بالتاكيد لايملك منتخب مصر نفس قدرات و امكانيات المنتخبات العالمية كما البرازيل و المانيا و فرنسا و اسبانيا و الارجنتين , ولا حتي اي من المنتخبات الاخرى ذات المستوى الثاني في التصنيف العالمي , وقد يتساءل البعض ما مناسبة هذه الديباجة او المقدمة التي احاول استهلال الفكرة بها , لانها تلخص في واقع الامر الفلسفة والاستراتيجية التي يجب ان يستند عليها السيد هيكتور كوبر مع مساعديه , وبالتنسيق مع ادارة المنتخبات الوطنية في اتحاد الكرة المصري , عندما يتم الاعلان عن برنامج الاعداد للمنتخب الوطني و علي مدار الشهور الخمسة القادمة , لكي يتم تحضير منتخبنا بشكل عالمي مدروس لخوض المباريات الثلاثة في دور المجموعات بنهائيات كاس العالم ونتمني الا تكون الوحيدة لكي يعبر منتخبنا باذن الله من خلالها الي الدور التالي , ومن البداية يجب ان يحدد كوبر الهدف الرئيسي من المشاركة في المونديال هل التمثيل المشرف فقط باداء يجبر المنافسون على احترام الكرة المصرية ام التاهل الي الدور الثاني ورفع سقف الطموحات و التعمل مع كل مبارة كمحطة مستقلة , وبالطبع لن يكون طريق منتخب مصر لامفروشا بالورود ولن يكون حريريا ممهدا , لانه باختصار سيواجه منتخبات لديها ذات الطموح المشروع , ولاننا سنواجه منتخبات ليست في المستوى بل قد تتفوق في الخبرة المونديالية و تتميز بالانضباط و الالتزام وبالفكر الاحترافي العالي للاعبيها , واقصد بالتحديد اولا منتخب الاورجواي المرشح الاول في المجموعة بكل نجومة المحترفين في الدوريات الاوربية او اللاتينية و على راسهم المهاجم صاحب الخبرة الكبيرة ادينسون كافاني " باريس سان جيرمان " بسرعته و قوتة البدنية وطول قامته , مع زميلة لويس سواريز الهداف القناص في الليجا الاسبانية مع فريق برشلونه , وكذلك منتخب روسيا صاحب الضيافة الذى قد يعتقد البعض خطأ ان منافس سهل و اقل خطورة وبالعكس فهو يملك امكانيات وقدرات مميزة ويتسلح بعاملي الارض و الجمهور وبطموح كبير للاعبيه , ومن بعدهما منتخب المملكة العربيه السعودية الذي يتواجد للمرة الخامسة في كاس العالم وهو تقريبا بنفس مستوى منتخب مصر الذى يسبقه في التصنيف العالمي ومتجدد بمجموعة من لاعبيه الشباب بدون محترفين خارج الدوري السعودي . ومن المفترض ان يكون السيد كوبر ومساعدوه قد انتهوا بالفعل من الاتفاق مع المنتخبات التي سيخوض ضدها المباريات التجريبية والتي سيتكمن من خلالها استدعاء المحترفين في الخارج و ستتوزع على مدار ايام الاجندة الدولية " الفيفا داي " حتى موعد المعسكر الاخير قبل السفر الي روسيا , ولكي نضمن اعدادا قويا ومفيدا للمنتخب المصري في رايي لابد ان نخوض على الاقل ما بين 10 الي 12 مباراة ودية دولية او تزيد امام منتخبات قوية وبمستويات متدرجة على ان يتم برمجتها بشكل مدروس ومتصاعد وفق مراحل يتم فيها تجارب بعض اللاعبين و مراحل يتم فيها تجارب الخطط و الطرق , ومن المفترض ان تكون الخطوط العريضة لبرنامج الاعداد قد اكتملت منذ فترة ليست بالقصيرة ,وان لم يحدث ذلك فلا اعرف ما سبب التاخير وماذا كان يفعل الجهاز