د. رنا الحجة: لابد من تشريع ينظم صرف المضادات الحيوية في مجتمعاتنا د. مها طلعت: الاستخدام الزائد يدمر مناعة الأطفال والشباب د. باسم زايد:تعثر استحداث ادوية جديدة .. لأرتفاع استثماراتها د. ابراهيم الكرداني: لايجب تناول مضاد حيوي دون استشارة طبيب
المضاد الحيوي سلاح ذو حدين قد يكون لك او عليك منظمة الصحة العالمية اطلقت ناقوس الخطر الي جميع دول العالم محذرة من سوء التعامل والافراط لهذه الأدوية المهمة والتي بات الأستثمار فيها نادرا جدا بل وحذرت الشباب وافراد الاسرة من التعامل الغير رشيد والأفراط في استخدامها كالبنبون والشيكولاته المختصون طالبوا بضرورة وجود تشريع ينظم سوق هذه الدواء اسوة بالعالم الغربي والتصدي لأستخدامها العشوائي دون أستشارة الطبيب الشباب تطلق التحذيرات لكل ما يهدد صحتنا وينذر بالعودة إلى عصر ما بعد المضادات الحيوية خصوصا بعد أن تعسر استحداث أدوية جديدة خلال العقدين الماضيين وبعد أن فقدت الأدوية الحالية قدرتها على مقاومة ومواجهة الأوبئة والميكروبات كما يوضحها لنا المختصين بالصحة العالمية بمصر. الدكتورة رنا الحجه مدير ادارة الوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها WHO بأقليم شرق المتوسط تقول لابد من تنظيم سوق هذه الأدوية بتشريع ينظم صرفها أسوة بدول العالم المتقدم كما اكدت علي ضرورة الاستخدام السليم لهذه الادوية التي اصبحت اكثر مقاومة للأمراض والأوبئة . وتري أن من أهم أسباب وجود جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية التوقف عن تعاطيها بعد الشعور بالتحسن، وعلاج الأمراض الفيروسية بالمضادات الحيوية، وكذلك استخدامها من دون عمل اختبار للحساسية، خصوصًا في المستشفيات كما طالبت بوجود استثمارات في مجال الأبحاث العلمية والعلوم التطبيقية؛ لتحسين فهم مقاومة المضادات الحيوية في المنطقة. وقالت انه لابد من الحفاظ علي صحة الجهاز المناعي فأنه إلى جانب تناول الأطعمة الصحية والنوم بشكل سليم والقيام بالتمارين الرياضية، فهناك طريقة أساسية للحفاظ على صحتة ، تتمثل في عدم تناول المضادات الحيوية إلا عند الضرورة. ذلك أنه حين تتعرض الجراثيم مرارا وتكرارا إلى هذه الأدوية كأن يتم تناولها دون الحاجة إليها، فإن الجراثيم تتغير وتقوى في الجسم، فتكافح المضاد الحيوي وتنتصر عليه، وما إن يصاب الجهاز المناعي بخلل ما حتى يستقر المرض في جسد المريض، ويصعب علاجه. وحذرت من ان هناك بعض من مربيي الأغنام والأبقار والإبل أصبحوا يخلطون الأعلاف بالمضادات الحيوية الرخيصة وذلك وقاية لإنتاجهم من النفوق وزيادة في التسمين، وذكرت أنه لا يجب استخدام المضادات الحيوية لأنها تعمل على البكتيريا وليس الفيروسات ولا يجب أن يقع الطبيب فريسة لإلحاح المرضى أو ذويهم لإعطائهم المضاد الحيوي ولابد أن ينتبه الصيادلة كجزء أخلاقي بعدم صرف مضاد دون روشتة الطبيب المعالج أو التعامل عن طريق الدليفري بإرسال أي أدوية عن طريق التليفون مشيرا إلى أنها قضية أخلاقية تضر المجتمع والمريض وتناول المضاد بدون فائدة يخلق سلالات وأجيالا من البكتيريا لديها مناعة لمعظم المضادات الحيوية في المجتمع واوضحت الدكتورة مها طلعت المستشار الاقليمي لمكافحة العدوي بالمنظمة إن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية وصرفها من دون وصفة طبية يؤديان إلى تقليل فعاليتها وهو ما سمح أيضا بتطوير سلالات بكتيرية قادرة على مقاومة أنواع من المضادات الحيوية. وقالت إن مقاومة المضادات الحيوية آخذة في الازدياد؛ لأن استهلاكها في البشر والحيوانات يتزايد، وإذا لم نقتصد في استخدامها سنفقد هذا المورد الثمين، ولن نعود قادرين على علاج حتى الالتهابات البسيطة. وأشارت إلى أن العديد من المرضى يلقون حتفهم من جراء أمراض معدية كان يمكن علاجها في السابق بسهولة، وأن العدوى التي كانت تعالَج فيما مضى في غضون أسبوع أو اثنين قد تهدد الحياة بشكل منتظم، وتعرض حياة الملايين للخطر. وأشارت إلى أن مشكلة مقاومة المضادات الحيوية تكمن في ندرة المضادات الحيوية الجديدة قيد الإنتاج لذلك لابد من الحد من سوء استخدام المضادات الحيوية، ومن الإفراط فيها، وذلك عن طريق تحسين المياه، والصرف الصحي، والتحصين لتقليل الحاجة للمضادات الحيوية، وتشجيع الإشراف عليها، والحد من استخدامها في الزراعة، والدواجن والماشية بل والقضاء عليه وتثقيف المهنيين الصحيين، وصانعي القرار، وتوعية الجمهور بعدم الاستخدام للمضادات الحيوية الا بعد استشارة الطبيب. بينما يرى الدكتور باسم زايد بوحدة مكافحة العدوى بمنظمة الصحة العالمية أن وجود المضادات الحيوية ساهم بشكل كبير في القضاء على الأمراض والأوبئة في الفترات الماضية وكان العالم في أمس الحاجة لها و اكتشافها غيّر كثيرا من صحة البشر فنحن من المستحيل أن نعمل بلا مضادات حيوية خصوصا في الجراحات المختلفة. نحن نتكلم عن اختراع من مائة عام ساهم في إنقاذ البشرية واليوم نحن نفقد فعالية هذا الاختراع للأسف لم يتم استحداث مضادات حيوية خلال العقدين الماضيين لأنها مكلفة جدا قد تصل إلى نصف مليار دولار وشركات الأدوية انصرفت عن الأبحاث والاستثمار فيها بسبب سوء الاستخدام لهذه الأدوية والتي تأخذ فترات زمنية كبيرة للبحث قد تصل إلى 15 عاما من قبل العلماء فهم يفضلون الأبحاث على الأمراض المزمنة لأن مردودها الربحي أعلى بالنسبة لهم. اكد الدكتور ابراهيم الكرداني مستشار منظمة الصحة العالمية أنه لابد من ضرورة وجود تشريع في مصر يقر بعدم صرف المضادات الحيوية إلا بروشتة طبية كما هو معمول به في العالم كما قال لابد أن يعرف الناس جيدا خطورة ذلك على صحتهم وصحة أبنائهم ولابد من مسح المثل القائل «اسأل مجرب ومتسألش طبيب» فكل شخص مختلف عن الآخر في العلاج والمرض والتشخيص.