قامت بتأسيس صفحة I travel لتشجيع الشباب علي السفر واختارتها الأممالمتحدة كمدير إقليمي للشرق الأوسط أول رحلة لها كانت في لندن وباريس وعمرها 11 عاماً.. نشرت ذكرياتها في النمسا والمجر وماليزيا والكاميرون تحت عنوان "حواديت فرفورة" شعارها في الحياة "اللي يعيش ياما يشوف.. واللى يتحرك ويسعى ويقابل ناس ويمشى ويتأمل ويسمع ويفهم ويتعلم ويتعامل هو إللى عاش و شاف". جملة لخصت فيها هايدي سهدي، حكايتها مع السفر والترحال، واكتشاف العالم، وحكايات المدن، وعادات وتقاليد كل بلد زارتها. هايدي سهدي، بنت مصرية، من مواليد 1986 بمحافظة الإسكندرية، تخرجت فى مدرسة ليسيه الحرية قسم اللغة الفرنسية عام 2003، كما تخرجت فى كلية التجارة قسم إنجليزي شعبة محاسبة عام 2007، لم تكمل بعد عامها ال33، لكن لديها خبرات، أكبر من عمرها بكثير. عشرات المدن والبلدان زارتها هايدي خلال السنوات الماضية، لتحصل على لقب "الرحالة العربية"، أو لقب أول بنت رحالة مصرية ومؤسسة صفحة I travel على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي تقدم من خلالها تجربتها مع كل مدينة زارتها من خلال الصور والقصص والخبرات التي اكتسبتها. في سن الحادية عشرة كانت الرحلة الأولى لهايدي سهدي، وكان ذلك في عام 1998 وكانت وقتها طالبة بالصف الأول الإعدادي، وكانت الرحلة مع المدرسة إلى لندن وباريس. لم تتوقع هايدي أن تحدث هذه الرحلة الكثير من التغيرات في حياتها، ليصبح السفر والترحال هو عشقها، لتحادث نفسها بمقولة "أنا نفسي أعيش قبل ما أموت"، معتبرة السفر واحدة من ضرورات الحياة للتعرف على المجتمعات الأخرى، وتمنت أن يكون هذا هو أسلوب تفكير الجميع، فالسفر يدفعها للتركيز، ويجعلها ترى الأمور قريبة، وبصورة أشمل وأوضح وأكثر واقعية. ورغم أن الفارق كان كبيرا بين الرحلتين الأولى والثانية تقريبا حوال 13 عاما، ليأتي عام 2011 ليشهد بداية تحقيق هايدي لحلمها، بالترحال حول العالم، وتخوض هايدي رحلة سفر ثانية، وكانت الوجهة إلى تركيا، وكانت برفقة أسرتها في هذه الرحلة، وكانت هذه نقطة فاصلة في حكاية هايدي مع السفر، وبدأت قصة العشق للسفر والرحلات، وأصبح حلمها الأكبر هي أن تسافر إلى كل دول العالم. هايدي سهدي قررت أن تكسر قاعدة أن البنت ليست قادرة على السفر بمفردها، وأنه لا يمكنها تحمل المسئولية، ولذلك بدأت تعرف نفسها بأنها "الرحالة العربية هايدي سهدي.. مسلمة.. محجبة". لم يمر الكثير من الوقت لتأتي تجربة السفر الثالثة، وكانت وجهتها لإسبانيا، مع أسرتها أيضا، وسافرت هايدي مع شقيقتها وابنة خالتها. اتخذت هايدي من الترحال وسيلة للانتصار على خوفها من السفر بمفردها، والاعتماد على نفسها وكسر العديد من القواعد التي تتعلق بكونها فتاة تسافر بمفردها، وفي عام 2012 كان عمر هايدي 25 عاما، سافرت هايدي أول رحلة بمفردها، وكانت وجهتها لتركيا، ومنذ هذا الوقت وحتى الآن نجحت هايدي في أن تسافر لعدد كبير من الدول. ثم قررت هايدي أن تدون الحكايات التي جمعتها من مختلف البلدان عبر هاشتاج "حواديت فرفورة" لتروي في حكاياتها في كل من النمسا والمجر وسيرلانكا وفرنسا والسعودية وهولندا وبلجيكا والإمارات وإيطاليا وماليزيا والكاميرون وألمانيا ولبنان وغيرها من الدول، وذلك من خلال صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت اسم "I Travel" توثق خلالها مغامراتها وتقدم نصائحها حول السفر لكل متابعيها الذين وصل عددهم لما يقرب من 300 ألف متابع. وكانت أول حلقة نشرتها هايدي بعنوان "البداية .. المدرسة" وحكت خلالها عن قصة أول رحلة