أكد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أن المشاركين فى أعمال مؤتمر "أصدقاء ليبيا" اتفقوا على ضرورة الإفراج عن الأصول الليبية المجمدة وعلى أهمية أن تسترد "ليبيا الجديدة" أموال "ليبيا الأمس"، موضحا أن المؤتمر وافق على الإفراج عن ما إجمالية 1.5 مليار دولار . جاء ذلك فى المؤتمرالصحفى المشترك الذى عقده مساء فى ختام المؤتمر مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ورئيس المجلس الانتقالى الليبى مصطفى عبد الجليل أمير دولة قطر الشيخ حمد والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون. وقال الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فى مؤتمره الصحفى انه تم الاتفاق خلال المؤتمر على تحويل مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا إلى مجموعة "أصدقاء ليبيا" الدولية. وأشار إلى أن المشاركين دعوا كذلك إلى ضرورة توسيع دائرة الاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى مع الالتزام أيضا بإعادة فتح السفارات فى طرابلس. وأوضح ساركوزي أن المشاركين قد أعربوا عن أملهم فى أن تصبح "القوة العسكرية فى خدمة الشعوب التى تعانى من أنظمتها"...مشيرا إلى أن دعم ثلاث دول عربية هى قطر والإمارات العربية والأردن لعمليات الناتو والتدخل العسكرى فى ليبيا منذ اللحظات الأولى أعطى بعدا دوليا للعمليات التى هدفت إلى حماية الشعب الليبى. من جانبه، أشار رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إلى مشاركة بلاده فى العمليات العسكرية للناتو فى ليبيا لوضع نهاية للقمع الدى كان يمارسه القدافى ضد شعبة وتهديده لهم بقتلهم. وشدد على أن الشعب الليبى هو الذى يقرر مصيره..مشيرا إلى ضرورة ترسيخ الديمقراطية فى جميع بلدان العالم، مؤكدا أن الشعب الليبى لابد وأن يتمتع بالحرية والديمقراطية. وبدوره أكد رئيس المجلس الانتقالى الليبى مصطفى عبد الجليل أن الشعب الليبى الذى أثبت للعالم أجمع انه شعب يسعى للحرية والديمقراطية هو شعب مسلم ملتزم بتعاليم الإسلام التى تدعو إلى احترام الكرامة الإنسانية وإلى الحرية..مشيرا إلى أن الإسلام يدعو إلى الوفاق والمصالحة. وقال أن الثوار الليبيين قد دعوا المجتمع الدولى إلى حمايتهم واسترداد كرامتهم..مشيرا إلى أن المجلس سيعمل على العفو والتسامح واحترام سيادة القانون الذى يحكم ويقول كلمته. وعبر عن شكره للمجتمع الدولى الدى دعم الثورة الليبية ويدعم العدالة والاستقرار والسلام فى العالم الدى تعتبر ليبيا جزء منه. ومن جانبه أكد أمير دولة قطر فى كلمته امام المؤتمر أن بلاده دعمت التحرك الدولى لحماية الشعب الليبى مند اللحظات الأولى..مشيرا إلى ان الشعب الليبى هو الذى يجب أن يحدد مصيره ومستقبله. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إلى أن المجتمع الدولى يدعم المجلس الوطنى الانتقالى الليبى فى جهوده خلال المرحلة القادمة التى تشهد الانتقال الديمقراطى من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية وإعادة إعمار البلاد. ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون المجلس الوطنى الإنتقالى الليبى أن يتعامل "بروح من الوفاق الوطنى وليس من الانتقام" خلال عملية الانتقال الديمقراطى. وشددت كلينتون خلال مؤتمر "أصدقاء ليبيا" الدولى المنعقد فى باريس على أن "العمل لا ينتهى بإسقاط نظام قمعى". ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط من مصادر موثوقة داخل الجلسة المغلقة للمؤتمر أن وزيرة الخارجية الأمريكية دعت المجلس إلى محاربة التطرف والتأكد من أن مخزون الأسلحة التى كان يستخدمها القذافى لم تعد تمثل تهديدا بالنسبة للدول الجارة أو للعالم. وأشارت إلى ضرورة مواصلة عمليات حلف الشمال الأطلنطى فى ليبيا طالما أن المدنيين لن يكونوا بمنأى عن المخاطر..داعية الموالين للقذافى إلى تسليم أسلحتهم, وكذلك إلى التوجه للأمم المتحدة للإفراج عن الأصول الليبية المجمدة للمساعدة فى إعادة أعمار البلاد..وأشارت إلى أهمية تسليم المقعد المخصص لليبيا فى الأممالمتحدة للمجلس الانتقالى. وأكد رئيس المجلس الأوروبى هيرمين فان رومبى أن الاتحاد الأوروبى مستعد لمساعدة ليبيا فى مجال إعادة إعمار البلاد. وقال رومبى أنه قد حان الوقت للسماح لليبيين باسترداد أموالهم المجمدة..موضحا أن الاتحاد قرر اليوم الإفراج عن أصول 28 كيانا اقتصاديا ليبيا. وأضاف أن الإتحاد على استعداد أيضا لرفع المزيد من الأموال الليبية عن أقرب وقت ممكن إذا ما قررت الأممالمتحدة ذلك..وقال إن الإتحاد الأوروبى يدعم أيضا تحقيق الوفاق فى ليبيا. وأكد أن الليبيين هم الذين يقودون العملية الانتقالية وأيضا عملية الوفاق. وردا على أسئلة الصحفيين والإعلاميين.. أكد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى إن ممثلى المجلس الانتقالى الوطنى الليبى طالبوا خلال المؤتمر باستمرار العمليات العسكرية فى ليبيا حتى يزول خطر التهديد الذى لازال يمثلة القدافى وأعوانه. وأضاف ان المجلس الانتقالى طالب أيضا بالإفراج عن الأصول الليبية المجمدة للمساهمة فى إعادة إعمار البلاد وتوفير المستلزمات الإنسانية خاصة الطبية منها والتعليمية خاصة مع اقتراب موعد استئناف الدراسة..مشيرا إلى أن بلاده أفرجت اليوم عن 1.5 مليار يورو من الأموال الليبية المجمدة لديها. وفيما يتعلق بالقذافى..قال ساركوزى انه يمثل اليوم تهديدا ولكن محاكمته بعد القبض عليه سواء أمام القضاء الليبى أو القضاء الدولى هو "قرار ليبى وليس قرارنا". وقال "نحن حاربنا أنا وكاميرون لمنع تقسيم ليبيا"..مشيرا إلى انه على استعداد لزيارة هو ورئيس الوزراء البريطانى ليبيا "إذا ما وجهت الدعوة لهم". وأكد الرئيس الفرنسى حق الشعب السورى أيضا فى الحرية والديمقراطية..وقال "نحن ندعم الشعوب التى تتطلع وتسعى من أجل الوصول إلى الحرية".