ليس منطقياً أن كل شخص لديه "صفحة مغلقة" يتحدث مع أعضائها في الأمور العامة يتهم أنه يدير لجنة إلكترونية لا أعرف الشخص الذي أطلق شائعة اللجان الالكترونية.. ولن أقاضيه حتى لا يضيع وقتي في تفاهات لست محمد حسنين هيكل لكي أكون الإعلامي القريب جدا من السلطة أو أحد المشاركين في صنع القرار إبراهيم عيسي "جورنالجي".. وليس بيني وبينه أي شيء هو يري أنه ليس في حاجة إلي أن يؤكد أو ينفي ما قيل حول ترأسه للجان إلكترونية تابعة للدولة علي مواقع التواصل الاجتماعي، ويصف الصحفي إبراهيم عيسي ب"الجورنالجي" موضحا أن ما تم بينهما في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ مجرد اختلاف في وجهات النظر، كما يحتفظ بآراء جريئة في الإعلام والمعارضة والأحزاب السياسية، حديثنا عن الإعلامي إبراهيم الجارحى مقدم برنامج"المواطن جارحي" عبر أثير إذاعة"ميجا إف إم" والذي سنتوقف معه في السطور التالية.. * نبدأ من القصة التى شغلت كثيرين مؤخراً.. ما حكاية تزعمك للجان وكتائب إلكترونية علي صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؟ هذا الأمر اسألوا فيه من أطلق تلك الشائعات والأخبار الكاذبة، فالعهدة علي الراوي كما يقال. * لكن كل شائعة لها أصل؟ ليس من المنطقي أن كل شخص لديه صفحة مغلقة علي مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث فيها هو وأعضاء الصفحة في الأمور العامة يتهم أنه يدير لجنة إلكترونية، وقد أصدرت بياناً أوضحت فيه كل شيء وأعلنت موقفي بصراحة من الدولة ومن الجماعات الإرهابية. * لكن البيان الذي أصدرته لم ينف أو يؤكد واقعة اللجان الإلكترونية؟ لأنه ليست هناك واقعة من الأصل لكي أنفيها أو أؤكدها، ذلك البيان كان من أجل توضيح وإعلان موقفي بمنتهي الصراحة والشفافية. * هل تعرف الدكتور خالد رفعت الذي أثار تلك القصة؟ لا أعرفه ولم تجمعني به أي علاقة من قريب أو بعيد قبل ذلك. * لماذا لم تقاضه وترفع عليه قضية رد شرف؟ لأن من وجهة نظري من يعمل في أي مهنة تتصدر للرأي العام فعليه ألا يضيع وقته في"التفاهات"، ويتصدر للصغائر. * ما الجهة التي دعتك إلي المشاركة في فاعليات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ؟ مؤسسة الرئاسة هي من وجهة لدي دعوة الحضور والمشاركة بفاعليات المؤتمر. * وما هي حدود علاقتك بمؤسسة الرئاسة؟ علاقة قائمة علي الاحترام والتقدير المتبادل، وحدودها مثل حدود أي صحفي أو إعلامي يتعامل مع تلك المؤسسة إعلاميا لا أكثر أو أقل، فلست محمد حسنين هيكل لكي أكون الإعلامي القريب جدا من السلطة أو أحد المشاركين في صنع القرار. * "الإعلام تجبر".. تلك الجملة أغضبت كثيرين من الإعلاميين وأصبحت متهماً بمهادنة السلطة.. ما الذي جعلك تنقلب علي زملائك؟ من قال إن الإعلام لدينا مهادن للسلطة هذا ليس حقيقياً، للأسف الإعلام لدينا في ظل غياب الدولة والسلطات بشكلها المتعارف عليه بعد يناير2011 وأثناء حكم الإخوان عام 2013 بدأ يتخذ سلطات غير سلطاته، ويقوم بممارسة دور السلطات الغائبة، هو فعلا شارك الشعب في ثورته علي حكم الإخوان، لكن بعد استقرار الدولة لم يستطع أن يعود إلي دوره الطبيعي، وظل متمسكا بالسلطات التي حصل عليها في ظل غياب الدولة، وأصبح لدينا إعلاميون الآن يضعون سياسة الدولة، وهذا ليس دور الإعلام، فالدور الحقيقي له هو التنوير وتقديم المعلومة بعيدا عن التنظير والفلسفة، غير أن الدولة الآن تمر بظروف حرجة تريد تكاتف الجميع ويكون لدينا إعلام بناء يوعي الناس، فمثلا القرارات الاقتصادية التي اتخذت مؤخرا كان أجدر بالإعلام أن يقول للشارع لماذا اتخذت الحكومة تلك الإجراءات.. وما تبعيتها بمنتهي الشفافية والوضوح؟ ما الذي سنجنيه من هذه القرارات.. وكم هي المدة الزمنية التي نحتاجها كي نعبر من تلك الأزمة الاقتصادية؟. * البعض وجد أن شكل وطريقة اعتراضك وخلافك مع الكاتب إبراهيم عيسي في مؤتمر الشباب أمام رئيس الجمهورية كان متعمداً.. هل هذا صحيح؟ ليس بيني وبين إبراهيم عيسي أي شيء حتى يكون خلافنا به تعمد أو إحراج من جانبي، فالرجل وقتها كانت له وجهة نظر لم تعجبني ومخالفة لوجهة نظري فاعترضت عليها، وبعد اللقاء الذي جمعنا أمام رئيس الجمهورية ومناقشتنا واختلافنا في وجهات النظر صافحته في نهاية الجلسة، ولم ألتق به طوال فاعليات المؤتمر. * ولكنك كتبت مقالاً بعنوان"لماذا انقلب إبراهيم عيسي علي السيسي".. من يقرأ المقال يمكن يتصور أنه صحفي بلا مبدأ.. فهل هذا رأيك فيه؟ إبراهيم عيسي بلغة أهل الصحافة"جورنالجي" وهذا اللقب يطلق علي الصحفي الماهر المتمكن من قلمه، لكن هذا المقال كان تحليلا لمقال كتبه إبراهيم عيسي بعنوان"بدون" في هذا المقال كان يقول الرجل إنه بدون توجهات أو أيديولوجيات، هو طبقا لوصفه لنفسه صحفي ويري ويقيم الأحداث بعين الصحفي المتابع الذي يمكن أن يؤيد شيئاً اليوم طبقا للمعلومات المتاحة له وغدا يغير رأيه إذا انكشفت له أمور جديدة، وعلي المستوي الشخصى أنا أحترم إبراهيم عيسي جدا. * ما هي حدود المعارضة عندك؟ في إطار ما يكفله وينظمه ويسمح به القانون. * في رأيك..لماذا يتهم كل معارض الآن بالتخوين وكل مؤيد بالنفاق؟ لأننا في وضع وظروف صعبة، فتجد البعض لا يعارض ويضع رؤية بديلة أفضل، بل يعارض وهو سعيد وفرحان أن الحكومة تتعثر وتخطئ في بعض قراراتها، هذه ليست اسمها معارضة، المعارضة المطلوبة الآن هي المعارضة الإيجابية التي تساعد علي الحل وتوضح الصورة. * ولكن كلامك هذا قد يجعلنا بدون معارضة "فعلية"؟ المرحلة التي نمر بها ليست طويلة، ولكن لدينا حالة من استعجال النتائج لا تخلو من الشر، وهذه خطورة الرأي الأوحد أو فكرة الحاكم العادل لأنه هو الوحيد الذي يتحمل النتائج، فالشعب لم يكن شريكاً في تحمل المسئولية وبالتالي هو ليس شريكاً في النتائج ودوره فقط هو المحاسبة، لذلك من وجهة نظري من إعادة الحياة السياسة تدريجيا وهذا سيحدث من تلقاء نفسه، لكن فكرة أن تنشئ الدولة أحزاباً فهذا العصر انتهي، والأحزاب الآن تنشأ من الأرض وتقوي وتحصل علي السلطة بمفردها. * هل نحن مازلنا في مرحلة "شبه دولة" في رأيك؟ لا أستطيع تقييم التجربة في ذلك الوقت القصير، لكن علي الأقل الآن ليست لدينا أزمة في انقطاع الكهرباء أو الوقود، هناك بنية تحتية تنشأ من مطارات وشبكة طرق عملاقة ومشروعات قومية، بجانب كل هذا تقوية الجيش وتسليحه بأسلحة هجومية حتى تصبح لك يد عليا وقوية تستطيع بها تأمين سواحلك وثرواتك الطبيعية في البحر. * كثيرون سمعوا اسمك يتردد كثيراً مؤخراً وربما لا يعرفون تفاصيل عن بدايتك؟ درست الحقوق وبعد تخرجي اتجهت للعمل في مجال الصحافة والإعلام بالعديد من الصحف المصرية،ولم أحترف رسم الكاريكاتير رغم أنه كان بداية عملي بالصحافة لأن الرسم كان بالنسبة لي نصف موهبة، فلم أكن موهوباً فيه بالدرجة الكافية التي تجعلني رسام كاريكاتير مميزا، ووجدت نفسي في العمل التحريري والترجمة أكثر، ولذلك عملت بهيئة الإذاعة البريطانية"BBC" كمحرر صحفي، وبعدها عملت بقناة ONTV رئيسا لغرفة الأخبار ثم تركتها وعدت إليها ببرنامجي"جارحي شو"، وحاليا أقدم عبر أثير إذاعة"ميجا إف إم" برنامجي اليومي"المواطن جارحي"، هذه هي المحطات الرئيسية في حياتي، وبين تلك المحطات عملت بالعديد من الصحف والمجلات ووكالات الأنباء العالمية، ولي ثلاث روايات هم"حارة ضبعة، باراشوت، مرسي"، ولي تحت الطبع رواية بعنوان"أن تعيش لتأكل". * ما الذي تعلمته من مدرسة"BBC"؟ تعلمت أن الإعلام صناعة وعلم، وأن الموهبة وحدها لا تكفي لأن يكون لديك إعلام قوي، نحن للأسف نفتقر إلي هذا، فما نفعله هو أن نأتي بمذيع يظل جالساً أمام الكاميرا ويظل علي مدار ساعات طويلة يتحدث ويقول لنا رأيه، فالإعلام هو اللقطة والمعلومة، بالمناسبة هذا هو "أرخص" أنواع الإعلام لأنه ليست به مصاريف، فمهما كان أجر المذيع لن يكون مثل تكلفة التصوير الخارجي وإرسال كاميرات ووحدات إضاءة لدولة أخري من أجل الحصول علي معلومة أو تصوير تقرير ربما لا يأتي بنفس نسب المشاهدة التي يحققها المذيع الجالس أمام الكاميرا ويظل يتحدث بالساعات. * بماذا تصنف برنامجك "المواطن جارحي"؟ هو برنامج أعبر فيه عن القضايا التي نعيشها والمشاكل التي تواجهنا من وجهة نظري الشخصية.
*لماذا لم تستمر في بث إذاعة"تيت" رغم أنها كانت ناجحة؟ لأن الحياة عندي تجارب، والتجارب ليس بالضروري أن تظل مستمرة حتى لو كانت التجربة ناجحة. * ما الذي تحرص أن تعلمه لطلابك الذين تحاضر لهم؟ أعلمهم أن الإعلام والصحافة معلومة وصناعة تحتاج دائما إلي تطوير المهارات وتحديث للإمكانيات البشرية والمادية لكي يكون لدي منتج قوي أستطيع أن أنافس به، فالموهبة وحدها لا تكفي بدون وضعها بجانب الدراسة وفي إطار المنظومة الصناعية ونظريات السوق والتسويق.