عالم السباقات مثير جداً .. وسباقات الرالي تعنى الكثير ليس فقط لمشاهديها ومتسابقيها بل أيضا للمكان الذى يقام الحدث فيه ، فيكفى ان نعرف أن هناك أموالا طائلة يتم دفعها من دول بعينها لاستضافة سباق سيارات سواء كان للسيارات السريعة أو سباق أراضى وعرة مثل الراليات . والعائد من وراء الاستضافة هو الدعاية المجانية غير العادية التى توفرها وسائل الاعلام العالمية التى تتابع الحدث ، أما نحن فبسبب تميز المكان لدينا منذ ما يقرب من 3 عقود يوجد حدث كبير يشارك فيه كل اساطير سباقات الراليات وهو رالى الفراعنة والذى ارتبط منذ نشأته على يد الفرنسى فينوى بالمتعة البصرية ، وذلك بالوقوف ذهابا وايابا عند بانوراما الاهرامات لما لها من تاثير ساحر على وسائل الاعلام العالمية ، وبالاضافة للدعاية السياحية .. كانت الاثارة الرياضية دائما عنصراً متوافراً كل عام فى احداث السباق .. والغريب أنه كم من أبطال عالميين لقوا حتفهم لنيل لقب الفراعنة !! فرعون الصحراء ! نتائج الرالى هذا العام كانت مكررة من العام الماضى ، فقد فاز الفرنسى العجوز جان لوى شيلسر بلقب سباق السيارات ، بينما فى الدراجات النارية كان البطل هو الاسبانى مارك كوما ، والاثنان يحملان الرقم القياسى فى الفوز بالرالى ، فالفرعون الفرنسى كما صرح لبوابة الشباب فاز فى المرة الاولى منذ 20 عاما ثم حل ثانيا فى العام التالى ثم فاز من جديد باللقب فى عام 94 ليتكرر النصر بعد غياب طويل فى 2010 و2011 ، أما الاسبانى كوما فهذا العام تخطى رقم الايطالى فابريزو ميونى والذى لقى مصرعه فى رالى باريس داكار بعد شهور من فوزه باللقب الرابع للفراعنة ، وفى الاحتفال باللقب الخامس تحدث الاسبانى الذى احتفل بعيد ميلاده الخامس والثلاثين اثناء الرالى عن اهدائه الفوز الى كل من ريتشارد سانك (وهو منافس فرنسى لقى مصرعه فى رالى الفراعنة وكان بطلاً لرالي باريس داكار ) وميونى وذلك اينما كانوا الان ، وأضاف "اعتقد اننى اشعر كاننى بجوارهم فى هذه اللحظة وسط السباق " . اما العجوزشيلسر فاكتفى بقوله "مرة اخرى جديدة "والرجل اسطورة راليات بمعنى الكلمة ، فهو يبلغ من العمر 64 عاما ومع ذلك فهو يحمل ارادة حديدية ، ففى العام الماضى انقلبت سيارته وتحطمت فى المرحلة الاخيرة للرالى وانتظر الجميع ان يغيب شيلسر واذا به قبل اعلان النتيجة يحضر بسيارته المحطمة التى تجر اجزائها على الارض ليحطم امال الاخرين فى مشهد درامى مثير من الصعب نسيانه ، بينما هذا العام لم يخذل شلسر جمهوره فسيطر بعد خسارته المرحلة الاولى على الخمس مراحل الاخيرة ليقدم فوزا مثاليا ويترك لعبة الكراسى الموسيقية لمن خلفه ، ففى المرحلة الاخيرة يخرج اليابانى ميتسوهارا سائق تويوتا الرسمى بعد عطل ميكانيكى ويترك المركز الثانى للاوكرانى فاديم نيستروشك سائق ميتسوبيشى ويحل ثالثا صاحب نفس قصة شيلسر العام الماضى والذى انقلب فى المرحلة الاخيرة وهو بطل العالم السابق الروسى بوريس جاداشن سائق الجى فورس ، وهى سيارة قام الروسى بصناعتها مع كثير من المكونات المحلية بعد ان كان يتسابق بسيارة نيسان ولم تعجبه حسب قول مارينا كوسينكوفا مسئولة الفريق ، والتى اوضحت ايضا انهم لم يقرروا بعد المشاركة فى رالى باريس داكار وسيدرسون الامر عند عودتهم الى روسيا ، وطبعا هذا الفريق صاحب الامكانات الكبيرة هو الذى فاز بالمرحلة الاولى برغم مشاركتهم فى رالى صحراوى للمرة الاولى . حماده يكسب ! هذا العام اعتبر الابطال العالميين المشاركين رالى الفراعنة بطولة خاصة ومتميزة وليس فقط تحضير جيد لسباق باريس