منذ ساعات قليلة، انتهي اليوم الأعظم الذي ينتظره اليهود كل عام، ولكن هذه المرة لم تمر تلك المناسبة مثل بقية الاحتفالات بالأعوام السابقة، حيث تضمن يوم الغفران وقفات استثنائية تضامنا مع ضحايا سوريا، حيث قام الإسرائيليون بالجمع بين الدعاء والغناء والصلاة تحت الشعار "العالم يسكت.. ونحن لا". ألفان إسرائيلي × إحدى عشرة منطقة
من خلال صفحة على "فيسبوك"، قام شيفي فرومان أحد منظمين تلك الفعالية باقتراح وقفة تضامنية،وبعدها استطاع ألفان إسرائيلي أن يحولوا تلك الفكرة من مقترحات داخل العالم الافتراضي إلى واقع فعلي في إحدي عشرة منطقة مختلفة على الأراضي المحتلة من الجولان وحتى مدينة بئر شيفع، ففي مدينة القدس وحدها تجمع ما يقرب من 350 إسرائيلي.
وصرح فرومان لموقع "المغرد" الإسرائيلي: منذ أن كنت في أوكرانيا وأنا حزين على الوضع المؤسف والمعقد الذي تعيشه سوريا، ودائمًا ما كنت أفكر فما يمكنني فعله لتغيير ذلك الواقع، وتذكرت مقولة والدي "إن لم يكن بإمكانك أن تفعل شيئا، صلّ لأجل ما تريد"، ومن بعدها أسست صفحة على "فيسبوك" ووضعنا الأسس الرئيسية كالتوقيت والمواقع الخاصة بتلك الوقفة التضامنية.
وبحلول عيد الغفران احتشد الكثيرون في أورشليم أمام أسوار البلدة القديمة وجرت حلقات الصلاة والترانيم، بينما احتضنت مدينة حيفا كلًا من المسلمين والمسيحيين واليهود ليدعوا جميعهم بانهاء الحرب بسوريا، وفي تل أبيب انطلقت مسيرة في شارع السفارات والهيئات الدبلوماسية، وفي الجولان شارك المشاركون بجانب معبر قنيطرة.
استثمار النجاح
وأكد فرومان: أن نجاح تلك الفعالية سيساعدنا بعد ذلك في تقديم المساعدات الإنسانية في الشتاء لأهالي سوريا، وأريد أن أقول لجيراننا العرب "برغم كل حروبنا ضد العالم العربي، فإن الشعب اليهودي لن يترك التزامه الإنساني، حتى اتجاه الشعوب التي تكنّ له العداء، نحن نهتم بالإنسانية دائما ونصلي لأجل الأبرياء، ولن نغضّ أبصارنا عن الكوارث التي تصيب من حولنا، وأدعو للعالم ولمنطقة الشرق الأوسط سنة طيبة سليمة".
و أوضح بعض المنظمين أن هناك من يهينهم ويستخف بهم، ووصف البعض مبادرتهم بالسذاجة، لكنهم يروا أن ما يفعلوه يجب أن يسمي "بالإيمان"، فهم يواصلوا الصلوات بهدف أن تتحسن الأحوال.
ما هو يوم الغفران؟
"كيبور".. هذا هو المسمي العبري ليوم الغفران، والذي ياتي في اليوم العاشر من أول شهر في التقويم العبري، ويمارس فيه اليهود مجموعة من العبادات أهمها الصيام لمدة 25 ساعة، ويقوموا خلال تلك الفترة بالصلاة والابتهال ومحاسبة النفس، وتتضمن تلك الطقوس أداء صلاة خاصة على أرواح الموتى، وعند حلول الظلام، ينفخ في "الشوفار"، وهو عبارة عن بوق مصنوع من قرن الخروف، ليعلن عن انتهاء العيد والصيام ، ويحرم ارتداء الحذاء المصنوع من الجلد والتطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية.
ونشرت وكالة أنباء شهاب الفلسطينية أنه من ضمن طقوس اليهود في ذلك اليوم قيامهم بلف دجاجة فوق رؤوسهم أكثر من مرة بهدف تطهير النفس من الذنوب والخطايا.
وطبقا للمعتقدات اليهودية فإنه في ذلك اليوم تحدد المقادير والأحداث التي ستتم في السنة الجديدة، ويعتبر "كيبور" يوم عطلة رسمية، حيث تتوقف الإذاعات والتلفزيون عن البث والسيارات عن السير لمدة يوم كامل، و منذ عام 1973 أضفي على يوم الغفران جو من الحزن بسبب ذكريات حرب يوم الغفران حرب أكتوبر 1973 التي تعرضت فيها إسرائيل لهجوم مفاجئ من جانب مصر وسوريا، وذلك حسبما نشر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية.