طالبت تركيا الحكومة السورية بوقف قتل المدنيين، وقالت إنها سوف تراقب ما يحدث في سورية خلال الأيام المقبلة. وجاء الطلب التركي خلال زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو إلى سورية والتي التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد. وقال أوغلو في تصريحات للصحفيين في أثناء عودته من دمشق إن حكومته سوف تراقب الأحداث في سورية خلال الأيام القليلة القادمة. ووصف الوزير مباحثاته مع الأسد بأنها كانت صريحة وودية، وأكد أن أنقرة سوف تواصل اتصالاتها مع كل فئات المجتمع السوري. وأضاف الوزير أن تركيا تأمل في انتقال سلمي في سورية يؤدي إلى أن يقرر الشعب السوري مستقبله بنفسه. وقال بيان سوري إن الأسد أكد لوزير الخارجية التركي أن سورية لن تتهاون في ملاحقة من وصفهم بالمجموعات الإرهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين، ولكنها عازمة أيضا على استكمال خطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها وهي منفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة على هذا الصعيد. وأوضح البيان أن الرئيس الأسد أطلع داود أوغلو على الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية نتيجة قيام من قالت إنهم المجموعات الإرهابية المسلحة بقتل المدنيين وعناصر حفظ النظام وترهيب السكان. كما قالت الوكالة السورية إن وزير الخارجية التركي أكد أنه لا ينقل أي رسالة من أي أحد وأن تركيا حريصة على أمن واستقرار سورية مشددا على أن المراحل التي قطعتها العلاقة الاستراتيجية بين البلدين جعلت قيادتي البلدين تشعران بأن أي أمر يحصل في أي منهما هو بمثابة شأن داخلي لدى الآخر. وكان رئيس الوزراء التركي قد عقد اجتماعا طارئا مع بعض قيادات حكومته لتقييم الأوضاع في سورية قبل إيفاد وزير خارجيته الى هناك لنقل موقف بلاده تجاه ما يتردد عن وقوع مزيد من القتلى في صفوف المحتجين المدنيين في سورية. وأكدت مصادر أن محادثات أوغلو في دمشق قد تكون المحاولة الأخيرة لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بتغيير نهج التعامل مع الاحتجاجات في بلاده. وأضافت المصادر أن وزير الخارجية التركي قد يهدد بأن تؤيد بلاده تحركا أقوى من مجلس الأمن تجاه سورية، إلا أن معظم المراقبين يستبعدون أن تحقق زيارة أوغلوا تقدما كبيرا. كما بدا واضحا أن الاستياء التركي تزايد من استمرار" قمع المظاهرات" حتى في شهر رمضان. إلا أنه من المستبعد ان تلجأ تركيا إلى تخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في سورية، كما أن أنقرة تعترض من حيث المبدأ على فرض عقوبات اقتصادية على دمشق وترى أنها قد لا تضر كثيرا بالحكومة السورية.