تخليداً لأبطال وشهداء الحرية فى مصر على مر العصور اختتمت اليوم فعاليات احتفالية (علم من أجل مصر) وبهذا الحدث دخلت مصر موسوعة جينيس للأرقام القياسية برفع أطول علم مصرى فى العالم على سارية مركز شباب الجزيرة .. تصوير: محمد لطفى وقد تزامن رفع العلم على أعلى نقطة فى البلاد مع احتفاليات أخرى تجرى فى نفس التوقيت بقيام المحافظين فى بقية محافظات مصر برفع العلم على أنغام الموسيقى العسكرية والسلام الوطنى وذلك تحت رعاية القوات المسلحة المصرية.. شارك فى الاحتفالية اللواء أركان حرب محسن الفنجرى عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة نيابة عن المشير محمد حسين طنطاوى والدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة والسادة وزارء الداخلية والتعليم والصحة والاتصالات والزراعة والشباب والرياضة وعدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة والفنانين.. وفى كلمته التى ألقاها نيابة عن المشير محمد حسين طنطاوى قال اللواء أركان حرب محسن الفنجرى: فى هذه الاحتفالية تتوج القوات المسلحة اليوم احتفالاتها بذكرى نصر أكتوبر المجيد فى احتفالية شعارها (علم من أجل مصر) وهى احتفالية تجسد أعظم صور الولاء والانتماء لمصر وشعبها العظيم والتفافه حول راية القوات المسلحة التى ستظل تحفظ سماء الوطن بالعزة والكرامة واستقلال الكلمة والإرادة .. إننا عندما نرفع علم مصر اليوم فنحن نستعيد لحظات خالدة من تاريخ الوطن يوم أن رفع المقاتل المصرى البطل العلم على كل جزء من سيناء المحررة وهو يحررها بدماءه الذكية الطاهرة وروحه الطاهرة وبجهده وعرقه وعطاءه الفياض من أجل الوطن بإيمان كامل حيث لا تفريط فى مصر .. ولقد أكدت معارك السادس من أكتوبر ونصرها المجيد شموخ قواتنا المسلحة وعظمة شعبها الذى التف حولها يؤيدها ويناصرها بخيرة شباب الوطن وستبقى هذه الذكرى المجيدة رمزاً وتجسيداً لصمود شعب مصر أمام كل التحديات وقدرته على مواجهتها مهما بلغت ضراوتها .. إن رفع علم مصر اليوم بيد أبناءها فوق بقاع عدة تأكيد على أن هذا الجيل من أبناء مصر امتداد لجيل أكتوبر المجيد الذى صنع النصر ولم يكن رجال القوات المسحلة فحسب بل كان الشعب كله الذى صان الوطن وحمى جبهته الداخلية وكانت القوات المسلحة فى الطليعة .. إن القوات المسلحة بعد 38 سنة من نصر أكتوبر لا يزالون على كل الجبهات يحمون مصر أرضاً وشعباً وتاريخاً ويحفظون لها وحدة شعبها والتفافه حول رايتهم مؤكدين أن مصر أولاً وفوق كل شىء يحملونها فى عقولهم وفى قلوبهم وكان نصر أكتوبر المجيد وسيظل فى ضمير وتاريخ شعب مصر وهى تبذل أقصى جهدها فى إقامة الدولة المدنية الحديثة التى يعيش فيها الشعب بحرية وكرامة واستقلال فى الرأى والكلمة والقوات المسلحة ساندت ثورة الخامس والعشرين من يناير التى كانت صحوة كبرى فى تاريخنا المعاصر وأيقظت الشعب من جديد وبعثته وكشفت عن ولاءه وحسن انتماءه لمصر الحضارة والتاريخ إن شباب هذا الوطن وشيوخه مدعوان للخروج بمصر من الطريق الذى فرض نفسه بعد الثورة بشكل يتوافق وتطلعات الشعب فى الحياة الآمنة المستقرة. وجاء فى حيثيات الاحتفال أن رفع العلم على أطول سارية له يتماشى مع حضارة هذا الشعب فالمصريون كانوا أول من استخدموا الأعلام لتكون بمثابة رموز وطنية لهم وهذا ما نقلته لنا النقوش على جدران المعابد وفى العصر الحديث قام محمد على بإصدار فرمان رسمى لأول علم مصرى بالمعنى الحديث وكان مستقى من علم الدولة العثمانية لكن الخديو إسماعيل أراد أن يستخلص لمصر علمها المستقل وصمم أول علم مصرى باللون الأحمر وكان عبارة عن ثلاثة أهلة بداخل كل هلال نجمة خماسية وبعد ثورة 1919 صار لون العلم أخضر بداخله هلال يحتوى ثلاث نجمات خماسية كنوع من أنواع الوحدة والتعايش بين الديانات السماوية الثلاثة على أرض مصر أما العلم الحديث فقد تم اعتماده فى أكتوبر من عام 1984 واللون الأحمر به يدل على التوهج ويرمز لدماء الشهداء أما اللون الأبيض فهو رمز النقاء بينما يشير اللون الأسود إلى عهود الطغيان والاحتلال والاستبداد التى مرت بها مصر طوال تاريخها.. وقد بدأ حفل الافتتاح بتلاوة قرآنية من الذكر الحكيم تلاها فضيلة الشيخ محمد غازى المقرىء بالإذاعة المصرية . ثم تحدث السيد شريف خالد المنسق العام للإحتفالية قائلاً: فى البداية يجب أن نقدم تحية الاحترام والتقدير والاعزاز لأبطال وشهداء الحرية فى القوات المسلحة فى حرب أكتوبر وشهداء الشرطة فى مختلف المواقف وشهداء التحرر فى ثورة الخامس والعشرين من يناير .. إنه لشرف لنا أن يرتفع علم مصر فوق أعلى سارية فى العالم وهذا العلم تم إنشاؤه بأيادى مصرية بتنفيذ من مجلس الدفاع الوطنى وساهم فى إنشاءه 10 مهندسين و100 عامل مصرى واستوعب 560 طن حديد واستغرق عاماً كاملاً فى بناءه .. ولهذا تأتى الاحتفالية لتكون بمثابة رسالة حب وتحية للشعب المصرى فى مرحلة جديدة من تاريخ الوطن وهذا العلم تم إهداءه وتمويله من البنك التجارى الدولى فى إطار ما يسمى بالمسئولية الوطنية للبنوك المصرية والبنوك العاملة فى تنمية مصر وحماية اقتصادها.