الاداري واتحاد الكرة طيلة الفترة التي اعقبت حسم منتخبنا تاهله رسميا الي روسيا بعد الفوز الصعب على اوغندا في الجولة قبل الاخيرة من التصفيات, ولااري مبررا اوسببا مقنعا لانتظار كوبر لمراسم القرعة , ولهذا فانني اشعر بالقلق بعدما ابدي السيد كوبر بعض القلق بسبب التاخير في الاعلان عن الوديات المرتقبه , والتي بدت وكأنها قنبلة موقوته تهدد تجهيز منتخب مصر بالشكل الواجب و الامثل , خاصة وان العديد من المنتخبات منذ فترة كانت ولاتزال ترغب في اللعب مع منتخب مصر ولكن باي حال , على كوبر ان يختار الاحتكاك مع منتخبات من امريكا الجنوبية تحاكي في اسلوبها منتخب الاوروجواي وابرزها شيلي اوالباراجواي او كوستاريكا اوبيرو او بنما او المكسيك , كما لابد من الاتفاق سريعا مع منتخبات تحاكي اسلوب لعب المنتخب الروسي المتميز باسرعة و اللياقة البدنية وابرزها صربيا او كرواتيا او اوزباكستان و كازاخستان او جورجيا او اذربيجان اواستراليا او حتى ايران , ثم ياتي الاستعداد للمنتخب السعودي الذى سنلعب ضده في اخر مباريات دور المجموعات وقد تكون حاسمة للتاهل اوقد تكون مجرد تحصيل حاصل لاقدر الله , ولذلك فان الاستعداد للاخضر السعودي لن يكون اقل اهمية من الاعداد للاوروجواي او روسيا ومن الطبيعي ان يكون من خلال منتخبات خليجية مماثلة و ابرزها المنتخب الاماراتي او الكويتي او العراقي او السوري اوالبحريني .. وهذه هي باختصار اهم المنتخبات التي يجب على منتخبنا الاحتكاك معها , لانه ليس منطقيا ان يتم اللعب مع منتخبات اخري سواء من اوروبا كفرنسا او اسبانيا او من امريكا مثل البرازيلالارجنتين او من اسيا مثل كوريا الجنوبيه او اليابان او اي منتخبات اخري من افريقيا مثل الكاميرون او نيجيريا او السنغال او الجزائر او المغرب , فهي في رايي لن تكون مجدية وستكون مضيعة للوقت وفي الاتجاه الخاطئ , واقترح على كوبر ان يختارالقوام الاساسي لمنتخبنا من المحترفين في الخارج و ان يجد الحلول لاشكالية راس الحربة او عدم النجاعة التهديفية التي بدت ظاهرة في بعض المباريات خلال مراحل التصفيات وعليه ان يجد الحلول دون الاعتماد بشكل اساسي على مفهوم راس الحربة الكلاسيكي الذى لم يعد له وجود في معظم منتخبات العالم , و ان يتم توظيف توظيف قدرات النجم محمد صلاح بالشكل الايجابي و تجهيز بديله التكتيكي داخل الملعب تحسبا لرقابة صلاح و الذي سيقوم وقتها بدور " ارنب السباق " او المهاجم الخفي كما هو الحال مع ليفربول , وعليه ان يدرس جيدا ظاهرة صلاح هداف الدوري الانجليزي وهو ليس برأس حربة صريح وكيف تحول الى هداف يخشاه معظم المدافعين في البريمير ليج , وعلي كوبر ايجاد حل لاشكالية قلب الدفاع وكيفية التعامل مع التمريرات العرضية المباغتة , وضرورة ايجاد صانع الالعاب المميز الذى يساعد صلاح وباقي زملاء الخط الامامي , باختصار فاننا نثق جدا في نجاح السيد كوبرالواقعي واؤكد انه قادم علي عمل كبير وشاق لابد ان تتوافر امامه كل الامكانيات لكي يثبت حقا انه واحدا من افضل 10 مدربين في العالم و لكي يكون منتخب مصر رقما صعبا في بلاد الروس .