هكذا أطلق على القضاء المصري ولا أعلم من أين جاءت تلك السلطة المقدسة التي ما أنزل بها الله من سلطان عندما تتحدث في مصر أن هناك أحكام خاطئة تقوم الدنيا ولا تقعد بأن القاضي لا يخطئ أليس القاضي بشر يصيب ويخطئ أم أنه أنزل من السماء ويوحي الله إليه أحكامه؟ . فانظر إلى قول عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري الذي يظهر فيه أن القاضي قد يخطئ وعندمايخطئ فعليه الرجوع للحق :- [ولا يمنعنَّك قضاءٌ قضيتَه بالأمس فراجعتَ فيه نفسَك وهُدِيت فيه لرُشْدك أن تَرجِعَ عنه إلى الحقِّ فإنَّ الحق قديمٌ ومراجعةُ الحق خيرٌ من التَّمادِي في الباطل ]. وإذا كانت الأحكام تكذب الشهادة بالعين لأن الأوراق وألعاب المحاماه قد غيرت معالم القضية , فإننا لن نرى رجلاً قتل أبناء الشعب أو نهب أمواله بين القضبان قريباً فسوف يصبح الجميع أبرياء والشعب هو المتهم لأنه ثار ليشوه سمعة رجال أبرياء نهبوا وسرقوا قوت الشعب وشوهوا مستقبل البلاد وتمكنوا من تزوير الأدلة والبراهين . هل تقوم العدالة في بلد تمكنت فيه قوانين ما أنزل الله بها من سلطان , تمتلئ بالثقوب وشرعها رجال فاسدون من أعضاء مجلس الشعب أو الشورى إلا من رحم ربي , فلم نسمع عنهم يوماً أنهم رفضوا قانوناً أو قراراً يضر بالأمة وهم يحاكمون أمام تلك القوانين الفاسدة التي جعلوها قبل ذلك كالثوب المهلل الممزق الذي لا نفع فيه ولا فائدة . إن مصر في حاجة لقوانين جديدة تقوم على العدالة الحقيقية وليس العدالة الشكلية , وإننا في النهاية نعلم أنه هناك بين قضاة مصر الذين يعرفون حق الله عليهم ويحرصون على العدالة ونرجو من الله أن نراهم قريباً يتزعمون حركة فعلية لإصلاح القضاء المصري ليتولاه من يعرف له حقه وليس السعي وراء المصالح الشخصية التي سادت مصر في الفترة السابقة فابن القاضي قاضٍ يملك مفاتيح السعادة وتحقيق مصالحه ومصالح أقاربه فكيف سيحقق العدالة وقد دخل القضاء من الباب الخلفي . وما أعلمه أن الشيء الوحيد المقدس في حياتنا كتاب الله الذي حفظه رب العالمين بيده ليكون النور الهادي والطريق المستقيم للأمة نحو التقدم و الرقي . أما النظريات البشرية والقوانين الوضعية فلا قداسة لها , لأنه تتأثر باتجاهات وضعيها وميولهم الشخصية وأهداف الحاكم من حكمه وأطماعه , ألم يقم أعضاء الوطني ؟ بتفصيل الدستور السابق وفقاً لرغبات مبارك وقضية التوريث , ألم ينسجوا قوانين تبيح ثروات البلاد لمن حوله من مستغلي السلطة . نحن في حاجة لتغيير شامل في حياتنا لأن الفساد كان قد مس كل شيء في مصر .