قلق على وجوه الأهلاوية.. تواجد أمني مكثف.. إشارات عدائية من جماهير الإسماعيلي.. ثم إنطلاق بعض الحجارة وزجاج حافلات متناثر.. هكذا بدت اللحظات الأولى لدخول بعثة جماهير الأهلي إلى مدينة الإسماعيلية في "رحلة الجحيم". ويروي أهلاوي تفاصيل رحلته مع جماهير الأهلي إلى الإسماعيلية لمشاهدة لقاء الكلاسيكو المصري الذي انتهى بفوز الشياطين الحمر على برازيل مصر سابقا المعروفين باسم الدراويش بهدف نظيف وشهد العديد من أعمال الشغب الجماهيري. توقفت حافلات جماهير الأهلي أمام استاد الإسماعيلية في تمام الساعة الثالثة عصرا وسط حماس كبير من جماهير العاصمة بعد الوصول إلى أرض المدينة التي يكرههم جميع سكانها على حد وصفهم. ويقول أحمد هلال أحد مشجعي الأهلي القادمين من القاهرة "لا أعلم لماذا تكن هذه المدينة كل هذا الغضب تجاه الأهلي، فزجاج حافلاتنا تهشم تماما فور دخولنا الإسماعيلية ورغم التواجد الأمني". واتفق محمود منصور مع هلال في رأيه قائلا "لقد نادوا بالتهدئة وجئنا من أجلها، لكنهم استقبلونا بالحجارة والسباب كما عودونا، إنهم لا يتغيرون". وبعد مناوشات خفيفة مع أمن الاستاد تمكنت جماهير الأهلي من الدخول إلى مدرجاتها الممتلئة لتتكدس الجماهير التي بلغ عددها أكثر من ثلاثة آلاف مشجع في المدرج الذي يتسع لألفين فقط. واشتد غضب الأهلاوية فور دخول الملعب بعدما شاهدوا اللافتات التي وضعتها جماهير الإسماعيلي للسخرية من محمد أبوتريكة نجم الفريق بالإضافة إلى أعلام المكسيك وشعار باتشوكا. وكانت أبرز تلك اللافتات لوحة رسم عليها إبراهيم سعيد لاعب الإسماعيلي وهو يشد خنزيرا يرتدي قميصا أحمر يحمل رقم "22" مما أشعل غضب الجماهير الحمراء وبدأت في سباب الإسماعيلي والإسماعيلية. ومع نزول الفريقين إلى أرض الملعب انهالت جماهير الإسماعيلية بإلقاء الكراسي والزجاجات الفارغة على دكة بدلاء الأهلي مما دفع البرتغالي مانويل جوزيه واللاعبين للوقوف داخل الملعب لمدة دقيقتين قبل إنطلاق المباراة. ورغم الشحن المتبادل بين جماهير الفريقين، إلا أن علامات الثقة بدت واضحة على وجوه أعضاء جماعة "ألتراس أهلاوي" بعدما تمكنوا من الدخول بأمان رغم الحملة الإعلامية التي طاردتهم قبل المباراة بأيام. وقال أحد أعضاء الجماعة "جئنا للاحتفال في الإسماعيلية، ولا نخشى أحدا، فالفوز هنا سيكون أسعد لحظات هذا الموسم"، وأردف قائلا "إنه يومنا". ويبدو أن ثقة الجماعة لم تكن فقط لدخولهم الاستاد بأمان، ولكن كانت لتحضيرهم مفاجأة كبيرة في بداية المباراة. ففي الدقائق الأولى من عمر اللقاء، وتحديدا في الدقيقة الخامسة أشعلت "ألتراس أهلاوي" ما يقرب من 60 شمروخا لتحول سماء الإسماعيلية إلى نيران حمراء، وتجبر جماهير الإسماعيلية على الصمت لما يقرب من 20 دقيقة. ويقول هلال "هذه الشماريخ الحمراء لها أكبر الأثر في فوز الفريق، فلاعبي وجماهير الدراويش ظلوا لفترة طويلة في صدمة من المنظر المخيف". واستيقظت جماهير الإسماعيلي في الدقيقة 40 من الشوط الأول لتشعل ما في حوزتها أيضا من شماريخ ولتغطي سحابة الدخان سماء الملعب ليضطر الحكم لإيقاف المباراة. استمرت المباراة وسجل محمد بركات هدف الفوز ومرت الدقائق حتى قاربت المباراة على النهاية، لتعلن جماهير الإسماعيلية ثورة الغضب وتبدأ في إلقاء كل ما تطوله أيديها داخل الملعب على لاعبي الفريقين. وانتهى اللقاء وسط غضب عارم من جماهير الدراويش مما دفع قوات الأمن للإبقاء على جماهير الأهلي داخل الاستاد لمدة أربعة ساعات. وأثناء الانتظار بدأت جماهير الأهلي في الملل خاصة مع إشارات مراسلي القنوات المستفزة وتوارد الأخبار عما يقال عن جماهير الأهلي في الفضائيات مما دفع المتعصبين في تكسير مقاعد الاستاد وإلقاءها داخل الملعب. وأتيحت الفرصة للجماهير للنيل من إبراهيم سعيد أثناء خروجه من الملعب، فرغم أن الجماهير سمحت للاعبي الإسماعيلي بالخروج إلا أنها أصرت على بقاء "هيما" داخل الملعب فكلما اقترب من الخروج باغتته الحجارة والكراسي من كل مكان. حتى أقام الأمن المركزي كردون مخصص لإخراجه، ولكن استمرت معاناة الجماهير التي ظلت داخل الاستاد حتى الثانية عشرة من صباح الأحد. خطة الهروب: جماهير الأهلي حبيسة داخل الاستاد حتى منتصف الليل، والأخبار تتوارد من الخارج أن الأمن يعتقل المئات وأن طريق القاهرة- الاسماعيلية ممتلئ بالإسمعلاوية حتى البوابات. يفتح باب الاستاد وتبدأ جماهير الأهلي في الخروج لتجد قوات الأمن تعتقل بعض الأفراد عشوائيا ودون سبب ومن يسأل ماذا يحدث يدفع إلى جانب المحتجزين. لتتوقف الجماهير مرة أخرى داخل الحافلات في انتظار ماذا سيحدث للموقوفين، قبل أن تنطلق عملية خروج الحافلات من الإسماعيلية عن طريق "رأس الرجاء الصالح". فالحافلات التي كانت محاطة بعديد كبير من سيارات الأمن اتخذت طرق غريبة بين غابات وزراعات ومناطق مهجورة لتصل إلى طريق يربط الإسماعيلية بالزقازيق قبل أن تتجه إلى الطريق الزراعي. قبل أن تعود مرة أخرى إلى الصحراوي لتصل إلى القاهرة في ثلاث ساعات ونصف رغم أن الطريق يأخذ ساعة في الوضع الطبيعي. الغريب في الأمر أن الحافلة التي تقل اللاعبين كانت وسط حافلات الجمهور لكنها كانت فارغة، ليعود اللاعبين داخل سيارة مصفحة من سيارات الأمن المركزي في وقت لاحق.