المسئولة بأهمية إعادة تدوير القمامة فهذا يرجع لانعدام الوعي الثقافي عند الناس. فقد نجحت العديد من الدول الأوروبية مثل النرويج، و السويد، وبريطانيا في إعادة استخدام القمامة كمصدر نظيف للطاقة لتصبح بديلا عن الوقود الحيوي والفحم الذي يصحبه تلوث قاتل. فالعاصمة النرويجية "أوسلو" تستورد القمامة لتحويلها إلى وقود للتدفئة، وتستخدم أيضا لتوليد الطاقة. وقد نجحت بريطانيا في تحويل القمامة إلى وقود يستخدم في الحافلات وسيارات النقل، بل وفي بعض السيارات "الملاكي" أيضا . وذلك يساعد على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الانبعاثات الضارة بالإنسان وطبقة الأوزون علي حد السواء. ولا ننسى مشروع شرف إمام الذي قام تحت شعار "وطن عربي خال من القمامة" ففكرته تقوم على جمع القمامة من البيوت بمقابل مادي وذلك من خلال موقع إلكتروني اسمه " النفايات الذهبية" فبذلك يوفر على المواطن النقود التي يدفعها مقابل أن يتخلص من القمامة، ولكننا نتمنى سهولة تفعيل ذلك المشروع. وقد حاولت معرفة آراء المواطنين تجاه مشكلة القمامة فذكرت إيمان فوزي أن سبب القمامة يرجع إلى تراخي عامل القمامة عن أداء عمله فيؤدي إلى تراكمها، ونصحت بضرورة إلقاء النفايات في سلة المهملات. مشيرا يوسف تامر إلى أن شكل القمامة المنتشر في الشارع قبيح، ولابد من توفير حملات لجمع القمامة وإعادة تدويرها. وأضافت سامية إمام أن إلقاء القمامة في الشارع يشكل خطر بينما إلقائها في النيل ومياه الشرب يشكل خطر أكبر، وتنصح سكان المناطق الممتلئة شوارعها بالقمامة بتنظيفها بأنفسهم. إذا فلابد من إعادة النظر في موضوع القمامة من ناحية الجهات الحكومية، وأيضا من جهة جميع المواطنين فليبدأو بأنفسهم بأن يلقوا نفاياتهم في سلة المهملات الموجودة في الشارع، وأن يحرصوا على تكوين حملات ضد القمامة، فيا ليتنا نصل إلى وطن عربي خال من القمامة. بقلم: بسمة تميم