النجاح الكبير الذى حققه مسلسل لأعلى سعر ومدى إرتباط الناس به لمجرد أنه يدور حول علاقة الحب التى تتحول بعد الزواج لمشاعر ذابلة مهملة حتى تصل الى العداء بين الطرفين يجعلنا نتساءل هل يمكن إستمرار الحب بعد الزواج وهل الحب وحده يكفى لإقامة حياة زوجية وأسرة ناحجة وما هى الأسباب التى يمكن أن تقضى على الحب مع مرور الأيام والسنوات وهل أصبحالحب والزواج عملية معقدة لدرجة إن إستمرارها والحفاظ عليها يحتاج الى خبراء و مستشارين كل تلك الأسئلة وأكثر هى ما حاولنا أن نبحث لها عن إجابة عند هويد الدمرداش إستشارى العلاقات الأسرية والزوجية . هل أصبحت علاقات الحب والإرتباط والزواج معقدة لدرجة إنها تحتاج الىمساعدة من إستشاريين العلاقات الزوجية حتى تستمر ؟ أولا دعينا أؤكد لك أن عدد إستشارى العلاقات الأسرية والزوجية فى مصر قليل جدا على كم المشاكل والعقد التى نعانى منها، بالإضافة الى درجة الوعى التى وصل لها الأغلبية العظمى من الناس مما جعلهم يلجأون لهؤلاء الإستشاريين لذلك أنا بدأت أعمل على تخريج دفعات شباب جديدة من إستشاريين العلاقات الزوجية لنلحق الزواج من بدايته فهل تدركين معنى إننا نعانى من نسبة طلاق وصلت الى خمسين فى المائة يعنى تقريبا نصف المجتمع ومن يأتون إلينا هم النصف الأخر الذى يحاول أن ينقذ زواجه وكل هذا بسبب عدم الإختيار الصحيح من البداية . وما هى شروط الإختيار السليم التى تضمن إستمرار الحب بعد الزواج وحياة زوجية ناجحه ؟ نحن كل ما كنا نعلمه عن الإختيار قبل إنتشار العلوم الحديثة التى نعمل عليها الأن هو أنه لابد أن يكون هناك تكافؤ ومازال الى اليوم التكافؤ هو الشرط السحرى لإستمرار الزواج ولكن الأهم هو مجالات هذا التكافؤ وهم ثلاثة أولها تكافؤ المبادىء يعنى مثلا من أكبر الأخطاء التى تؤدى الى زواج تعيس إذا شعرنا من البداية أننا لسنا متكافئين فى مبادئنا ومع ذلك نتغاضى عن الأمرمما يؤدى الى إنهيار مؤكد لأن كل طرف ينظر الى الحياة بمنظور مختلف عن الأخر وثانيا تكافؤ الأذواق أى أن الطرفان يكونوا متفقين على ذوقهم فى الحياة بمعنى آلا تكون هى طموحه جدا وهو يرضى بما يأتى إليه ولا يسعى لأن يطور نفسه بأى شكل من الأشكال فهنا لابد أن يحدث خلاف ناتج عن الإختلاف ، واخيرا الإحتياجات وهنا لابد أن يدرك الإثنين أن كل واحد فيهم عبارة عن أربع إحتياجات لابد من تلبيتها قلب وعقل وجسد وروح وكل طرف عليه أن يلبى تلك الإحتياجات الأربعة للأخر ومنطقة الإحتياجات تلك هى الأهم لإستمرار الحب بعد الزواج لأنك كلما لبيت إحتياجى الروحى والعقلى والجسدى كلما زاد إرتباطى بك أكثر . بماذا تفسرين نجاح زواج أهالينا وهم لايعلمون شيئا عن كل تلك العلوم الحديثة للحب والإختيار ؟ لأن الإستمرار لايعنى النجاح فأغلب أهالينا إستطاعوا أن يستمروا بمنطق المجىء على المرأة و "تعالى على نفسك عشان خاطر ولادك وبيتك" لكن الحقيقة أنهم كانوا فى منتهى التعاسة بدليل أن كل الشباب الذين يأتون إلينا أول شىء يقولوه نحن لانريد أن نصبح مثل أهالينا ولا تنسى أن كل الشباب غير الناجح فى زواجه الأن هو تربية هؤلاء الأهالى التعساء أى أنه خرج من بيت يفتقد الحب ومن ثم لم يعرف كيف يبحث عنه أو يحافظ عليه وهناك نقطة أخرى مهمة وهى أن البنت والمرأة الأن لم تعد تشعر إنها مضطرة الى إحتمال حياة لاترضيها وأصبح عندها جرأة إتخاذ قرار الإنفصال . هل حقيقى أن الحب ينتهى بعد الزواج أم إن هذا مرووث تربينا عليه ليس بالضرورة أن يكون حقيقى ؟ هو ليس حقيقى فقط وإنما هو مفهوم وموروث خاطىء من الأساس لأن المفروض أن الحب بيكبر بعد الزواج لو إختارنا بعض من الأساس على المبادىء التى تحدثنا عنها وحتى يعيش الحب بعد الزواج علينا أن نبذل أقصى ما فى وسعنا لنملىء إحتياجات الشريكفنحترم أفكار ومشاعر بعض وحتى الجسد لابد من تقديره وإحترامه وتلبية إحتياجاته وهنا لابد أن أؤكد على أن تلبية إحتياج واحد لايكفى يعنى مثلا مستحيل أن يستمر الحب حتى لو كنا تزوجنا بعد قصة حب عظيمة إذا لم نحترم أفكار بعض ونستمع للأخر بتقدير وإحترام ولو حدث هذا سيزداد الحب يعنى من الأخر كده إستمرار الحب بعد الزواج ليس مستحيلا . فما ما هى المشكلة الأساسية للزواج إذن ؟ عندما نترك مساحة للوحدة والغربة تتمكن من حياتنا فالزواج هو أهم علاقة خلقها الله فيكفى إنها العلاقة الوحيدة التى تضمن بقاء الحياة ولكننا للأسف لانربى أولادنا على كيفية إحترام وتقدير تلك العلاقة بقدر ما نربيهم على إحترام الأباء والإهتمام بالتعليم وما شابه ذلك لذلك تجدى أن بعد الزواج آيا إن كان هذا الزواج قام على الحب أو تقليدى كل طرف يعيش فى عزلة عن الأخر فالأم والأطفال فى وادى والأب وحياته فى وادى أخر ومع الوقت يصل الإثنان لمرحلة من الغربة تجعلهم غير قادرين على الإستمرار والمشكلة أن الأبناء سيكبروا بنفس الفكر فتجدى أن الإبن سيفعل مثل أبيه ومن ثم لا يعرف كيف يلبى إحتياجات زوجته ويفضل أن يبقى طوال الوقت عند أمه لذلك أنا أبذل مجهود كبير مع كل الشباب الذين يأتون إلى ولديهم مشكلة فى العلاقة بين زوجاتهم وأمهاتهم وفى الغالب ما يكون الحق مع الزوجة لأن علاقة الزوج بأمه قد تكون مبالغ فيها وغير ناضجة مما يسبب له مشاكل بعد الزواج مع أن المفروض أن الأم لاتشعر بنجاحها الحقيقى فى تربية إبنها إلا إذا إستطاعت أن تصنع منه زوج ناجح لزوجه سعيدة. آلا ترين أن ضغوط الحياة قد تكون سببا لضعف الحب أو ضياعه من الأساس ؟ بالعكس فالمفروض والطبيعى أن ربنا خلق لنا القلب والحب حتى يلطف ويهون علينا تحديات الحياة وضغوطها والمسئولية هنا تقع على الرجل بنسبة أكبر لأنه لابد أن يتحمل الجزء الأهم فى مسئولية ملىء حياة زوجته بالحب لأنه هو الأخر يحتاج لهذا الحب . ولكن الرجل عندما يشعر بهذا الإحتياج للحب غالبا ما يبحث عنه خارج البيت ؟ للأسف هذا صحيح والغريب أنه يضع اللوم على الزوجة ويتحجج بإنها لم تعد كما كانت قبل الزواج دون أن يسأل نفسه وهل هو أيضا كما كان دون أن يدرك أنه هو نفسه ظل ينكر مشاعره حتى أوقعته تلك المشاعر فى منطقة خطر ولكن إذا أدركت زوجته هذا الفراغ وبدأت تعمل عليه سيعود إليها وبقوة ويحترم إختلافه معها. يبدو أننا لم نتعلم جيدا ثقافة الإختلاف ؟ الحقيقة نحن لم نتعلمها نهائيا وأصبح الإختلاف عندنا يعنى خلاف دون أن ندرك أنه طبيعى جدا أن نكون مختلفين عن البعض والحل هنا ليس محاولة تغيير الأخر حتى يصبح مثلى إنما الحل فى إحتراف هذا الإختلاف والتعامل معه لأن الزواج لم يشرع للصبر والإحتساب إنما للمودة والرحمة . هل أوشكت العلاقات السعيدة على الإندثار ؟ هى عمرها ما كانت موجودة حتى تندثر لأننا لم نتعلم كيف نسعد أنفسنا حتى نستطيع أن نسعد الأخر ومن ثم طبيعى جدا أن تكون علاقتنا عادية هذا إذا لم تكن تعيسه وأحيانا كثيرة الناس بتتعس بعض بالحب . متى تتسبب علاقة الحب فى التعاسة ؟ عندما لايعرف كل طرف أن يحب الأخر بطريقته ومفهومه فنحن نشأنا على أن كل واحد فينا يرى وجهة نظره فقط هى الصحيحة وما دون ذلك خطأ وهذا هو أكبر خطأ لأن كل واحد فى الطرفان يكون ممتلىء بالحب لكنه لايعرف كيف يقدمه ويعبر عنه لذلك أنا أرى أن وظيفتى فى الحياة أن أعلم الناس كيف يقدمون الحب ويجيدون لغته لأننا لدينا يقين أننا نتكلم بلغة الحب وهى فى الحقيقة لغة بغض لأن طريقة تقديمه خاطئة . وأخيرا كيف نحافظ على الحب بعد الزواج ؟ بأن نبحث عن الحلو فى الأخر ونشتغل عليه ونحبه بطريقته ونجعله يحبنا بطريقتنا .