تطورت أحداث التحرير مساء أمس بعد أن تراجعت قوات الأمن تماما إلى مقر وزارة الداخلية حيث لا تزال المناوشات دائرة بينهم وبين المتظاهرين فى عمق شارع محمد محمود بالقرب من مبنى الوزارة .. تصوير: محمد لطفى وكانت قوات الأمن المركزى قد تقهقرت أمام حشود المتظاهرين الهائلة التى تدفقت على الميدان منذ الصباح ولم تستطع هذه القوات أن تصمد طيلة اليوم خاصة مع وقوع العشرات من المصابين من بينهم جراء التراشق بالحجارة هذا فى الوقت الذى سيطر فيه المتظاهرون على الميدان بالكامل وقاموا بتشكيل لجان شعبية لإغلاق التحرير كما تم إنشاء عيادات ومستشفيات ميدانية حيث عادت مشاهد الثورة الأولى للمكان هذا فى الوقت الذى ارتفعت فيه حصيلة المصابين إلى 500 مصاب حسب بيان صدر عن وزارة الصحة. ومن خلال متابعتنا وتواجدنا بالميدان منذ اندلاع الأحداث يتضح أن المتواجدين الآن لا ينتمون لأى حركات سياسية وفى الكثير من التجمعات التى شهدتها ساحات التحرير أكد المتظاهرون أن الحركات والإئتلافات والأحزاب قد باعوا الثورة وانشغلوا بالمعركة الانتخابية وركزوا جهودهم فقط فى توزيع واقتسام التورتة فيما بينهم فى حين تركوا أهداف ومطالب الثورة الحقيقية وراء ظهورهم .. ومن ناحيتهم فقد حرص المنتمون للتيارات الإسلامية على التوافد على الميدان والحديث مع المتظاهرين للتأكيد على أنهم لم يخونوا الثورة. وأكد عدد من المتظاهرين لبوابة الشباب أنهم من شباب 25 يناير الذين خرجوا أول الثورة لأهداف نبيلة تقوم على التغيير والعدالة الاجتماعية والحرية ولكنهم فوجئوا مع تطور الأحداث أن الثورة تمت سرقتها وأن الأحزاب والحركات السياسية اختطفت الثورة حتى تحقق طموحاتها السياسية فقط فى حين تركت الشعارات الأولى للثورة والدليل على ذك حسب كلام محمود حسين (33سنة) من شباب 25 يناير أنهم أمس رفضوا الاعتصام وباتوا يهتمون فقط باستعراض العدد والعضلات وخاصة الإسلاميين منهم. وفى الإطار ذاته حرص عدد من أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل على التوجد بالميدان لتحسين صورته بعد أن تراجع عن موقفه بالاعتصام فى الميدان ليلة أمس حينما قال كلمته المشهورة بأن " اللى يمشى لا يخون اللى يقعد واللى يقعد لا يخون اللى يمشى". وأكد أنه سينزل الميدان مرة أخرى وبالفعل سعى لتنظيم مسيرة من أسد ابن الفرات للتوجه إلى الميدان مؤكدا رفضه لما تعرض له المعتصمون من قبل قوات الأمن. وقد أعلن المعتصمون بالميدان اليوم أنهم لن يسمحوا بإقامة أى منصة فى التحرير ولن يسمحوا لأى حزب باستغلال الفرصة والتسلق على أكتافهم معتبرين أن ما تحقق كان بمثابة نصر لهم. يأتى هذا فى الوقت الذى لم تحدد فيه أى حركة سياسية موقفها من الاعتصام حيث أن أحداث التحرير وضعها فى مازق حرج. ولم يتواجد من مشاهير شباب الثورة فى الميدان اليوم سوى الناشطة أسماء محفوظ والتى تقهقرت إلى الوراء ولم تشارك بأى هتافات وإنما اكتفت بالفرجة فقط. هذا فى الوقت الذى خيم فيه الخوف على منطقة وسط البلد حيث أغلقت محلاتها وخرج العاملون بها بأسلحة بيضاء لحمايتها من البلطجية فى إشارة لعودة المشاهد الأولى لثورة يناير . واقرأ ايضا: بالصور .. دماء فى ميدان التحرير