شهدت الانتخابات فى (دائرة سمسطا وببا والفشن) ببنى سويف مخالفات صريحة قام بها الإخوان والسلفيون حيث استغل حزبى النور والحرية والعدالة "أمية" أهالى الدائرة وقاموا بتوزيع كروت تحمل قائمة ومرشحى الحزبين حيث يضم الكارت اسم الناخب ومقر اللجنة ورقمها ورقم قيد الناخب وفى الصفحة الثانية يوضح الكارت كيفية الانتخاب بأن يقوم الناخب بوضع علامة "صح" على قائمة الحرية والعدالة أو رمز الميزان أما الورقة الثانية فيقوم الناخب باختيار واحد فئات والثانى عمال وتم ذكر الناخبين المرشحين على قوائم الفردى والممثلين لحزب اما حزب النور ببنى سويف فقد قام أيضاً بتوزيع مثل هذا الكروت للناخبين تحت مسمى بطاقة إرشاد الناخب وتضم مرشحى الحزب والقائمة برموزها وقد قام أنصار الحزبين بتوزيع هذه الكروت على الأهالى فى القرى والنجوع وفى المقرات الرئيسية للدوائر نفسها وكان الهدف المباشر والمعلن هو إرشاد الناخب إلى مقر لجنته الانتخابية لكن الحقيقة المستترة وراء ذلك هى دفع البسطاء والأميين لانتخاب الحزبين خاصة وأن الكثيرين بالفعل من أهالى الدائرة ليس لديهم أى وعى أو حتى اختيار أو تفضيل. لكن كان من الواضح أن هذه الكروت قد حسمت المعركة بمنتهى السهولة للحزبين وبدون تعب والطريف أن الأهالى أطلقوا على هذه الكروت مسمى تذاكر وبعضهم اعتقد أنه لن يستطيع التصويت إلا بالحصول على التذكرة !! وقد قامت عناصر من القوات المسلحة بمطاردة من يقومون بتوزيع هذه الكروت وطالبوا الأهالى بعدم اخراج هذه الكروت فى أثناء الإدلاء بالأصوات حتى لا يتم التأثير على حرية الناخبين واختياراتهم أو تفضيلاتهم لكن أنصار الحزبين استغلوا بساطة الأهالى وحملوا معهم أجهزة اللاب توب لإرشاد الناخبين وتوزيع هذه الكروت عليهم وهى تحمل بياناتهم حتى لا يحتار الناخب ويقلد ما هو مكتوب فى هذه الكروت.. ومن ناحية أخرى فقد رفض أهالى هذه الدائرة ببنى سويف إعطاء أصواتهم لحزب الوفد لأن قائمته تضم إثنين من فلول الحزب الوطنى المنحل وهو الأمر الذى أثار استياء الناخبين القدامى من كبار السن فالغريب أن بعض الناخبين ممن تجاوزوا سن الثمانين لا يزالون يذكرون الانتخابات الأخيرة التى جرت قبل ثورة يوليو والتى جاءت بأغلبية وفدية .. الحاج محمد عثمان من أهالى سمسطا نقل لنا هذه الملاحظة حيث قال أنه كان ينتظر أن ينتخب الوفد فى الانتخابات مثلما انتخبه فى آخر انتخابات نزيهة جرت قبل ثورة يوليو ولكنه أحجم عن انتخابه لأنه لم يعد نزيهاً وضم فلول الوطنى الذين قامت الثورة ضدهم ولهذا أعطى الحاج محمد عثمان صوته لقائمة الحرية والعدالة لأنه البديل المناسب والمعتدل حسبما رأى . ويتفق مع هذا الرأى معظم أهالى الدائرة الذين قرروا إعطاء صوتهم للإخوان لأنهم لم يجدوا بديلاً معروفاً لديهم أما أقباط الدائرة فقد منحوا صوتهم بالكامل لقائمة الكتلة حيث أصبحت الكتلة والحرية والعدالة على طرفى نقيض أما باقى القوائم فلا تحظى بأى تواجد أو اهتمام دعائى على الإطلاق.. أما فى الفردى فلا تزال العصبيات قائمة ولا يزال الأعضاء الذين احتكروا البرلمان قديما فى الصورة فقد ترشحوا مرة أخرى كمستقلين على قوائم الفردى منهم أحمد النحاس الذى ينتمى لعائلة " البيه سليمان" التى كان لها الذراع الطولى فى جميع الانتخابات السابقة لكن الوضع تغير الآن لكن لا تزال علاقات القرابة والأتباع تحكم الصراع على مقاعد الفردى حتى الآن.. واستطاع حزبى الحرية والعدالة والنور السلفى أن يحققا انتشارا كبيرا داخل القرى والنجوع والعزب لإقناع الأهالى بإعطاء أصواتهم لهم ب "الدين والحسنى والكلام الطيب" وبأنهم يريدون حكم الإسلام وحكم العدل ولهذا اقتنع الكثير من البسطاء دون تفكير . والملاحظة الأخرى الجديرة بالذكر أن عددا كبيرا من أهالى الدائرة لم يذهبوا للتصويت فالكثير منهم لا يحملون بطاقة رقم قومى وعدد غير قليل منهم أيضا من ساقى القيد أو الهوية.