في الوقت الذي تنزل فيه قنوات الجزيرة و العربية إلي أرض الواقع في مصر لتستطلع أراء الثوار الذين يشاركون اليوم في إحياء ذكرى ثورة الخامس و العشرين من يناير ويؤكدون على استمرار الثورة التي لم تحقق مطالبها .. لكن كالعادة .. أكتفي التليفزيون المصري بإستضافة مجموعة من الخبراء و السياسيين الذين لم نرهم من قبل في اي قنوات فضائية كبرى ، وطبعاً الحال في القنوات الخاصة كان مختلفاً ، مثلاً قناة أون تي في قسمت الشاشة إلى 6 أجزاء احدهم تقوم بتغطية التظاهرات في الأسكندرية و السويس و ميدان التحرير من 4 زوايا ، اما الشاشة الرئيسية فنجد حواراً بين مذيع برنامج أون تايم و شادي الغزالي حرب رئيس حزب الوعي و عضو ائتلاف شباب الثورة ، وكان من أكثر تعليقاته هو انتقاد الأداء الإعلامي للتلفزيون المصري خلال عام فقال ان الإعلام لم يتغير و هذا يظهر واضحا و جليا في أحداث ماسبيرو و التحريض كان كارثياً في عام الثورة ، كما أن تغطية أحداث محمد محمود صورت ان الثوار يريدون اقتحام الدخلية وهذا لم يحدث بل كان الهجوم من قبل الداخلية ، وتكرر نفس الأمر في مجلس الوزراء وتجاهلوا انتهاك الجنود للمتظاهرين واهتموا فقط بحريق المجمع العلمي الذي لم يكن يعلم عنه المصريون شيئا .. وأضاف : هناك العديد من الأدوات التي نواجه بها أكاذيب الإعلام الرسمي و منها دعمنا و اهتمامنا للأعلام الألكتروني كما أننا قمنا بإضافية بعض الأشكال الأخرى للأعلام منها اطلاق الحملات في الشوارع التي تحتك بالشارع بشكل حقيقي قمنا بعمل حملة كاذبون التي توصل رسالة أقوى و " مش هنغلب " في مواجهه هذا الأعلام الفاسد . و بمتابعتنا لتغطية التلفزيون لبداية يوم الأحتفال بالثورة .. مازال التلفزيون المصري يعرض الأغاني والأشعار في مظاهر احتفالية بالثورة ، فضلا عن إعادته لبيان المشير حسين طنطاوي عدة مرات في كل فقرة اخبارية ، والأكثر لفتاً للأنتباه هو غياب اسم المذيعة التي تقوم بإدارة مجموعة من الحوارات كانت آخرها مع الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس و الناشط يسري ابو شادي . أما قناة cbc فتجاوزت مهمتها الإعلامية في تغطية احداث اليوم ..فمع تغطيتها للأحداث و مظاهر التظاهر في كل ميادين مصر استضاف الإعلامي خيرى رمضان أثنين من شباب الثورة يتحدثون عن مستقبل الثورة و عن سبل تحقيق هذه في المطالب في الواقع بمنتهى السهولة و اليسر وعبروا عن سعادتهم لأنتشار ماسك وجه الشيخ عماد عفت في ميادين مصر .
أما قناة الجزيرة فقد تميزت بإشعال الجو كالعادة ، فهي بدأت يومها بنشرات اخبار عادية ولكنها ذكرت فى تقريرها الخارجي على لسان مراسلها أن اليوم هو يوم تظاهر وبداية ثورة جديدة ولا يوجد مكان للاحتفال فى الميدان ، ثم تم التأكيد على لسان ضيوف المراسلين من الثوار علي أن اهداف الثورة لم تتحقق بعد والتركيز على شعارات" القصاص القصاص ضربونى بالرصاص" و" يسقط يسقط حكم العسكر" مع تجاهل تام لمنصة الاخوان المسلمين التى تحتفل بالثورة وتدعو لتحرير فلسطين ، ومع بداية بث البرامج كانت البداية مع " الاتجاه المعاكس" الذى اعلن مقدمه فيصل القاسم أن الجزيرة اجرت استفتاء يدور حول سؤال "هل تخلصت مصر من الطغيان بعد عام من الثورة؟" وكانت النتيجة 68 % تقول لا و 32% تقول نعم ، وكان ضيفا البرنامج الكاتب الصحفى نبيل شرف الدين و عبد الحليم قنديل عضو امناء مجلس الثورة , ورغم ان فكرة البرنامج تقوم على الاختلاف بين الضيوف الا ان حلقة اليوم اختلفت حيث ان الضيفين كانا ضد المجلس العسكرى وكان الاختلاف حول آلية تجديد الثورة ، فيصل القاسم وجه حديثه الى الضيفيين بان مصر مازالت تحت حكم العسكر الذى سحل ودمر مصر والذى حاول شيطنة شباب الثورة كما فعل مع نوارة نجم والشهيد محمد جمال و التقط منه الحديث عبدالحليم قنديل الذى استشهد بيت شعر من قصيدة الشاعر سيد حجاب الذى يقول"بتقتلونا من بعيد وتطلعوا تحيوا الشهيد" فى إشارة إلى المجلس العسكرى, اما الكاتب الصحفى نبيل شرف الدين الذى اكد ان الناس العادية كانت فى البداية مع الميدان لكن للاسف ميدان التحرير تحول الان الى ميدان التهليل يعنى ايه يهتفوا بتحرر فلسطين ومصر لازالت تعانى من الطغيان والاحتلال , واشار شرف الدين انه يختلف مع العسكرى لانه سلم السلطة التشريعية للإسلامين ومعروف ان السلطة القضائية مخترقة ايضا من الاسلامين – حسب كلامه - وعندما حاول شرف الدين اخماد دعوة اسقاط المجلس العسكرى عارضه فيصل القاسم قائلا "صار لك 15 سنة تعمل مع مبارك والان تدعو الى ضرورة توعية الشعب المصرى .. فلماذا لم تقم بتوعيته من قبل ؟! فهو الان واع وفاهم كل شىء بدراية كبيرة ام تحب ان نفصل لك شعباً مصرياً على مزاجك ؟! ".