هل الأهلي قادر على العودة بكاس افريقيا من المغرب ؟ سؤال بات يتردد كثيرا بين اوساط جماهير النادي الاهلي في مصر , بل وفي كل الدول العربية .. التي تترقب باهتمام كبير المواجهة التي ستجمع الاهلي ممثل مصر مع شقيقة فريق الوداد البيضاوي المغربي في لقاء الاياب الحاسم بالمبارة النهائية بدوري ابطال افريقيا في نسخة 2017 , سنة الخير على الكرة المصرية والتي شهدت عودة منتخب مصر الي نهائيات كاس العالم بعد غياب سنين طوال طال انتظارها .. وستتابع جماهير افريقيا كلها في امسية السبت نهائيا افريقيا عربيا بامتياز, وسيشهدالجميع في النهاية تتويج البطل والوصيف سواء كان الاهلي البطل التاريخي , وهو ما تتمناه كل جماهير مصر, او الوداد الذي لم يذق طعم التتويج باللقب القاري سوي مرة واحدة ..
ولعل هذه المقدمة تلخص حقيقة النهائي المرتقب الذي سيجمع بين طرفيه العراقة والخبرة امام الطموح الجارف .. من سيكسب التحدي ؟ وللاجابة علي السؤال الصعب أؤكد على مسؤوليتي .. نعم الاهلي قادر, بل و يستطيع العودة للقاهرة بالكاس الذى سبق له التتويج بها 8 مرات من قبل ويتربع على عرش الاندية الافريقية بامتاز كونة الاكثر فوزا بالالقاب القارية وايضا المحلية , وهذا التاريخ بالتاكيد لايلغي قوة واحترام فريق الوداد المنافس المغربي العربي الشقيق , واؤكدايضا ان التاريخ وحده لايكفي ومن يركن فقط على الماضي لن يحقق جديدا في الحاضر اوفي المستقبل .. ولايمكن الاعتماد على التاريخ فقط ليمنح اي فريق الافضلية في الترشيح ..
صحيح ان الاهلي قد سقط في فخ التعادل الايجابي1-1 ( و السلبي في ذات الوقت ) في الشوط الاول علي استاد برج العرب ولكنه قدم اداء كرويا مميزا للغاية وصنع من خلاله لاعبوه كل شيئ ولكنهم لم يسجلوا سوى هدف وحدي واستقبلوا هدفا مثله من المحاولة الهجومية الوحيدة التي اكتملت , فيما تبارى لاعبو الاهلي كما تابع الجميع في تبديد الفرص و اضاعتها الواحدة تلو الاخري امام تكتيك دفاعي منظم , ولو وقف الحظ بجوار فريق الاهلي و حالف لاعبوه التوفيق , لحققوا فوزا كان كفيلا لحسم الامور قبل لعب الشوط الثاني في الاياب بالدار البيضاء . الكل يتذكران الوداد قدم في امسية السبت الفائت اداء دفاعيا بامتياز وبطريقة لعب منظمة لم يكن يتوقعها حسام البدري و الذى لم ينجح في فك طلاسم الشفرة الدفاعية الودادية البيضاوية !
صحيح ..لم يستطع لاعبو الاهلي اختراق هذا الدفاع الحديدي لان المنافس يملك من الذكاء والخبث التكتيكي الذى ضمن لهم الخروج بتعادل مقنع للوداد ولجماهيره و غير مقنع للاهلي ولجماهيره , ولكن هل يمكن ان يتكرر سيناريو برج العرب مرة اخري ونشاهد جميعا مواجهة كربونية مكررة , تعتمد على التامين و الحر ص الدفاعي لان التعادل الايجابي يحقق المطلوب للوداد , ام نتوقع سيناريو معكوس , بمايعني تامين دفاعي و حرص كبير من جانب ابناء" الجزار " حسم البدري وخطف هدف يخطف به الفوز ويعود للقاهرة باللقب كما تعودنا دائما من رجال الاهلي و مصر . عطفا على القدرات الهجومية و التهديفية الخلاقة والجبارة التي يتملكها هجوم الاحمر.
ولكن حذاري و حذاري من دهاء الحسين عموته " الثعلب المكار " الذى عرفته على المستوى الشخصي لاعبا مميزا في مرحلة سابقة في الدوري الاماراتي والدوري القطري ثم مدربا طموحا متجددا يعتمد بشكل كبير على الاداء الهجومي و تحديدا عبر الاطراف ومن خلال السرعة الرهيبة في نقل الهجوم و التحول السريع و المباعت من الحالة الدفاعية الي الحالة الهجومية عبر الاجنحة او" على الاروقه " بلغة الاشقاء المغاربة , وهذا يجعلني اؤكد ان الاذرع الهجومية هي كلمة السر عند تنفيذ الهجوم الودادي ,لان شخصية الفريق دائما من شخصية المدرب . وعلى مدربنا البدري ان يقرأ جيدا السيناريو المتوقع لتكتيك المنافس الذى يعتمد على الواقعية والتوازن بين الاداء الدفاعي و الهجومي في نفس الوقت , والتسلح باكثر من سيناريو للمواجهة تحسبا لكل الظروف و الاحتمالات .
و اتمنى ان الا يلعب الوداد بنفس تكتيكة الدفاعي و لان خطورة لاعبيه تتجسد في الهجوم المعاكس و السريع , ومن وجهة نظري ليس امام الاهلي بديلا عن تسجيل هدف على الاقل ولو في الشوط الاول لكي تصعب المهمة امام لاعبي الوداد وعليه في ذات الوقت الا يفتح مناطقه ويلجأ الى غلق المساحات و تضييقها والتنويع بين الضغط العالي والدفاع المتقدم وعدم ارتكاب الاخطاء في المناطق الخطرة والتزام ظهيري الجنب بواجباتهما الدفاعية ,, و هي بالتاكيد نواح فنية و امور تكتيكية لن تكون غائبة عن البدري و لاعبوالاهلي , لانه لابديل امام ممثل الكرة المصرية سوى التسجيل في مرمي الوداد وهذا لن يتحقق الا من خلال التركيزالعالي في التمرير و التحرك و استغلال الفرص والتنويع في الهجوم و التسديد من الخارج و الداخل من اجل الظهور كما عودنا دائما بشخصية البطل الذي يهابه الجميع على مستوى افريقيا .
ولكل هذه الاسباب استطيع ان اؤكد ان الاهلي قادر ويستطيع العودة بانتصار ويتوج بطلا باستحقاق ويمثل افريقيا باذن الله في مونديال الاندية القادم في ابو ظبي .
*حلو الكلام : لاتيأس فعادة مايكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب . " فنست بيل"