كمال الأجسام "رياضة" لم تؤثر على أنوثتى نهائياً النجاح في مهنة الحراسات الخاصة لا يعتمد على قوة البنيان الجسدي ولكن الأهم قوة الملاحظة وسرعة رد الفعل مارست رياضات قتالية وعنيفة قبل كمال الأجسام منها الكونغ فو والجيت كوندو والكارتيه وفن تكسير العظام هي فتاة في العشرينات من عمرها، تمردت على نظرة المجتمع الذكورى للبنت القوية صاحبة العضلات.. ودخلت تحدياً تخشي الكثيرات من الاقتراب منه، كلامنا عن هند وجيه عثمان.. وهي أول بنت تعمل في مجال الحراسات الخاصة بترخيص من وزارتي الداخلية والخارجية، فكيف كان مشوارها مع هذا المجال الصعب والذي اصبحت من خلاله أول فتاة تعمل "بودي جارد" في مصر؟ • لماذا اخترت هذا المجال تحديدا رغم ندرة السيدات اللاتى تعملن به؟ دخلت هذا المجال كنوع من انواع التحدي ليس فقط لنفسي ولكن للمجتمع الذي يرى ان بعض المهن تقتصر على الرجال فقط ومنها العمل في الحراسات الخاصة، ففكرت أن اكسر هذه القاعدة خاصة أننى رياضية ودخلت العديد من البطولات وكان اتجاهي فى احتراف المهنة بشكل قانونى وهو ما دفعني للالتحاق بالدورات التدريبية التي كانت تقيمها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الخارجية وتم قبولي واجتزت مراحل التدريب العملي وتخرجت كأول فتاة معتمدة فى مجال الحراسات الخاصة من الوزارتين. • هل دخول هذه المهنة يقتصر فقط على الفتيات صاحبات الجسم القوى؟ لا نستطيع أن نقول إن قوة بنيان الجسم هو الشرط الوحيد وهو بالطبع من الأمور التي يفضل وجودها و لكن هناك العديد من المهارات الأهم التى يجب ان يتمتع به الشخص الذي سيعمل في هذا المجال و منها قوة الملاحظة من اهم الامور و أيضا سرعة البديهة و سرعة رد الفعل تجاه المخاطر التي من الممكن ان تتعرض لها الشخصية العامة هذا بالإضافة إلى ضرورة بحثه عن المعلومات التى تخص هذه الشخصية وان يكون هناك تعاون بينه و بين فريق العمل بشكل متكامل وان يتوقع الأحداث و يكون على استعداد كامل للتعامل معها. • هل كونك فتاة يجعل المجتمع يشعر انك لن تستطيعى حماية الشخصية العامة بشكل قوى مثل الرجال؟ ربما يفكر البعض في الامر بهذا الشكل ولكن أؤكد أن هذا التفكير خاطئ بالمرة فالنجاح في مهنة الحراسات الخاصة لا يعتمد على الاطلاق على قوة البنيان الجسدي ولكن قوة العقل و سرعة البديهة هي الاساس. • كيف كان رد فعل أسرتك تجاه هذه المهنة التى تصنف مهنة رجالية؟ مثل أي أسرة تخشى على ابنتهم كانوا خائفين علي، فضلا عن احساسهم بأن هذا المجال في منتهى الصعوبة على البنت وانها مهنة ذكورية لا تناسب البنات بسبب عادات وتقاليد المجتمع الشرقي، و لكنى اصررت على دخول المجال ووعدتهم بأننى سأكون نموذجاً مشرفاً و مختلفاً في هذه المهنة ، و بالفعل نجحت وبدأ الجميع يلتف حولى و يفخر بي و يشجعنى ويساندنى على استكمال المشوار و تحقيق حلمى ولهذا اشكر اسرتي التي دائما تقدم لي الدعم و المساندة و مؤمنة جدا بما افعله الان . • كيف تتعاملين مع رياضة كمال الاجسام رغم عدم وجود اتحاد لكمال الاجسام السيدات؟ أنا في الأساس مارست العديد من الرياضات التى تصنف بالقتالية او العنيفة قبل كمال الأجسام فأنا كنت أعمل من صغرى ووجدت ان ما يحدث في المجتمع مع حالات تحرش واغتصاب يحتاج أن تتعلم البنت من الفنون القتالية ما يجعلها تستطيع حماية نفسها اذا تعرضت لاي موقف صعب فمارست بعض الالعاب التى ساعدتنى كثيرا في هذا الامر و جعلتنى اشعر بالأمان و منها رياضة الكونغ فو، والجيت كوندو، والمواى تاى، والكارتيه، والايكيدو، والكيكسول، وكرة القدم والإيكيدو "فن تكسير العظام" ثم احترفت لعبة كمال الأجسام، وعملت فى إحدى الشركات للحراسات الخاصة لأصبح أول فتاة تعمل فى هذه المهنة. • كيف تم اعتمادك من وزارة الداخلية و الخارجية في مجال الحراسات الخاصة ؟ مجال الحراسات بالنسبة للفتيات في مصر كان مقتصراً على البنات التى تعمل في الامن في التفتيش و الامور البسيطة و لكن هذا لم يكن حلمى، أنا كنت في الاساس اعمل في إحدى شركات الحراسات الخاصة ورغبت في أن أطور من نفسي ومن مهاراتي فالتحقت بمعهد التنمية البشرية بكلية الشرطة . • هل كان هناك شروط لالتحاقك في هذه الدورة المعتمدة؟ عندما تقدمت للالتحاق بالدورة كانوا مندهشين من كوني فتاة و مهتمة بهذا المجال و لكنهم اعطونى الفرصة لدخول الاختبارات التي كانت عملية و بالفعل اجتزت الاختبارات وبدأت في تعلم استخدام السلاح بشكل آمن واصابة الهدف بشكل دقيق وعمل مسح كامل للمكان اثناء التواجد مع الشخصية، والتفاعل مع فريق العمل، بمنتهى الصراحة استفدت كثيرا من هذه الدورة واجتيازي لها بنجاح كان دافعا لاستكمال المشوار. • كيف تتعاملين مع المضايقات العادية في الشارع ؟ بمنتهى الصبر و ضبط النفس و تجاوز المعاكسات البسيطة طالما ان الامر لم يتعد الحدود و لم يدخل في محاولة السرقة او التحرش، في هذا الموقف اتعامل بمنتهى الحزم والعنف و انصح كل بنت بأن تتعلم رياضة قتالية تجعلها تستطيع التصرف في هذه المواقف، خاصة لعب الكاراتيه لان حركاته صعبة و قوية وتحتاج الى لياقة عالية. • هل غيرت الطبيعة القتاية والعنيفة لهذه الرياضة من طبيعة جسمك او اثرت على أنوثتك؟ كانت أصعب مشكلة واجهتني عندما قررت النزول للصالات الرياضية ولكن المدربين كانوا غير مقتنعين بأن تلعب فتاة كمال اجسام ولكنى لم أيأس و آمنت بحلمى وتدربت و اشتغلت على نفسي كثيرا ولا اعلم من اين يأتي البعض بالتحذيرات من تغيير شكل جسم البنت هذا الامر لم يخيفنى على الإطلاق اولا لان الرياضة مفيدة للجسم سواء للبنت أو الولد على حد سواء ، ثانيا اننى لا أرغب ولا أسعى لأن أحصل على عضلات ضخمة مثل الرجال و هو الأمر الذي يتطلب من البعض تناول هرمونات الذكور و هو أمر غير آمن اطلاقا على الصحة. أما بالنسبة لأنوثتي فلماذا ستؤثر مهنتي الجديدة على أنوثتي، بالعكس هي كسرت خوف الأنثى داخلي، وجعلتني قادرة على تحمل متاعب الحياة، وأكثر هدوءًا وحكمة في التعامل مع المواقف الصعبة.
