محمد خلفاوي ، طالب بمعهد الألسن، عمره 21 عاما، هو أحد أفراد ألتراس أهلاوي الذين شاهدوا الموت بأعينهم داخل استاد بورسعيد، وظل لمدة ساعة كاملة يبحث عن مخرج من داخل الاستاد، ولم ينقذه أحد هو وباقي زملائه ، سوى أن جماهير بورسعيد اكتفت بعدد ال71 قتيلا، وعشرات المصابين. محمد خلفاوي خرج مع زملائه كعادتهم في كل مباريات الأهلي، وعندما ذهبوا إلى النادي الأهلي، أخبرهم المسئولون هناك بأن السفر سيكون عن طريق القطار، لأن سائقي الأتوبيسات مضربون عن العمل، فكتب على صفحة ألأتراس أهلاوي على الفيس بوك أن السفر سيكون عن طريق القطار. رحلة الموت بدأت منذ أن تخطى القطار محطة الزقازيق، وليس منذ دخول استاد القاهرة، هذا هو ما أكده محمد خلفاوي، وقال إنه بمرور القطار من محطة الزقازيق تعرضت الجماهير لرشق بالحجارة وإطلاق خرطوش عليهم، ولم يكن هذا هو الكمين الوحيد الذي تعرضوا له، بل كان هناك عدة أكمنة أخرى، كان منها واحدا في الإسماعيلية. المهم أنه قبل بورسعيد بمحطتين، قامت قوات تابعة للجيش والأمن المركزي، بإنزال جمهور الأهلي من القطار، واستقلوا أتوبيسات لتنقلهم إلى استاد بورسعيد، محمد خلفاوي شعر هو وزملائه من ألتراس أهلاوي أن الأمر ليس طبيعيا، وتساءلوا لماذا لم يصلون إلى بورسعيد بالقطار، ويضطرون إلى ركوب أتوبيسات لمدة ساعة ونصف، وزادت حيرتهم، عندما لم تنقلهم الأتوبيسات مباشرة إلى مدخل الدرجة الثالثة باستاد بورسعيد، بل مرت بهم من أمام بوابات دخول جمهور المصري. وبدأت مواجهة أخرى حسب كلام محمود خلف، بدأها جمهور المصري برشق ألتراس أهلاوي بالحجارة، وهو ما أدى إلى وجود عدد من الإصابات بين صفوف الجمهور. لكن بوادر المعركة الكبرى بدأت بدخول الاستاد، ففي بداية اللقاء أشعل ألتراس أهلاوي عدد من الشماريخ، بعددها قرروا عدم إشعالها مرة أخرى بعد أن شعروا بأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم، وأكد محمد خلفاوي، أنه بنهاية الشوط الأول، قامت جماهير بورسعيد بإلقاء الطوب والشماريخ على جماهير الأهلي، وتكرر هذا الموقف أكثر من مرة خلال الشوط الثاني، وفي إحدى المرات واثناء استفزازهم حاولوا الرد عليهم إلا أنهم قاموا بضبط النفس، مؤكدا أن عدد ألتراس أهلاوي كان حوالي 3 آلاف مشجع، فوجئوا بعد نهاية المباراة بهجوم كاسح من جماهير بورسعيد، وما زاد الطين بله هو إطفاء أنوار الاستاد وهو ما جعلنا عاجزين عن الدفاع عن أنفسنا، بعد أن فتحت تشكيلات ألأمن المركزي التي كانت متواجدة أمام ألتراس أهلاوي الطريق لجمهور المصري، وبدأت المطاردات داخل مدرجات ومباني الاستاد. وكانت الكارثة عندما اكتشف جمهور الأهلي أن بوابات الأنفاق التي تقودهم خارج الاستاد مغلقة، وفي هذه الأنفاق تم احتجاز العشرات من جماهير الأهلي، وتم ضربهم على رؤوسهم بالعصي والحديد والأحزمة، أو خنفهم بواسطة الكوفيات، أما مشجعي الأهلي الذين ظلوا في المدرجات وحاولوا الهروب تم إلقاء بعضهم من فوق المدرجات في الشارع أو قذفهم بالحجارة والزجاج. وأكد محمد خلفاوي أن المطارادات ظلت لمدة ساعة كاملة داخل الاستاد، وأنه عندما تمكن من الهرب واختفى جمهور بورسعيد نزل هو وعدد من زملائه وشاهدوا عشرات الجثث ملقاة على في الأنفاق بالإضافة إلى الجثث التي كانت متواجدة في الاستاد. وأنهى كلامه بأن الألتراس لم يحدد بعد ما سيفعله، ولكنه قال "لأول مرة نشعر أننا لسنا رجالة لأننا التزمنا ضبط النفس"! و اقرأ أيضا:مؤسس ألتراس الزمالك : مدحت شلبي أشعلها !