فاطمة بنت إبراهيم السيد البلتاجى والتى عرفت بألقاب عديدة منها : أم كلثوم ، ثومة ، الست ، سيدة الغناء العربى ،شمس الأصيل ، صاحبة العصمة ،كوكب الشرق ،فنانة الشعب ، تتواكب هذه الأيام مع ذكرى وفاة المطربة والفنانة الكبيرة المبدعة كوكب الشرق أم كلثوم .. والتى أثرت وجدان المصريين خلال رحلة عطاء طويلة زادت على ال50 عاما .. حيث بدأت " ثومة " مشوارها الغنائى فى إحدى قرى محافظة الدقهلية ، حفظت القرآن الكريم فى سن مبكرة وطافت مع والدها العديد من القرى للغناء فى الأفراح الشعبية وإليه يرجع الفضل فى اكتشاف موهبتها الغنائية المتميزة.. تمتعت" أم كلثوم "بصوت شجى ، قوي منذ صغرها جعلها على قمة الهرم الغنائى فى مصر والوطن العربى بلامنازع ، استقرت بعد ذلك مع والدها بالقاهرة 1921حيث بدأت الغناء بمسرح " البوسفور " الموجود بميدان رمسيس وبدون فرقة موسيقية ، كما غنت على مسرح حديقة الأزبكية ومن أشهر أغانيها للملك فؤاد : أعذبه إن حفظ الهوى أو ضيعا ملك الفؤاد فماعسى أن أصنعا بعد قيام ثورة يوليو 1952تم منع جميع أغانى أم كلثوم و طردها من منصب نقيبة الموسيقيين باعتبارها مطربة العهد البائد ، وما إن سمع جمال عبد الناصر بقصة منعها من الغناء عن طريق الأستاذ والصحفى مصطفى أمين حتى ألغى القرار وذهب هو وعبد الحكيم عامر وصلاح سالم إلى منزلها لاقناعها بالعودة مرة أخرى للغناء ، هذا اللقاء الذى جمعها لأول مرة بناصر أثر فيها كثيرا مما جعلها تحمل إعجابا جارفا بقائد الثورة وبمواقفه الوطنية ، وقد تجلى هذا فى أول أغنية غنتها له "بعد الصبر ماطال نهض الشرق وقال حققنا الآمال برياستك ياجمال " انطلقت ثومة بعد ذلك داخل وخارج مصر تشدو بأجمل أغانيها مثل الأطلال ، ولد الهدى ، فكرونى ، أنساك ، أنت عمرى وغيرها من الأغانى الجميلة التى لاتزال محفورة فى قلوب وعقول المصريين والعرب شاركت ثومة فى العديد من الافلام : وداد ،نشيد الامل ، دنانير ، عايدة ،سلامة ،فاطمة ولاقت تكريما عظيما سواء داخل مصراو خارجها خاصة فى عهد الرئيس عبد الناصر والسادات.. منحها ملك الاردن وسام النهضة 1976وهو أعلى وسام في البلاد ،كما منحها الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة 1968وسام الجمهورية تقديرا وتكريما لها ، أما السيد رشيد كرامى رئيس وزراء لبنان فقد منحها وسام الارز برتبة كوماندوز 1959إذن فى اى مكان تحل فيه " الست " تجد تكريما وحفاوة .. قالت عنها صحيفة " التايمز" البريطانية : انها من رموز الوجدان العربى الخالدة أما صحيفة " زيت دويتش سايتونج " الالمانية فقالت : فى يوم وفاة ام كلثوم اهتزت مشاعر العرب من المحيط الى الخليج .. وبعد هزيمة 67 تأثرت أم كلثوم كثيرا بعد سماعها هذا النبأ الحزين ففكرت فى عمل ودور وطنى تقوم به للمساهمة فى إخراج مصر من هذا الكابوس الذى خيم عليها، طافت بلاد العالم شرقا وغربا تقيم الحفلات هنا وهناك وترسل المبالغ التى تتحصل عليها حالا إلى القاهرة لدعم القوات المسلحة والمجهود الحربى ،مواقف وطنية رائعة تحملتها كوكب الشرق فى ظروف عصيبة مرت بها بلادى .. ليت مطربى هذه الأيام يتعلمون منها بدل " القرف " اللى بنسمعه منهم ليل نهار على مواقع السوشيال ميديا وعلى بعض المحطات الفضائية إن ذكرى وفاة سيدة الغناء العربى تجعلنا نتذكرها بمزيد من الفخر والاعتزاز بهذه القامة الغنائية والوطنية الخالدة لعل جيل الشباب يدرك قيمة ماقدمته دون تسفيه أمام موجة الانحطاط الغنائى التى ملأت بيوتنا وشوارعنا فصار يرددها الأولاد والبنات على حد سواء وكأنها مسلمات .. ما إن أذاع المفكر والأديب يوسف السباعى نبأ وفاتها عبر أثير" صوت العرب " حتى خرجت الملايين لتشيعها فى وداع حزين ومهيب لم تعرفه البلاد إلا فى أثناء وداع ناصر .. حقيقى يوم الاثنين الحزين الموافق 3 فبراير فقدت مصر هرمها الرابع وفقد العالم العربى كوكبه المشرق.. لقد ماتت أم كلثوم