ذكر الصحفى الأمريكى جلين جرينوالد أن الحكومة الأمريكية وحلفاءها يشاركون بشكل مباشر فى الهجمات الإسرائيلية بالشرق الأوسط، مثل التى تشن حاليا على قطاع غزة. وكتب جرينوالد اليوم الاثنين على بوابة "ذا إنترسيبت" الإلكترونية أن تسريبات موظف الاستخبارات الأمريكى السابق إدوارد سنودن أظهرت أن وكالة الأمن القومى الأمريكية (إن إس إيه) تدعم نظيرتها الإسرائيلية (آى إس إن يو) بشدة منذ سنوات فى مراقبة فلسطينيين ورصدهم كأهداف. وأضاف جرينوالد: "فى حالات كثيرة تعاونت (إن إس إيه) و(آى إس إن يو) مع جهازى الاستخبارات البريطانى والكندى (جى سى إتش كيو) و(سى إس إى سى)"، موضحا أن من بين الأمور التى تم التعاون فيها سداد أموال مقنعة لعملاء إسرائيليين. وعمل جرينوالد فى الفترة بين أغسطس 2012 وأكتوبر 2013 لدى صحيفة جارديان الأمريكية التى تنشر إلكترونيا فقط، وهو محام أيضا. وقال الصحفى إن كلا من وكالة الأمن القومى الأمريكية (إن إس إيه) ووكالة الاستخبارات البريطانية (جى إتش سى كيو) رفضتا الرد على استفساراته بهذا الشأن. ورغم أن التقرير لا يشير بشكل مباشر للاعتداءات الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة إلا جرينوالد كتب يقول: "التسريبات الجديدة لسنودن توضح حقيقة أن العدوان الإسرائيلى ما كان ممكنا بدون دعم متواصل وسخى وحماية من الحكومة الأمريكية التى لا يمكن اعتبارها طرفا محايدا ووسيطا للسلام فى تلك الهجمات". كما وجه جرينوالد انتقادات شديدة لوسائل الإعلام الأمريكية، وقال إنها تتصرف وكأن الاعتداءات الإسرائيلية ليس لها علاقة ببلدهم، ويشار إلى أن الولاياتالمتحدة تدعم إسرائيل منذ عقود بشكل واسع بالأسلحة والتدريب العسكرى، كما يطرح تقرير جرينوالد وبشكل خاص مسألة ما إذا كان ذلك يتفق مع دور الولاياتالمتحدة كوسيط وصانع للسلام. كما يلقى التقرير ضوء جديدا أيضا على الدور الصعب لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الذى تعرض مؤخرا لانتقادات شديدة داخل إسرائيل، لأنه تقدم خلال مساعيه الرامية للتوصل لهدنة بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية المسلحة وعلى رأسها حماس بخطط اعتبرها البعض فى إسرائيل أكثر انحيازا لحماس. كما تعرض كيرى لانتقادات شديدة فى الولاياتالمتحدة نفسها للسبب ذاته، حيث تتهمه الصحافة والمعارضة هناك بأنه لم يراع المصالح الأمنية لإسرائيل بشكل كاف. وحسب مجلة شبيجل الألمانية فإن كيرى تعرض للتنصت من قبل المخابرات الإسرائيلية أثناء محادثات السلام التى قام بها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن جهاز مخابرات آخر على الأقل شارك فى التجسس أيضا، واستندت المجلة فى تقريرها إلى عدة دوائر استخباراتية، وفشلت المحادثات التى توسط فيها كيرى بين إسرائيل والفلسطينيين فى أبريل الماضى بعد تسعة أشهر من انطلاقها.
