فى أول لقاء إعلامى له بعد الإنتخابات قال محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين فى برنامج 90 دقيقة انه غير منزعج من حملات الهجوم التى يواجهها الإخوان على صفحات الفيس بوك و التويتر بعد فوزهم الساحق فى الإنتخابات لأن الإخوان بطبيعتهم يقبلون النقد شرط ان يكون نقد بناء و لكن هناك نقد غير مقبول بالمرة مثل ان تخرج أحد الجرائد بمانشيت رئيسى يقول " الإخوان و الأقباط إيد واحدة لحرق مصر " فهذا شىء لن تسمح الجماعة به . و أضاف ان الإخوان لن يحكموا مصر وحدهم و انما هناك قوى سياسية و تحالفات أخرى ستشاركهم الحكم و انهم سيتركون كل من يريد تقديم بضاعته أن يعرضها و على الشعب الفرز بين الموجود ليأخذ منه ما هو أصلح له . و بالنسبة لما أشيع فى ان الإخوان سيكون لهم وقفة خاصة مع الفن قال : عندما كنت فى السجن كانوا يطلقون على المنشد العام للإخوان المسلمين بسبب ما كنت انشده دائما من غناء لا يخدش السمع فالفطرة الإنسانية بطبيعتها تحب الشىء العف و تنجذب اليه و هذا هو ما سنفعله بالضبط فمن يصنع فنا رديئا سنقول له إتق الله فى شباب مصر ، فنحن نشجع الفن الراقى و نرفض الإبتذال فكيف يكون الله قد خلقنا على الفطرة العفيفة و يريد ان يخفف عنا و نسعى نحن للذنوب بأنفسنا ، لذلك فنحن لن نمنع الفن بالعكس سنشجعه شرط ان يكون فنا جميلا كما اننا سنترك العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة فضلا ان الشعب نفسه أصبح لديه من الوعى ما يكفى لأن يختار ما ينفعه . و أكد أيضا على موضوع فوائد البنوك و ما ان كان الإخوان ينظرون لها على انها حرام شرعا ، انهم يطبقون شرع الله فيما يخص مسألة الربا و كلام الله هنا صريحا لا يحتمل تأويلين و لكن نظرا لحساسية تلك المسألة فأنهم سيتركونها لمتخصصين حتى يصل الأمر الى حل يرضى جميع الأطراف فى ظل ان الشعب و المودعين سيكونوا على قائمة أولوياتهم ، و الأمر لا يختلف أيضا بالنسبة للسياحة التى سيعمل الإخوان بكل الحرص على تنميتها خاصة ان مصر مليئة بخيرات سياحية لم يتم إستغلالها بعد . و أضاف المرشد ان العشوائيات و الفقراء من أهم المشروعات التى سيعمل الإخوان عليها لأنهم يروون ان وجود الإنسان المصرى فى العشوائيات و المقابر ناتج من قيمته عند حكوماته التى ابدا لم تضعه فى حساباتها و لكن بعد ان أصبح له قيمة و صوت فى الإنتخابات سيضعه الجميع فى حساباته و بالنسبة لنا فهذا الإنسان سيكون على قائمة اولوياتنا و لكن ما نحتاجه الأن ان ينتظر الناس حتى يرووا البرلمان القادم فنحن سنفتح الباب لكل الأفكار حتى نتكامل جميعا ، فمصر لن تعود بيضاء إلا عندما تتحرك جميع ألوان الطيف السياسى فى اتجاه واحد و بنفس السرعة ، و انا اتصور ان النموذج الأتى فى مصر سيكون رائع و لكن أرجو ان تساندوه لا ان تلقوه بالطوب . و أعرب ايضا ان الجماعة و الإخوان عامة لا يفضلون فكرة التقسيم لإخوانى و سلفى و ليبرالى و انما علينا ان نجتمع جميعا على حب مصر و نعيد روح يناير مرة أخرى ، و أكد على انه لا يوجد تقسيمات بين الإخوان و انما هناك تنوعا و لكن أرجو ان يكون هذا التنوع فى إطاره الصحيح ، فكل ما فى الأمر ان شباب الإخوان لديهم عاطفة و حماس زائد و هذا أمر طبيعى و مثال على ذلك اننا منعناهم من النزول الى التحرير فى الأحداث الأخيرة فيما عدا الأطباء الذى كان عليهم ان يؤدووا واجبهم ناحية أى مصاب آيا ان كانت انتماءاته و لكن بعض الشباب ذهب من نفسه الى الميدان ثم عاد و اتصل بى ليتعتذر عن ما فعل لأنه اكتشف خطأ قراره الذى أخذه متأثرا بعاطفته . و فيما يخص موضوع الترشيح للرئاسة قال محمد بديع : نحن لن نرشح أحدا من عندنا للرئاسة و نرفض تماما ترشيح عبد المنعم ابو الفتوح و ذلك من باب الحرص على مصر فضلا عن ان هذا ليس الوقت المناسب للكلام عن الرئاسة حتى لا تنشغل الناس بها عن الإنتخابات و انا نصحت ابو الفتوح و كل من كان يريد الترشح للرئاسة سواء من الإخوان أو غيرهم بأن يبحثوا عن شخصية ليست محسوبة على التيار الإسلامى فضلا عن انها لابد ان تكون موضع توافق من كل الشعب بمختلف تياراته السياسية فهذا ليس وقت مرشح إسلامى ، لذلك أنا لن أعطى صوتى لأبو الفتوح و اقول له هذا ليس مكانك انما لابد ان تكون فى خدمة مصر فضلا عن اننا لن نسمح ايضا بمرشح عسكرى فيكفينا ما رأيناه من استبداد الحكم العسكرى على مدى سنوات طويلة . و عن احساسه عندما رأى مشهد الرئيس السابق فى قفص الإتهام أكد انه لم يشمت فيه و انما تذكر قول الله تعالى " و لا يحيق المكر السىء إلا بأهله " و ان هذه هى النهاية الطبيعية لكل من تسول له نفسه ظلم الغير و ختم كلامه بدعوته و رجاءه من الله عز و جل ان يولى امورنا خيارنا .