قابلت وزير الطيران ونجحت فى كل الاختبارات ثم رسبت أمام شرط "للذكور فقط" تقود فريق عمل رجالي مكونا من 16 عاملاً.. وتشعر أنها تؤدي دور سعاد حسني في فيلم "للرجال فقط" تخصصت في ميكانيكا الطائرات ولم تجد عملاً فى مجالها لأنها "بنت" زينب مبارك فتاة عمرها 28 سنة، درست هندسة الطيران ولكنها لم تجد شركة واحدة تقبل توظيفها فى هذا المجال بحجة أنها "بنت" وأن ميكانيكا الطيران مجال يقتصر علي الرجال فقط.. لكن لم تستسلم وسعت للعمل في مجال مقارب لتخصصها، وبعد محاولات عديدة وتجارب طويلة، تدير زينب مبارك أكبر توكيل سيارات في مصر، بل تقود فريق عمل مكونا من 16 رجلاً ولا تجد أي صعوبة في إصلاح ميكانيكا السيارات ولا في ممارسة مهنة ظلت حكرا علي الرجال.. قصة نجاحها نتعرف عليها فى السطور التالية: هل كنتِ تخططين لإدارة توكيل أشهر وأكبر ماركات السيارات العالمية فى مصر بعد التحديات التى واجهتكِ للعمل فى مجال دراستكِ؟ كان حلمى السفر حول العالم، وقررت أن أكون مختلفة وتخصصت فى مجال غير تقليدي فاخترت دراسة هندسة الطائرات التى يدرسها فى الغالب الرجال فقط، وهناك عشرات فقط من البنات فى مصر يدرسنها، وأيضا أنا أول فتاة نوبية تخوض هذا المجال، وبعد التخرج والحصول على المؤهل الدراسى، كنتُ دائما أبحث عن فرصة عمل تناسب دراستي التي بذلتُ فيها مجهودا كبيرا، ولكن كانت المفاجأة أن أي مقابلة فى أى شركة كانت تنتهي عادة بجملة "إحنا آسفين الشغل معانا للرجال فقط"، وعندما كنت أحاول اقناع المسئول عن إجراء المقابلة الشخصية مع المتقدمين للوظيفة بأن هذا المجال هو نفس تخصصي الدراسي وأنه لا فرق بين المهندسة والمهندس في هذا المجال وأن لدي شهادات وتقديرات جيدة جدا إلا أنه كان يقول لي سنختار الرجل لأنه ببساطة لن يكون مشغولا بحياته الأسرية، ولن يطلب إجازات كثيرة، ولن "يتحجج" كما تفعل السيدات.. ومن جانبى حاولت اقناعهم بأن الفتيات المصريات تغيرن ويحاولن تطويع ظروفهن الشخصية لصالح عملهن لكنني لم أفلح علي الاطلاق. وهل تغير الحال بعدما قابلت وزير الطيران لعرض المشكلة عليه؟ لم أيأس من كل المحاولات التى انتهت بالفشل في مقابلاتي مع الشركات، وسعيت حتى قابلت وزير الطيران فكرر نفس الكلام، بأن هذه مهنة للذكور وأنت امرأة ومن الممكن أن تتعرضى لظروف خاصة تمنعك من العمل مثل الزواج والإنجاب وإجازات الوضع، ومع ذلك عرضت عليه أن يختبر قدراتى فى العمل فرفض كل المحاولات. فقررت أن أثور أنا والفتيات المقهورات فى هذا البلد بسبب أنوثتهن، التى كانت السبب فى حرمان بعضهن من تحقيق أحلامهن، وبالفعل قمنا بمظاهرة أمام وزارة الطيران ولكن لم يسمعنا أي أحد، وأخيرا قرروا أن يختبرونا أولا ثم يحددوا إن كنا نصلح أم لا، وبالفعل خضت اختبارات لمدة سنة وفى كل مرة كنت أنجح بتفوق عن غيرى من الرجال ولكن فى الآخر لم ينجح سوى الذكور.
طبيعى أن تجلس البنت فى البيت فترة طويلة دون عمل خاصة بعدما تتعرض لمواقف محبطة.. فهل لجأتِ لهذا الاختيار؟ رغم شعوري بالاحباط لأنني لم أعمل في المجال الذي حلمت به منذ طفولتي ودرست سنوات طويلة إلا أنني لم أمكث في البيت ولا ليوم واحد، وقررت العمل فى أى مجال وبالفعل عملت كول سنتر فى إحدى شركات الاتصالات ولم أخجل مطلقا أنني مهندسة وأعمل في مجال بسيط المهم بالنسبة لي أن أعمل. وكيف جاءت فرصة عملك بإدارة هذا التوكيل العالمي للسيارات؟ علمت أن إحدى شركات السيارات الكبرى فتحت باب التوظيف، فعلى الفور عاد لى الشعور بالإصرار على الحلم وقدمت فيها وعملت فى الزيت والشحم وفى الاستقبال ومرشدة سياحية للشركة كل حاجة لمدة سنة كاملة وذلك بعد اجتزت اختبارات كثيرة وحاولت اقناع ادارة الشركة علي أن لدي ما أقدمه لكننى أحتاج لفرصة فقط، وتأكدت الشركة من قدراتى وتحملى المسئولية وأصبحت مهندسة الميكانيكا المسئولة عن ورشة الاصلاحات والصيانة لأكبر توكيل سيارات عالمي في مصر وأصبحت مديرة على 16 رجلا تتراوح أعمارهم مابين ال29 و 53 سنة. وما الصعوبات التي تواجهينها في عملك خاصة أنكِ الفتاة الوحيدة وسط عدد كبير من الرجال؟ طبعا الشغل فى هذه النوعية من الأعمال ليس سهلا علي الاطلاق، أيضا العاملون لديهم شعور زائد ب "الحساسية" من وجود بنت وسط مجتمع رجالي.. بطبيعة الحال أنا محتشمة ومحجبة لكنني أحرص أكثر علي شكل ملابسي ومكياجي وكلامي، وأحيانا كنت أشعر أنني قاربت علي نموذج سعاد حسني ونادية لطفى في فيلم "للرجال فقط" لكن الحمد لله لم أضطر للتنكر في شكل رجل لأجد فرصة عمل، لكن حياتنا أشبه بذلك وأري أن التعامل بجدية وحرفية سر نجاحي وثقة إدارة الشركة بى وسعيدة بوجودي في هذا المكان لأنه رسالة لكل فتاة تريد أن تحقق حلمها.
وهل مازال حلم هندسة الطائرات يراودك أم أنكِ تكتفين بمنصبك الكبير في التوكيل العالمي للسيارات؟ لايزال حلمى الأكبر أن أكون مسئولة عن شركة خدمات طائرات لأنها غير متوافرة فى جميع المطارات العربية وطبعا صعب أنسي حلمي كمهندسة طائرات وإن شاء الله ستأتي الفرصة. وماذا عن حياتك الشخصية ؟ أنا لستُ مرتبطة وحلم الزواج والانجاب موجود بداخلى، وأفكاري مثل أي بنت ولكن لو أقبلت علي هذه الخطوة الآن فسوف أثبت لهم أنني لا أصلح كما يقولون، أنا فقط أجلت التفكير في حياتي الشخصية إلي أن أحقق أحلامي العملية، وطبعا أسرتي مثل أي أسرة مصرية ترى في الزواج الخطوة الأهم لابنتهم و لكن عائلتي تستوعب حلمي وتدعمني.