في حياتها. وتعود هايدي بالذاكرة لأول رحلة قامت بها في عام 2011، فلم تجد من يرشدها إلى الطريق الصحيح، حيث وقعت في العديد من الأخطاء، مثل التكلفة الكبيرة للسفر، وغيرها، ولكنها تعلمت العديد من الأمور والتفاصيل الصغيرة المتعلقة بالسفر، وبدأت تنقل عصارة تجربتها لمتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال عمل ورش لشرح إجراءات السفر السليمة. وبدأت توضح كيفية اختيار الأسعار والمقارنة بين أماكن الزيارة، وتفاصيل الحصول على تأشيرة "الشنجن"، والأنواع المختلفة للتأشيرات، وحجز ميعاد مع سفارة الدولة التي تريد السفر إليها، والأوراق اللازمة وشرحها بالتفاصيل وكيفية الحصول عليها دون تكلفة مادية، وطريقة ملء الابلكيشن في السفارة، والاستعداد ليوم مقابلة السفارة والأسئلة المتوقعة والأوراق وتحضيرها، بالإضافة إلى تكاليف التأشيرة، وتدريب لطريقة حجز أرخص أسعار الطيران، علاوة على التعريف بحجز أرخص إقامة سواء في الفنادق أو "هوستيل"، بالإضافة إلى تنسيق أفضل مواعيد الطيران والإقامة من حيث السعر. كما أن الورش تحتوى على التعريف، بكل ما يتعلق بشنطة السفر، سواء كانت أنواع الشنط التي يحتاجها الشخص أثناء السفر، وطريقة تحضير الشنطة وأهم محتوياتها، والأشياء الممنوع السفر بها، والأوزان المسموحة لتجنب الغرامات. وتشرح هايدي سهدي ايضا، أنواع المطارات، والقوانين الخاصة بها حتى لا يتعرض المسافر لأي غرامة، والخطوات التي يقوم بها الشخص بداية من دخوله المطار وحتى الوصول للطائرة. وتوضح هايدي أيضا برنامج الرحلة، وكيفية اختياره وتنظيمه، وغيره من الحجوزات والمزارات، والمواصلات الداخلية في البلد المسافر إليها، والانتقالات من المطار إلى وسط المدينة، ومن المدينة إلى المزارات، وطريقة حجوزات المزارات. وتلقي هايدي أيضا الضوء على المواقف التي يمكن أن يقابلها المسافر وكيفية التعامل معها، والتسوق، وأنسب أوقاته. أما لقب "فرفورة"، فهايدي هي من أطلقت اللقب على نفسها، كنوع من السخرية لمواجهة من يسخرون منها بسبب سفرها بمفردها، أو يوجهون لها الانتقادات، واعتبرت أن ما تقوم به رسالة تحدي لهؤلاء الاشخاص ولمجتمع "مبيعجبهوش" حاجة" هايدي تؤكد أنها تعلمت شيئا مهما من كل رحلة قامت بها، واستفادت من خبراتها وتجاربها، فهي شاهدت الحياة وتجارب الآخرين على طبيعتها، أصبحت شخصية مختلفة، أصبحت أكثر هدوءا وثقة بنفسها، تتعامل مع المشكلات بنظرة ووجهة نظر مختلفة عن ذي قبل، كما أنها تعلمت من السفر معنى السلام مع النفس. "فوازير فرفورة حول العالم" هو اسم المسابقة التي نظمتها هايدي على صفحتها، وخصصت من خلالها جوائز للفائزين، حتى جاءها عرض شركة سياحية لسفر الفائز الأول برحلة للعين السخنة، مما شجعها لاختيار مرافق لها من أعضاء صفحتها، للسفر مع الفائز الأول على نفقتها الخاصة. أيضا هايدي اختيرت مؤخراَ كممثلة لمصر للاتحاد الدولي للشباب. كما انضمت هايدي سهدي لرابطة الرحالة المصريين لرغبتها في مساعدة الشباب المهتم بالسفر. هايدي تم اختيارها من قبل الأممالمتحدة كمدير إقليمي للشرق الأوسط وبذلك تعد أول فتاة مصرية وعربية يتم اختيارها لمنصب كهذا وكذلك أطلق عليها "الرحالة العربية". لكن النقطة الأهم في رحلة هايدي مع السفر، هي المؤتمرات التي تتم دعوتها إليها في كل محافظات مصر، سواء في الجامعات أو النقابات أو غيرها، للتحدث عن تجربتها مع السفر، لذلك تسعي هايدي لأن يكون السفر بالنسبة للأطفال جزءا في المراحل التعليمية المختلفة، وأن يكون للشباب شرطاً لأن يكملوا المرحلة الدراسية قبل التخرج.