تصوير : شيماء عبد الرحيم جمال عبد الناصر أول من إستخدمه فى مصر وحسنى مبارك كان لديه غرفة أكسجين خاصة فى منزله لا توجد موانع لإستخدامه إلا لمن يعانى من مشاكل فى الرئة أو فوبيا الأماكن المغلقة علاج فعال لأمراض السكر المزمن والجلطات الغازية والتسمم بأول أكسيد الكربون والزهايمر والأنيميا الحادة العلاج المساعد الوحيد الذى حصل على موافقة منظمة الدواء والغذاء العالمية .
كل يوم يفاجئنا العلم بثورة جديدة فى طرق وأساليب العلاج الحديث والمساعدولأن محنة المرض من أصعب المحن التى يمكن أن يتعرض لها الإنسان فقد إستطاع العلماء والباحثين التوصل الى تقنيات علاجية جديدة تساعدنا فى التغلب على العديد من الأمراض خاصة المزمن منها مثل السكر والضعف العام وكذلك رفع قدرة الجهاز المناعى حتى يتمكن من مقاومة الأمراض الخطيرة كالسرطان ويعد العلاج بالأكسجين تحت ضغط عالى من أهم وسائل علاج هذه الأمراض .. يشرح هذا النوع من العلاج وكيفية إستخدامه دكتور هانى خليل إستشارى العلاج بالأكسجين . قبل أن نبدأ الكلام عن طبيعة العلاج دعنا نتعرف عليه أولا ؟ وقبل التعريف لابد أن ننوه أن العلاج بالأكسجين هو الوحيد الذى حصل على موافقة ال F D A أى منظمة الغذاء والدواء الأمريكية والتى تعد وزارة صحة العالم كله يعنى توافق عليه يمشى ومن ثم فطبيعى جدا أن كل شركات الأدوية فى العالم تبذل أقصى ما فى وسعها للسيطرة على تلك المنظمة التى تعد أقوى من شركات السلاح والبترول نظرا للدور المهم التى تقوم به ليس على مستوى الدواء والغذاء فقط إنما على مستوى التعليم والأبحاث الطبية ونظرا لأن العلاج بالأكسجين لايعتمد على تناول الدواء فهو بالطبع ليس محبذا من شركات الأدوية لكونه يتعارض مع مصالحهم ومن ثم فعندما تصرح ال F D A أن هناك 15 حالة مرضية مختلفة يمكن أن يتم علاجها بالأكسجين فهذا يعطيه سند طبى قوى جدا أما العلاج نفسه فهو إسمه العلاج بالأكسجين تحت ضغط عالى وأهم شىء هنا الضغط لأن أى شخص يمكن أن يأتى بأنبوبة أكسجين فى بيته ويتنفس وهو هنا بيزود تشبع الهيمجلوبين بالأكسجين فقط ولكن عندما نستخدم الضغط العالى فنحن بنستخدم قوانين الفيزياء التى تقول أن أى غاز ملامس لسائل كلما رفعنا ضغط الغاز كلما أزدادت كمية الغاز التى تذوب داخل السائل ومن ثم فالعلاج بالأكسجين تحت ضغط عالى أى أعلى من الضغط الجوى بيزود الأكسجين فى الدم بنسبة 2000 فى المائة ومن ثم يسمح بإستنشاق أكسجين نقى بنسبة مائة فى المائة . وما هى آلية العمل به ؟ هناط طريقتين الأولى تكون عن طريق التأثير الميكانيكى الناتج عن إرتفاع الضغط الجوى وهذا التأثير له فاعلية كبيرة فى علاج بعض الحالات المرضية مثل مرضى إختلال ضغط الدم وكذلك مرضى إنسداد الأوعية الدموية بالغازات الذى قد يحدث أثناء العمليات الجراحية مثل جراحات الصدر والقسطرة والغسيل الكلوى أما الطريقة الثانية فهى التأثير الفسيولوجى نتيجة إستنشاق 100% أكسجين تحت ضغط عالى حيث أنه يؤدى الى زيادة الضغط الجزئى للأكسجين مما يجعله يذوب فى بلازما الدم حيث أنه لايذوب تحت الضغط الجوى العادى وهذا يؤدى الى تشبع الدم بالأكسجين وبالتالى يصل الى جميع خلايا الجسم فتقوم بوظائفها على أكمل وجه كما أنه يساعد على تكوين أوعية دموية جديدة عن طريق تنشيط مادة الكولاجين والفيبروبلاست . وهل حقيقى أنه يساعد في علاج الأورام ؟ هو يساعد فى تجنب الإصابة بها من الأساس نظرا لكون الجسم عندما يتلقى هذا الكم من الأكسجين النقى فتزداد قوة الجهاز المناعى وبالتالى القدرة على مقاومة الأمراض وأكسدة الخلايا لأن الخلية السرطانية موجودة فى أجسامنا طوال الوقت ولكن جهاز المناعة يقضى عليها ومن ثم عندما يضعف جهاز المناعة لايستطيع المقاومة وهنا يحدث السرطان . وما هى الأمراض أو الحالات التى يمكن أن يتم علاجها بالأكسجين ؟ طبقا لما أقرته ال" F D A" وكذلك " UHMS" وهى منظمة طب الأعماق والعلاج بالأكسجين الأمريكية فأن هناك 15 حالة مرضية يتم علاجها بالأكسجين تحت ضغط عالى ويطلق على هذه الحالات approved indications وهناك ثلاثة من هذه الحالات يكون علاجها بالأكسجين أساسى بل والسبيل الوحيد للإنقاذ من الموت وهى إنسداد الأوعية الدموية بالغازات ومرضى إختلال الضغط للغواصين والطيارين وحالات التسمم الحاد بأول أكسيد الكربون كما أنه يعتبر علاج مساعد وفعال جدا مع مرضى السكر خاصة عند إصابتهم بجرح حيث إن جروح مرضى السكر غالبا ما تكون مستعصية مما يضطر الأطباء أحيانا للجوء الى بتر الأطراف وحالات الجروح النارية والتأثير الضار للعلاج الإشعاعى فى حالات السرطان وبعض حالات الأنيميا الحادة وفقر الدم التى تتسبب فى حالة هبوط وإغماءات مفاجئة وإلتهاب العظام والمفاصل وإلتهاب الأنسجة الرخوة كما أنه يستخدم كعلاج مساعد أيضا فى حالات التوحد للأطفال والزهايمر لكبار السن ونضارة البشرة وإزالة التجاعيد ومضاد لأعراض تقدم السن وحالات الإجهاد العام هذا فضلا عن كون العلاج بالأكسجين بيزود نشاط كرات الدم البيضاء ومن ثم تزداد قدرة الجسم على محاربة الميكروبات والأجسام المضادة كما أن الأكسجين يعتبر أقوى مضاد لبكتيريا إسمها البكتيريا الاهوائية التى تعيش بداخل الجروح خاصة جرح مرضى السكر ومن ثم تسبب له الغرغرينا الغازية التى تؤدى الى البتر أيضا . هل هناك شروط لمن يخضع لهذا العلاج ؟ لابد آلا تكون لديه مشاكل فى الرئة ولا يتناول أدوية مضادة للسرطان ولا يعانى من إلتهاب فى الجيوب الأنفية أو الأذن وأثناء فترة الحمل ونزلات البرد الشديدة وآلا يكون المريض لديه فوبيا من الأماكن المغلقة لأن الجلسة تتم فى جهاز مغلق وهناك جلسات جماعية وأخرى فردية وتتراوح مدة الجلسة ما بين ساعة وساعتين . وماذا عن تكلفته ؟ أولا أحب أن أوضح أنه كون هذا العلاج حصل على موافقة منظمة الغذاء والدواء العالمية وهى بالمناسبة حصلت من عدة عقود فهذا معناه أن شركات التأمين ملزمة بدفع تكاليف العلاج للمرضى بالرغم من إرتفاع تكاليفها بالخارج والتى تصل الى 1000 دولار أما فى مصر فالتكلفة تتراوح ما بين 100 و 150 فى الجلسة حسب الجرعة وعدد الجلسات يتراوح على حسب الحالة أيضا . آليس غريب أنه رغم أن تكلفته معقولة وله فوائد كثيرة ومع ذلك مازال غيرمعروفا فى مصر ؟ هو بالفعل ليس منتشر فى مصر ولكنه موجود فى جميع المستشفيات العسكرية ومعهد ناصر ومعهد السكر وبعض المراكز المحدودة فى القاهرة والبحر الأحمر وهو مازال غير منتشر فى مصر لأن تكلفته العالمية عالية جدا ونحن هنا نقدم نفس الجلسة بسعر أقل بكثير ومن ثم فطبيعى آلا يكون منتشر فضلا عن أن الأطباء الذين تخصصوا فى هذا المجال عددهم محدود جدا وعلى فكرة هذا العلاج ليس بحديث فهو موجود فى العالم كله من أكثر من 60 سنة ويعد الرئيس جمال عبد الناصر أول من إستخدمه حيث خضع لجلسات علاج مكثفه به فى روسيا نظرا لانه كان مريض سكر مزمن وكذلك الرئيس حسنى مبارك كان لديه غرفة أكسجين خاصة فى منزله وهذه الجلسات هى التى ساعدته فى التغلب على مشاكل صحية عنيفة فمجرد أنه مازال على قيد الحياة فهذا يعنى معجزة طبية وهذا يعطينا فكرة عن قوة هذا العلاج. العلاج بالأكسجين لابد أن يكون فى الحالات المرضية فقط أم يمكن لأى شخص إستخدامه لتنقية الدم ؟ بالعكس طبعا فالمفروض أى أى شخص يعيش فى القاهرة يحصل على جلسة على الأقل مرة كل إسبوعين نظرا لكون القاهرة مدينة نسبة التلوث فيها عاليه جدا ومن ثم فالهواء بها ممتلىء بأول أكسيد الكربون وهو غاز سام يلتصق بالدم فيعوق قدرته فى الوصول للأنسجة ومن ثم يشعر بالكسل والخمول وعدم القدرة على الحركة أو فعل أى شىء وهو هنا مهم جدا لعلاج الأطفال والشباب فى مرحلة المراهقة الذين يتعرضوا لمثل هذه المشاكل وكل تلك الأعراض تختفى تماما بعد أول جلسة لدرجة أن المريض نفسه لا يصدق الإختلاف الذى طرأ على جسمه وحالة يقظة الذهن التى يشعر بها كما أنه يعطى تأثيرا ملحوظا على البشرة فيمنجها النضارة والصحة والشباب نظرا لوصول الأكسجين للخلايا بكم كافى . كيف يتم تقييم المريض لبدء جلسات العلاج ؟ أولا تقييم الحالة المرضية ليتم تحديد عدد الجلسات ولا يسمح بدخول الحالات التى لم يتم تشخيصها أو الحالات التى لم يثبت وجود تأثيرا للعلاج بالأكسجين عليها وثانيا تقييم المريض من حيث قدرته على تحمل الجلسات وذلك بالفحص الطبى الدقيق .