داكار كما كان فى وقت مضى وهو ما يعكس جهد من جانب المنظمين ليكون للرالى وضع خاص عالميا ويصبح مصدراً جيداً ماديا واعلاميا ، فمثلا هناك الكثير من الانشطة التجارية وخاصة النقل للاماكن التى يمر بها الرالى فكما يوضح خالد عبده سائق من الواحات البحرية ويؤجر سيارته ذات الدفع الرباعى لأنشطة الرالى فان الركود كان الوضع السائد منذ يناير الماضى والرالى هو بداية العمل بعد كل هذه الشهور الصعبة وعن شعوره بالسباق واحداثه قال انهم يعرفون المناطق التى يعبر بها الرالى افضل من السائقين انفسهم ونحن كسائقى صحراء نستطيع منافسة الاجانب ولكن تنقصنا تلك السيارات القوية المجهزة ولذا فان الواحات البحرية تعد احد شبابها وهو حماده حلمى للمشاركة بسيارة جيدة العام القادم وسيكون هو مفاجأة الرالى فعلا ، وبالتاكيد اذا صح كلام خالد وكان حماده هو البطل فستكون تلك احد الايجابيات الكبرى للرالى خاصة وان المشاركة المصرية والعربية انحسرت بعد ان ازدهرت العام الماضى ولم يقدم رعاة الفرق العربية دعم كافى لفرقهم للاشتراك وهذا الموقف غريب جدا فمثلا السعوديين لم يحضروا هذا العام بعد تألقهم العام الماضى والسبب اما نقص الامكانيات كما تكلمنا او نقص الموافقات وهو ما يحتاج تفسير يزيل الشك فكل الحجج مردود عليها نظرا لان اعداد المشاركين الاجانب زادت هذا العام اى بعد الثورة بينما اعتبر الاخوة العرب ان العودة للمشاركة يمكن ان تكون اعلاميا مضرة لهم... ام ماذا لا احد يعرف ؟! عموما المصرى البشوش كريم الزناتى حل فى المركز الثامن فى الترتيب العام بينما انهى طارق العريان والذى كان العام الماضى المتسابق الاصغر فى الرالى (22عام) متأخرا لمعاناته المتكررة من الاعطال والاثنان تكلفا الكثير للاشتراك هذا العام بينما نجد ان هناك فعلا من الاجانب من يعشق الرالى حتى الادمان ففريق الدكتور كيكو اليابانية مكون من السائق والملاح سايكى وهو فى نفس الوقت الادارى والميكانيكى وكل ذلك من اجل الحرص على التوفير ليمكن الاشتراك فى الرالى كل عام وترى كيكو ان الفراعنة تجربة فريدة فتحكى للاهرام عن انبهارها للمرة الاولى عندما اشتركت فى فئة الرايد منذ ست سنوات ومن وقتها تحرص على ان تكون فى الفراعنة لتتمتع بالصحراء والرالى فى وقت واحد ودكتور كيكو تشارك فقط فى الفراعنة ولديها سيارة اشترتها لهذا الغرض اى انها تتكلف كل هذه المصروفات لعيون الفراعنة وهذا ما يفعله العجوز تونيتى الايطالى والذى كان يشارك بسيارة مؤجرة وعندما لم يجد هذا العام سيارة مناسبة شارك فى فئة الكواد (البتش باجى) والمهم كما يقول ان يتمتع بالرالى وهو كان له ملاحظة وهو ان الرالى كان سهلا فى المرحلة الاولى فطلبت من المنظمين زيادة صعوبتها وهذا ما فعلوه والحقيقة اننا تابعنا تونيتى من البداية للنهاية فكان الاول فى بداية الرالى فى فئة الكواد ثم خرج تماما ولم يستطع الصمود للنهاية ومع ذلك لم يفقد المتعة وعن الفارق بين هذا السباق المصنف ثانيا بعد باريس داكار وبين الاخير اجاب انه يتمتع بالفراعنة بينما سيشارك فى داكار فقط لان نجله سيشارك ايضا هناك . احجز فسبتك من الان ! المفاجأة الحقيقية للرالى كانت فريق فيسبا الايطالى وهو مكون من فسبتين ، ويتحدث اندريا نوتينى سائق احداهما عن تلك الفكرة وكيف قرر مع صديقه مارشيللو المشاركة فى رالى الفراعنة ، فقد تم شراء الفيسبة الجديدة رغم شكلها الكلاسيكى نظرا لان شركة بياجو الايطالية احتفلت بعيد ميلاد هذه الفيسبا بانتاج 150 نسخة وباعت الواحدة بمبلغ 3500 يورو ، وجميعها عليها الوان العلم الايطالى .