بديهى أن لا يكون هناك مجال للإختلاف فى أن ولاء المسلم يجب أن يكون لله تعالى ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وأن الولاء لأمير أو إنسان ، مبنى على خضوع هذا الولاء بالإطلاق . جندية وقيادة . لله تعالى . إلا أن هناك ظواهر مرضية كثيرة تكشف الخلل الكبير والإنحراف الفادح والتفكير الفاسد ، والممارسة الشنيعة باسم الإسلام. مثال ذلك بين الوقوع فى الغيبة والتأخر عن إجتماع تنظيمى : وبين الإمتناع عن دفع الزكاة والتخلف عن دفع الإشتراك : والذى يجرى أن نتغاضى عن الحرمة الشرعية الأولى بينما نعاتب ونعاقب عن الثانية. كذلك تخلف عن صلاة الجماعة .. وتخلف عن نشاط الجماعة لا يختلف إثنان على أن التخلف عن صلاة الجماعة بغير عذر معصية شرعية ، بينما حضور أى نشاط من أنشطة الجماعة عمل تطوعى ، قد يؤجر صاحبه وبحسب نوع النشاط ولكنه لا يوزر. و لا يختلف إثنان أيضا على أن المسلم أخو المسلم ، أحب أم كره ، وليس فقط (أعضاء التنظيم) .. إن على المسلمين جميعا أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، وفى الواقع المعاش ، الصورة مقلوبة تماما.. فأعضاء التنظيم قد يعتبرون أنفسهم "شعب الله المختار" وأن من عداهم خارج عن الملة ، وقد يعتبرون شريحتهم :"الشريحة الناجية" وأن من دونهم على ضلال كبير.. وأن واجباتهم تجاه الأخرين مندوبة ، بينما هى فيما بينهم فريضة وواجبة هذا إن وجد والنتيجة إنعزال التنظيم عن المسلمين ، ونشوء فرق إسلامية أشد إنعزال وكراهية للآخرين. و مثال آخر أيضا الحب فى الله والبغض فى الله : ولا يجهل أحد أن من واجب المسلم أن يحب أخاه المسلم ، سواء كان فى التنظيم أو خارج التنظيم . إن ما جرى ويجرى من إنشقاقات وصراعات ، ضمن التنظيمات الواحدة ، وبين أبناء الصف الواحد ، لأقوى دليل على أن الحب الحقيقى لله ، والولاء الحقيقى لله ، والإلتزام الحقيقى بشرع الله ، لايزال ضمن دائرة النظريات والفلسفات والشعارات