( ندعوا الدول العربية إلي سحب سفرائها من دمشق مع مراعاة سيادة كل دولة في حقها في الاحتفاظ أو سحب السفير ) ..هذا كان بنداً من بنود قرار جامعة الدول العربية بشأن تعليق عضوية سوريا في الجامعة ردا علي تجاهل حكومة دمشق ورقة حل الأزمة العربية واستمرارها في سياسة قمع وقتل المتظاهرين .. وبالفعل قامت الكويت والبحرين بسحب سفرائها من سوريا ، ولكن لم تبد الخارجية المصرية أي رد فعل ، وطرح عدد كبير من الناشطين علي مواقع فيس بوك وتويتر اسئلة عن أسباب عدم سحب سفيرنا من دمشق بعد كل هذه المجازر التي يرتكبها النظام السوري ، وفي تصريح خاص لبوابة الشباب اكد السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق أن العلاقات بين مصر وسوريا دقيقة ومعقدة ، والجامعة العربية عندما أصدرت قرار تعليق عضوية سوريا ودعت الي سحب السفراء العرب تركت الحرية لكل دولة في التمتع بقرار سيادي في هذا الشأن لأن الموضوع يختلف من بلد الي آخر ، فمصر لديها علاقات قد تكون ظاهرة امام الرأي العام بالنظام السوري ، وعلاقات أخري غير ظاهرة وهي علاقات استراتيجية وتجارية وعسكرية لا يمكن أن نستيقظ من النوم ونجدها غير موجودة ، وهناك جالية مصرية كبيرة في سوريا وهنا لابد من بحث التوقيت الملائم للمصلحة المصرية في سحب السفير للحفاظ علي أركان العلاقة التاريخية بين مصر وسوريا والمرتبطة بمؤسسات النظام السوري . وأضاف أن تعدد الطوائف في سوريا ووضعها العربي الحساس سجعل علاقة الدول العربية بها مختلفة مثلا عن علاقتها بليبيا ، فمقر حركة حماس في دمشق وهناك 3 منظمات تابعة لجامعة الدول العربية مقرها في دمشق ولم يتحدث عنها أحد وهي مقر البرلمان العربي ومنظمة المقاطعة العامة لاسرائيل والهيئة العربية لتنمية الأراضي القاحلة ، ولم تتخذ الجامعة حتي الآن قراراً بشأن بقائهم في سوريا أو نقلهم وهي أمور معقدة لأنه ليس من الأفضل دبلوماسيا عزل سوريا وانما الأفضل هو ترك قنوات للضغط والاتصال بها وهذا هو نفس الموقف بالنسبة لمصر ، فهي من الدول الكبري وسحب السفير منها يعني نسيان التعاون المشترك في حربي 67 و 73 والمصالح السياسية والتجارية بين مصر وسوريا ، فمصر والسعودية بها استثمارات سورية ضخمة وقطع العلاقات الدبلوماسية هو خطوة كبيرة تصعيدية قد تكون فيها خطورة علي المصريين الموجودين بسوريا وأبناء المصريين المتزوجين من سوريات ، ولكن يجب علي الدبلوماسية المصرية أن تكون واضحة وصريحة مع الرأي العام وتعلن موقفها من سحب السفير واذا كانت هناك نية حقيقية لسحبه فتعلن عن خطة زمنية وان لم يكن تشرح للرأي العام وجهة نظرها لأن الشباب الثائر لا يعرف كواليس الدبلوماسية ويتصور أن المجلس العسكري يدعم نظام بشار القمعي والموضوع أكبر من ذلك ، ويجب علي الشباب الثائر أن يتحلي بالرشد والعقلانية في معالجة الأمور . والآن وبعد أن عرضنا لك كل هذه الأسباب التجارية والدبلوماسية : هل أنت مع سحب السفير المصري من دمشق أم الحفاظ علي مصالحنا هناك ؟! .