رياض عبدالله الزهراني مشكلة حركات الإسلام السياسي الحديث عن التنظيمات والحركات المسيسة للدين والمذهب يغضب البعض لأنه يرى وعن سوء تقدير تمثيل تلك الحركات والتنظيمات للدين فهي تسعى كما ظللته أدبياتها لإعلاء شأن الإسلام رؤية سببها الحقيقي الجهل المركب وغياب الوعي والجهل بتاريخ وحقيقة تلك التنظيمات والحركات المسيسة للدين والمذهب سواءً كانت سنية أو شيعية ؟ تاريخ تلك الحركات والتنظيمات ممتليء بالكثير من الحقائق الكاشفة لعقود من التضليل والكذب على الناس بإسم الدين والمذهب , فحركات الإسلام السياسي " السنية والشيعية " كانت إحدى العوامل الرئيسية لإنتشار الإرهاب والإستبداد السياسي والفساد والجهل والعنف المجتمعي والطائفية المقيته والقاريء الجيد والمتابع بإستقلالية لحلقات التاريخ يجد تلك التنظيمات والحركات ضالعة بالكثير من الحوادث وتحت بند الجهاد المقدس في كثيرٍ من الأحيان فتلك الحركات والتنظيمات وشخصياتها كانت تمارس البغاء مع السلطة الحاكمة ببلدان الربيع العربي تلعن السلطة نهاراً وتضاجعها ليلاً والحال مستمرة حتى الآن في دول كثيرة لعن بالنهار ومضاجعة بالليل والأهداف المبطنة السلطة والركوب على ظهر المجتمع في ليلة ظلماء وإستنساخ التجارب الدموية , ويجد القاريء الجيد أيضاً أنها سبب رئيسي لموت المجتمعات جهلاً ويجدها سبب رئيسي لوأد حراك الشعوب وإقتتال فئات المجتمع الواحد بعد تفككه والمتأمل في كتب التاريخ يجد تلك الحقيقة مدونة ويجدها في العصر الحديث واقعاً وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد فالربيع العربي أختطف من قبل تلك التنظيمات والحركات ولهذا لم يكتب له النجاح حتى الآن ولن ينجح الربيع العربي كحراك مجتمعي حدث ببلدان كانت تعيش بلا مقومات الحياة البشرية الطبيعية الإ بعد أن يتحرر ذلك الحراك من قبضة الحركات المسيسة للدين والشخصيات المؤدلجة للحراك , فالربيع العربي عبارة عن ثورة شعبية ضد الفساد والظلم والتهميش والفقر وليس ثورة بعد قراءة كتاب تاريخ كٌتب في مرحلة تاريخية معينة فالتنظيمات والحركات المسيسة للدين "سنية أم شيعية " وعلى الرغم من الإختلافات والفوارق الشاسعة بين مدارسها المختلفة تسعى للأدلجة وتغييب العقل البشري وشرعنة الدموية تمهيداً لإعلان الخلافة وعودة الإمام ونزول المهدي وقيام الساعة في خطوات تشبه أفلام الخيال العلمي التي لا يصدقها الإ جاهل أو غبي ! من حق أي حركة أو تنظيم العمل داخل المجتمع بشرط أن يكون ذلك العمل متوافقاً مع الواقع والمنطق ومؤطراً بإطار وطني , لكن حركات وتنظيمات الإسلام السياسي لا تعترف بالواقع ولا تعمل وفق المنطق ولا تتقيد بالعمل الوطني الذي أساسه المدنية والوحدة الوطنية , فتجدها تتغلغل داخل المجتمع الواحد بطرق شتى وتنشر جيوبها بأصقاع الأرض متخذة من فكرة العالمية مبداً والحاكمية دستوراً وعندما تصل تلك الحركات والتنظيمات لسدة الحكم فأول خطوة تقوم بها محاربة أصدقاء الأمس وتبدأ بنشر الأدلجة الفكرية وشرعنة الأدبيات متناسية أن وصولها كان بسبب المجتمع وأن وظيفة الدولة الإدارة والتنظيم فقط وليس الأدلجة الفكرية والدينية والتاريخ القديم من حقبة أفغانستان وما قبلها وحتى وقتنا الحالي ممتليء بكوارث تلك الحركات والتنظيمات ! مشكلة الحركات والتنظيمات المسيسة للدين والمذهب "سنية أم شيعية " تكمن في عدم مراجعة تاريخها وإطلاق العنان للمراجعات والإصلاح , فهي لا تستفيد من مراجعات شخصيات تخلت عن فكرة الإسلام السياسي الخاطئة ولا تؤمن بالمراجعة وإصلاح الأدبيات والتصالح مع الذات والمجتمعات وتلك هي المشكلة الأساسية التي تسببت في إنهيارها بعد الربيع العربي ونفور المجتمعات منها فالحركات والتنظيمات المسيسة للدين والمذهب لم تتجاوب مع دعوات الإصلاح ومتطلبات الدولة المدنية ومطالب المجتمع بل تقوقعت حتى تصلبت وعند أول إختبار حقيقي أنهارت , لن تعود تلك الحركات والتنظيمات إلى المشهد السياسي العربي حتى وإن تغيرت الاسماء فالمشكلة في الادبيات وليس في المسميات فالمجتمعات باتت على دراية بأدبيات تلك الحركات والتنظيمات التي لم تصن حرمة دين ولم تساهم في صيانة حق مجتمع يتطلع لحياة آمنة مستقرة فهل يعي المتعصب ذلك أظنه لا يعي لكنه يجيد القراءة فهل سيقرأ ليعي الحقيقة كاملةً ! .