لم تفلح كافة التحصينات والأسلاك الشائكة والحواجز الخرسانية فى منع وصول المتظاهرين إلى مقر وزارة الداخلية بعد اشتباكات عنيفة وكر وفر اخترقت كتائب الألتراس كافة الحواجز وهم الآن على أبواب الوزارة .. المشهد يبدو مأساويا حيث تقف قيادات الداخلية مكتوفة الأيدى امام هجوم المتظاهرين بينما تراجعت قوات الأمن إلى جدران الداخلية بين عمليات كر وفر وتقدم وتأخر للحيلولة دون سقوط المقر فى أيدى المتظاهرين .. فقد استمرت الاشتباكات منذ مساء أمس وحتى الآن بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين أمام مقر وزارة الداخلية من ناحية شارع منصور .. المتظاهرون أزالوا الأسلاك الشائكة كما أزالوا الحاجز الخرسانى فى شارع محمد محمود لتتجدد المعركة من جديد فى هذا الشارع والشوارع المحيطة والمتفرعة عنه .. وقبيل صلاة الجمعة نجح أحد أفراد القوات الخاصة ويدعى الكابتن كريم فى الفصل بين قوات الأمن والمتظاهرين والذين كانوا على بعد أمتار من مبنى الوزارة وهدأت فجأة القذائف المسيلة للدموع وهدأ المتظارهرون فى مشهد عجيب لدرجة انهم صافحوا قوات الأمن المركزى ثم ادى المتظاهرون صلاة الجمعة فى نهاية شارع منصور قرب مقر الوزارة .. وبعد الصلاة مباشرة تجددت الاشتباكات نتيجة إلقاء بعض العناصر غير المسئولة بالطوب والحجارة على قوات الشرطة فبادرت قوات الأمن المركزى بإلقاء القنابل المسيلة للدموع وإطلاق الخرطوش مما ادى إلى وقوع العديد من المصابين ومن جانبها هرعت سيارة الإسعاف غلى مقر الأحداث لنقل المصابين وأغلبهم فى حالات إغماء .. الاشتباكات تبدو خطيرة الآن وعمليات الكر والفر مستمرة والألتراس مصممون على الثأر واقتحام الداخلية ياتى هذا فى الوقت الذى يحاول فيه الكثيرين من العقلاء الفصل بين الطرفين والتزام السلمية. فى خطبة الجمعة ناشد الشيخ مظهر شاهين المتظاهرين والشرطة بالهدوء والبعد عن العنف والتزام السلمية وقال أنه قام بمبادرة أمس بمشاركة المستشار زكريا عبد العزيز لوقف الصدام ولكن دون جدوى .. وطالب شاهين المجلس العسكرى بأن يرحل عن السلطة حتى تستقر أوضاع البلاد وحتى يم الحفاظ على سلامة الجيش ووحدته وصورته أمام الشعب وحتى لا يكون طرفا فى أى حسابات سياسية على أن يتحمل السئولية عن أحداث بورسعيد بصفته قائدا للبلاد فى هذه المرحلة .. وقال الشيخ مظهر : يا شباب مصر احقنوا الدماء فكل المسلم على السلم حرام دمه وماله وعرضه .. الثورة كانت وستظل سلمية ونحن لن نكون مخربين أبدا وسنبقى مسالمين لأن أعدائنا يريدون بنا أن ننجرف فى طريق العنف .. وأقسم بالله أنهم يريدونها حربا أهلية بين الجيش وبين الشعب وبين الشعب وبين الشرطة. وطالب الشيخ مظهر البرلمان بالمحاكمة الفورية والقصاص السريع وكانت خطبة الجمعة التى ألقاها الشيسخ مظهر شاهين اليوم هادئة حيث حاول ان يجمع اطراف التيارات السياسية فى كلماته داعيا الجميع إلى الوحدة والاعتصام ضد المؤامرات التى تستهدف الوقيعة بين أبناء الوطن .. وقال : أدعوا إلى الوحدة ولم الصفوف بين مختلف التيارات فى مواجهة مؤامرات أعداءالوطن فى الخارج وعلى رأس هؤلاء الأعداء إسرائيل والتى تريدها حربا أهلية بين الشعب والشعب وبين الشعب وجيشه لذا يجب أ نقف جميعا صفا واحدا فى وجه هذه المؤمرات بعيدا عن المصالح الشخصية فالأشخاص إلى فناء والأوطان إلى بقاء .. وأقول للبرلمان المصرى أن الشباب جاءوا إليه لا ليسقطوه كما ادعى المغرضون وإنما ليؤيدوه وليرفعوا إليه مطالب الثورة ونحن أوعى من أن ننجرف وراء الصدام مع برلمان الشعب والبرلمان . وفى نهاية الخطبة بكى الشيخ مظهر متأثرا وداعيا الجميع إلى التهدأة. وعقب الخطبة هتف جميع المتظاهرين بسقوط حكم العسكر والقصاص العادل وحاسبة المتورطين والمقصرين فى أحداث بورسعيد. ودعا المتظاهرون للبدء فى إعلان حالة العصيان المدنى اعتراضا على ما يحدث فى مصر.