أول شابة مصرية تتجول في سيناء بالدراجة بمفردها في رحلة استمرت 8 أيام 99% من ردود الأفعال علي مغامرتها كانت "الرفض" لأن الفتيات لا يسافرن وسط الصحراء بمفردهن كان هدفها اثبات أن "مصر آمنة" وأهلها طيبون.. وتؤكد: قابلت كثيرين كانوا يشجعونني علي مواصلة المشوار لنهايته كانت تقود دراجتها 11 ساعة يومياً رغم تقلبات الجو وإصابتها بحروق وإرهاق شديد تخطط مع زوجها لرحلة طويلة في 2019 ستبدأ من دمياط وتنتهي في أسوان أكبر الدروس التي تعلمتها من الرحلة هو أن يكون الحب هو دافع التصرفات وليس الخوف
همسة منصور، 29 عاماً، لم يكن هدفها مجرد "الشو" الإعلامي أو مبادرة تظهر لمدة يومين ثم يطويها النسيان مثل عشرات المبادرات والأفكار التي نسمع عنها، فهي منذ صغرها تعشق المغامرات والتحرر من أي أفكار تقليدية أو روتين محدد، ولذلك قررت أن تواجه دعاوي البعض بأن مصر غير آمنة بشكل عملي.. وأصبحت أول فتاة تخوض تجربة السفر من القاهرة إلي سيناء والتجول في معظم مدنها بالدراجة في رحلة اهتمت بها وسائل الإعلام العالمية واستغرقت 8 أيام، ومن قبل هذه الخطوة كانت هناك تجارب أخري، وأيضاً من بعدها هناك خطط محددة سنتعرف عليها في حوارنا معها. عشق المغامرة عندما كانت همسة صغيرة سافرت إلي مدينة العين السخنة، وفي الطريق لاحظت شاباً يقود دراجته علي الطريق.. وظل هذا المشهد عالقاً بذاكرتها وهي تسأل نفسها يومياً "هل يمكن أن أكرر هذه التجربة؟!"، ومرت السنين وأصبحت همسة تعمل في احدي الشركات السياحية التي تنظم رحلات المغامرات حول العالم، وتقوم من خلال عملها بقيادة المجموعات السياحية في مغامرات مختلفة، كتسلق الجبال اوإقامة المخيمات والمبيت في الصحراء أو التسابق بالزوارق وقيادة الدرجات في الصحراء، وعن السبب الذي يجعلها تقدم على هذه الخطوة تقول: أحب التحدي والتفكير خارج الصندوق بعيداً عن المنطقة المريحة التي نعيش فيها، المهم أن نخوض أي تجربة حتى ولو كانت صعبة، لا يهم ننجح أو نفشل المهم المحاولة لكي نتعلم، ولذلك قررت أن تكون تجربتي الأولي هي الخروج من بيتي في القاهرة بالدراجة والذهاب مباشرة إلي الإسماعيلية لاختبار جسدي وهل سيتحمل رحلة أكبر أم لا، واستغرقت الرحلة نحو 6 ساعات توسطتها فترات راحة. بداية الطريق كانت خطتها هو قيادة دراجتها من القاهرة إلي العين السخنة ومنها إلي الزعفرانة ورأس غارب والجونة والغردقة، ومن هناك تستقل العبارة إلي شرم الشيخ ومنها ستقود دراجتها من جديد إلي دهب ثم نويبع ثم تنهي رحلتها في سانت كاترين حيث ستقوم بتسلق جبل سانت كاترين لتصبح أول شابة مصرية تقوم برحلة منفردة بالدراجة لهذه المسافة وتقول همسة إن ردود الأفعال التى واجهتها عند عرضها للفكرة كانت غير مشجعة، فطبعاً واجهت رفضاً بسبب الفكرة المجتمعية المسبقة حول خطورة أن تسافر فتاة بمفردها في الصحراء ولمسافة 775 كيلومتر، مشيرة إلى أن 99% من ردود الفعل التى تلقتها كانت تتلخص في عبارة "الفتيات لا يفعلن هذا وحدهن" وحاول البعض أن يبث الرعب بداخلها حول ما قد تلاقيه من مجرمين أو قطاع طرق أو حتي الموت بسبب الجوع والعطش، وكان هدفها ليس فقط كسر الخوف بداخلها ولكن إثبات أن كل ما سمعته خطأ وأن مصر آمنة وأهلها طيبون بفطرتهم، وأكدت أنها بالفعل قابلت عددا كبيراً من الناس فى طريقها لم يحاول أحد أي يسبب لها ضرراً.. بالعكس الجميع كانوا يساعدونها ويشجعونها علي أن تكمل الطريق