قبل الثورة كنا كثيرا نسمع عن بعض الأسماء التي كانت تتحدث لوسائل الإعلام في بعض القضايا العامة المختلفة بصفتهم " ناشطين " سواء سياسيين أو حقوقيين ، وغالباً كانوا محامين أو قضاة سابقين أو لهم مشوار طويل مع العمل السياسي بالمعارضة ، ولكن بعد الثورة تطور الأمر كثيراً .. حيث أصبح كل من يمشي فى مظاهرة اسمه " ناشط " ويقدم نفسه بهذه الصفة .. بل وأحيانا يكون عمله المعروف وسط الناس إنه " ناشط سياسي " وتضاعف عدد الناشطين بعد أن أصبحت الساحة أكثر أتساعا وأقل خطورة في الانتماء لهذه الصفة..بل وأصبحت الحكاية تستدعي السؤال حول من الذي يمنح هذه الصفة لهؤلاء النشطاء ؟! وهل هناك سمات محددة لابد من أن تتوافر لكي تكون ناشطا ؟ يقول محمد فهيم-ناشط حقوقي-: الناشط هو الشخص الذي يتخذ مواقف محددة في قضايا معينة حسب نشاطه، حيث أن الناشط الحقوقي هو من يتخذ مواقف حقوقية كثيرة الهدف منها هو الدفاع عن حقوق الناس الذين ليس من مصلحته الشخصية الدفاع عنهم بعد أن يكون على ثقة بأن لديهم حق ولكن لا يستطيعون الحصول عليه بسبب الجهل أو الفقر، ويستطيع الناشط تحديد ذلك من خلال خبرته التي اكتسبها من خلال التفاعل مع مشاكل المجتمع ومعرفته بالقانون، والهدف من ذلك هو تفعيل قيم الحق داخل المجتمع لأنها إن لم تفعل سوف يتحول هذا المجتمع الذي نعيش في إلى غابة، أما إن فعلت سوف تترسخ قيمة الحق داخل المجتمع ويصبح من الاستثناء وقوع الظلم فيه، وكذلك في السياسة حيث أن النشطاء السياسيين يلعبون هذا الدور داخل المجتمع ولكن من النواحي السياسية لتفعيل الديمقراطية الحقيقية، وكل ناشط وله فكره الخاص الذي طالما يقنن بقوانين تحكمه والتي تستند إلى قوانين المشرع فهو بذلك يعمل بشكل أكاديمي، أما إذا لم يستند إلى قانون فسيتحول الأمر إلى فوضى، خصوصا وأن أساس الموضوع أن الناشط لا يعمل لصالح جهة أو مؤسسة والهدف من ذلك أنه لو عمل كتابع سوف يتم عرقلته كثيرا بسبب الإجراءات الروتينية المتواجدة في هذه المؤسسة وهو ما سيتسبب في ضياع الحق الذي يبحث عن تحقيقه، أما عن كيفية الحصول على اللقب فيتم منحة من خلال مواقف سابقة لهذا الناشط حيث أنه لا يحصل على اللقب قبل أن يكون هناك مواقف فعلية في عدة قضايا قد أتخذها من قبل، ولذلك فتجد أن التفريق بين من يدعي ومن يفعل هو تاريخه في العمل الحقوقي وعدد الدعاوي التي سجلها بمكتب النائب العام وعدد القضايا التي تدخل في تصعيدها وحلها حتى يحصل الناس على حقوقهم، بخلاف مؤهلاته الدراسية حيث ستجده قد درس الحقوق والإعلام على الأقل إن لم يكن معه شهادات أخرى، وهو ما يجعل الموضوع لا يترك للأهواء الشخصية فليس كل من يطلق على نفسه إنه ناشط حقوقي أو سياسي يكون بالفعل ناشطاً.