لاشك ان الفنان الموهوب محمد رمضان قد استطاع عبر اداه في مسلسل "ابن حلال" ان يحقق جماهرية كبيرة يستعيد بها ثقة ومصالحة الجمهور ، ومن ثم ساهم توظيفه الجيد بعيداً عن سينما السبكي ، في تغيير الصورة الذهنية العالقة لدينا كمشاهدين ، وذلك من جراء انسياقه لمنتجي افلام "التيك اواي" وما ترتب عليها من جني ارباح واجهاض مشاهدين سابقيين و مرتقبيين ، من جراء سينما المقاولات التي قدمته كشاب شقي يغلب عليه الطابع العدائي في معظم ادواره ، مما اثار حفيظة البعض بأن تلك الادوار تدفع بعض مشاهديها، للتخلص من شحنة انفعالية عدائية عبر لوكيشن الشارع ، ولاشك ان السيناريست "حسان الدهشان" قد ساهم بشكل كبير "ولا ادري ان كان ذلك بنية مسبقة ام لا ، بان يعمل السيناريو علي تغيير مفاهيم البطل الشعبي لدي الجمهور ام بتحسين صورة "رمضان" والتي نالت من رصيده في الفترة الماضية ، وفي كل الاحوال ، فقد نجح السيناريو في معالجة صورة البطل الشعبي الشقي للنقيض ، واستبداله ببطل شعبي نجح في تاييد وتعاطف الغالبية العظمي من المشاهدين ، لما قامت به العديد من المشاهد بالاستعانة برسائل واسمالات تجمع بين سمات الشاب "ابن البلد" والبطل الشعبي ، الذي ساهمت الاجواء الدرامية بصورة كبيرة ، في تحوله من مجرم ومذنب امام قانون اصحاب النفوذ ، الي صاحب حق في مواجهة اصحاب النفوذ ، وذلك باقتباس بعض السمات التاريخية للبطل الشعبي وذلك علي نفس الوتيرة الاسطورية "ادهم الشرقاوي" للمخرج الرائع "حسام الدين مصطفي " عام 1964 وقام بتقديم الشخصية الراحل عبد الله غيث وقد برع في تجسيد وصف البطل الشعبي الذي جذب وتأييد أهل القرية له ، لما يقوم به من اعمال بطوليه ضد المعتدي ، وفي ذات السياق نجح الفتى "حبيشة" في جلب شعبية داخل وخارج "عزبة الصعايدة" عندما قرر تغيير نظرته للمجتمع من شاب يعمل من اجل قوت يومه ساقته الاقدار بان يقدم يد العون لكل مستغيث ، وسرعان ما تحول من مغيث الي مستغيث يطلب يد العون لاثبات برائته التي قام بشرائها اصحاب النفوذ مقابل حياة نجله وسمعة عائلته ، وبغض النظر عن ان كان المسلسل هو مجموعة من الاقتباسات أو ، لا ، فلاشك ان تضافر الاحداث والاشخاص ، ظهر بصورة جيدة سواء تشابت بالفعل الاحداث مع احدث حقيقية ام لا ، فنحن امام تجربة درامية جديدة تستحق كل التقدير لما قامت به من تقديم مادة جيدة اجتذبت لها انتباه وتشويق المشاهدين ، مروراً بالزمهم كرسي المتفرج علي الاحداث ، وحتي نهاية الحلقات ، والتي قدمت جميع الجناه للعدالة الدرامية ، وجدير بالذكر ان نشيد بالاداء المتتميز لنجوم حقيقيون استطاعوا لفت انتباهنا جميعا عبر ادائهم لادوار قد مرت مرور الكرام في احداث درامية سابقة ، فقد برع النجم الشاب حمزة العيلي والذي قام بتجسيد دور "مسكر" الشاب ذو الاعاقة الذي دفعته ظروفه الاضطرارية الي ارتياد سيارة مهلكة كي يحتمي بها ويجعل منها مسكن له ، وقد اختلف بعض الشئ مع الانتقادات التي وجهت للدور من قبل بعض ممثلي الاعاقة لما وصفوه بالاساسة لاصحاب الحالات المشابهه ، وان كنا نتفق معهم او نختلف فلابد ان نعترف ان هذا النموذج موجود بالفعل بجنبات شوارع المحروسة ، وان كان يشفع للمسلسل ان دوره لا يقتصر علي المعالجه والتجميل بقدر دوره في عرض بعض او كل الحقائق ، ولكن يلجأء البعض منا الي دفن راسه في الرمال ، ولا نفغل بالطبع دور الفنانين الكبار الذين ساهموا في اثراء المحتوي الدرامي عبر ادائهم المبهر للشخصيات الرئيسية ، وعلي راسهم كل من الفنانة القديرة هالة فاخر ، والفنان البارع محمود الجندي والعديد من الفنانين الشباب الذين نجحوا في وضع بصماتهم علي العمل الفني . جواز مرور مؤقت اصبح متاح الان لدي الفنان الشاب محمد رمضان جواز مرور مؤقت يأهله لجلب وتاييد ملايين المشاهدين تارةً واللحاق بركب الاسطورة الراحل احمد زكي تارة اخري، وذلك اذا نجح في تحقيق الشروط الواجب توافرها في من يلحق بركب العظماء ، واولها ان يحاول تدقيق النظر في المرحة القادمة نحو قبول الاعمال المعروضه عليه . وثانيها ان لا يتردد اكثر من ذلك في اثراء ثقافته علي مستوي المجال الفني والعام ، حتي يكون مؤهلاً لسد الفراغ الذي تركه الاسطورة احمد زكي ، كما عليه ايضاً ان يستعين بأهل الخبرة في مختلف المجالات ، والبعد التام عن البعض من اهل الثقة المحيطين به ، والذي قد ثبت له بالبرهان ان العديد من نصائحهم غير مناسبة للمرحلة الحالية . مواقف محرجة علي الهواء من الافت للنظر ان الفنان محمد رمضان لم يكن مؤهلاً للتعامل مع المواقف المحرجة علي الهواء وذلك عند استضافته في البرنامج التليفزيوني "العاشرة مساء" والذي يقدمه الاعلامي المخضرم وائل الابراشي ، فقد تعرض "رمضان" لموقف محرج علي الهواء من قبل المطربة ليلي غفران ادي الي اختلال توازنه وعدم معالجته للموقف بشكل دبلوماسي ، وقد يرجع ذلك الي عدم التحضير الجيد والاستهانة بمثل هذه النوعية من البرامج والتي قد يتعرض ضيوفها لبعض المواقف المحرجة سواء عبر المناقشة او خلال المداخلات التليفونية المهاجمة ، وعلي رمضان أن يدرس اولاً طبيعة البرنامج المستضاف به بالاضافة الي طبيعة مقدمه . واخيراً ادعو الموهوب محمد رمضان ان يدرس خطواته القادمة جيداً ، وسنقوم جميعا بمساندته حتي يساهم في ملئ فراغ الاسطورة الراحل احمد زكي .