لم تتوقف الاشتباكات طوال الليل وحتى هذه اللحظة بين قوات الأمن المركزى المرابطة قرب مقر وزارة الداخلية والمتظاهرين ، وقد شهدت ليلة أمس واحدة من أشد أيام التحرير دموية منذ اندلاع الثورة .. تصوير : محمد لطفى ولم يتوقف حمام الدم خاصة فى ظل إصرار المعتصمين على اقتحام مقر الوزارة للثأر من قتلى ليلة أمس.. الأعداد الآن فى ازدياد احتجاجاً على الطريقة التى قامت بها قوات الأمن بمحاولة فض الاعتصام أمس وقد رفض الكثير من طلاب الجامعات حضور المحاضرات وانضموا للمتظاهرين وتم تنظيم مسيرة حاشدة من جامعة عين شمس توجهت للتحرير كما تم تنظيم مسيرات أخرى من مناطق متفرقة بالعاصمة. الاشتباكات متواصلة الآن فى حين يخلو الميدان من صوت العقل فلا صوت يعلو فوق صوت الغضب وقد تعرضت واجهات بعض المبانى بشارع محمد محمود للتحطيم واحترقت أجزاء منها. وفى محاولة للاستجابة لضغوط ميدان التحرير وافق المجلس العسكرى اليوم على إصدار قانون العزل السياسى بحق كل من ساهموا فى إفساد الحياة السياسية.. وقد دعت الكثير من القوى السياسية لتنظيم مليونيات جديدة للرد على ما تعرض له المعتصمون من أحداث عنف ومن ناحية أخرى عبرت حركة 6 إبريل عن تواجدها بالميدان برفع لافتات الحركة وعبر عمرو عفيفى المتحدث باسم الحركة عن مطالب شباب 6 إبريل بإقالة حكومة عصام شرف وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى ووضع جدول زمنى لتسليم السلطة للمدنيين. هذا وقد لقى عدد من المصابين مصرعهم فجر اليوم نتيجة إحجام سيارات الإسعاف عن الاقتراب من شارع محمد محمود بناء على تعلميات وزارة الصحة وتم نقل المستشفى الميدانى بالميدان إلى ساحة مسجد عمر مكرم بعد أن كان يحتل موقعاً فى إحدى حارات شارع محمد محمود ليكون قريباً من الأحداث حيث اقتحمت قوات الأمن المركزى المستشفى الميدانى وألقت به قنابل مسيلة للدموع واعتدت على الأطباء المتطوعين به وحول معدل الاصابات اليوم يقول الدكتور محمد سلامة عضو فريق أطباء التحرير: إصابات اليوم فى الغالب عبارة عن إختناقات وتشنجات من تأثير الغاز المسيل للدموع وهناك حالات أخرى مصابة بطلقات خرطوش ومطاطى وحتى الآن استقبل المستشفى الميدانى أكثر من ألفى مصاب منهم حوالى 500 أصيبوا برصاص مطاطى وفقد 4 منهم أعينهم اليوم نتيجة اختراق الرصاص جدار العين ووردت إلينا حالة اليوم مصابة برصاص 9 مل وتم انقاذه وعدد كبير من المصابين يرفضون ركوب سيارات الإسعاف وتلقى العلاج فى مستشفيات وزارة الصحة حيث ثبت أنه تم التحقيق مع من تعرضوا لإصابات بالرصاص . ومن ناحية أخرى فقد قامت أعداد من الشباب اليوم بمحاولة لتنظيف الميدان وإقامة خيام أخرى بديلة للخيام التى تعرضت للحرق ليلة أمس. وقد أعلنت وزارة الصحة فى وقت لاحق اليوم أن إجمالى القتلى يصل إلى 22 حتى الآن. هذا وتقوم قوات الشرطة العسكرية بتأمين مبنى مقر وزارة الداخلية فى حين تقوم قوات الأمن المركزى بتفريق المتظاهرين عند نهاية شارع محمد محمود لمنع تقدمهم صوب الوزارة.