لنهايته. إلي دهب همسة لم تقم بجولة بالدراجة في مصيف أو داخل شوارع ممهدة علي سبيل الترفيه، الحكاية أعقد حتي لمن يجلسون في سيارة وسط التكييف، فقد سارت مئات الكيلوات بالدراجة فى صحراء مصر وبين مدنها المختلفة دهب ونويبع وسانت كاترين وغيرها وسط طقس متقلب. فقد عاشت كل فصول السنة خلال هذه الأيام الثمانية وسط طرق البحر الأحمروسيناء، وخلال المشوار ومن قبل الوصول إلي نقطة النهاية في نويبع شعرت بأنها حققت هدفها عندما أكد لها كثيرون من النساء والرجال أنهم يريدون أن يخوضوا تجربتها، وقالت إن أكبر الدروس التي تعلمتها من الرحلة هو أن يكون الحب هو دافع التصرفات وليس الخوف وكانت همسة تعتزم إنهاء رحلتها في مدينة سانت كاترين، ولكن حالتها الصحية حالت دون تحقيق ذلك، ورغم إصابتها بحروق في اليوم الثانى من بدء رحلتها فإنها كانت تقود دراجتها بإصرار، وجلوسها الذي كان يدوم 11 ساعة متواصلة على الدراجة عرضها بالطبع للإرهاق وإصابة في ذراعها، وأكدت أن الخبرة التي اكتسبتها لا تقدر بثمن وهو ما سيجعلها تكرر تجربتها هذه عدة مرات. عائلة مغامرة همسة تحزم حقيبتها الصغيرة الممتلئة بالملابس والأطعمة الخفيفة ثم تستقل دراجتها لتقطع بها رحلتها حول مدن مصر بمفردها بدون صديق يؤنس وحدتها أو مرشد سياحي تستعين به للسير بين الطرق الوعرة، وربما لو كانت ظروف همسة الاجتماعية لا تسمح لها بهذه التجربة لاستسلمت لها، لكن حظها أن زوجها هو أيضاً من عشاق المغامرات وسبق وقام بجولة حول مصر بالدراجة، كما أن حب الرحلات الطبيعية والسفر هو ما جمع بينهما، وقد بدأ نور هواية السفر بالدراجة قبل همسة وبالتحديد في عام 2012 وكانت رحلته الأولي حول محافظات دلتا مصر، ثم قام بمغامرته الأكبر وهي القيام برحلة استغرقت عدة أسابيع وبدأت من دمياط في الشمال ووصل في نهايتها إلي الواحات جنوباً، وقد تزوج من همسة في أكتوبر الماضي وبسبب تفهمه لعشقها للمغامرات شجعها علي القيام برحلتها إلي سيناء بعد ذلك، تقول همسة: لدينا اقتناع بأن كل واحد منا له دور إيجابي في حياة الآخر بتشجيعه ومساعدته علي تحقيق أحلامه، والحمد لله أن أحلامنا واحدة وهو سر التفاهم. مصر كلها من خلال عملها شاركت همسة في رحلات كثيرة، لكن خطوتها القادمة ستكون الأصعب، فهي تخطط في عام 2019 لعمل جولة حول مصر كلها مع زوجها من أسوان إلى دمياط في نهر النيل بزورق الكاياك، وهما يخططان للتوقف كل يوم في مكان مختلف لاستكشاف البلد من منظور مختلف، واستعدادا لهذه الرحلة ستقوم في شهر ديسمبر القادم بقيادة دراجتها لمسافة 775 كيلومترا في رحلة لمدة 11 يوما ستقطع خلالها مدن البحر الأحمروسيناء.. وستبدأ من بوابات القاهرة والعين السخنة حتى تصل في النهاية إلى سانت كاترين وتقول: لست مقتنعة بأن الطريق خطر، وجربت من قبل الذهاب للإسماعيلية بالدراجة ووجدت مساعدة من كل الناس، وبعد ذلك وأنا داخل سيناء شعرت بأنني في بيتي، المهم التخطيط الجيد وتحديد مسار الطريق من البداية، وهدفي تحقيق هذا الحلم ليس فقط لتدوين اسمي في موسوعة قياسية ولكن لكي يتأكد شباب كثيرون مثلي أنه لا يوجد مستحيل، وهناك أهداف كثيرة تبدو لنا صعبة نظرياً لكن بالتجربة والمحاولة يمكن أن تتحقق وأيضاً اعتبرها دعاية مجانية لمصر ويمكن أن أي شخص يشاهد الصور التي ألتقطها للأماكن التي أمر بها يقرر زيارتها.. والحقيقة أن مصر فعلا فيها أماكن جميلة جدا أكثر مما نتخيل. # #