جدل لا ينتهى أبدا حول موسيقى الميتال والتى تقاوم كل محاولات الرفض والقمع بوصفها مزيكا سيئة السمعة .. إلا أنها تكتسب مع الوقت مزيدا من الهواة .. الحب والسلام والخير والشر والمتعة والموت والشيطان والحرب والدين وغيرها تلك هى الموضوعات التى تطرحها موسيقى الميتال بصوت عال صاخب وباستخدام مؤثرات خاصة.. تتميز أيضا برتم مشدود وكثافة الطبول والجيتار العالي، وتعود إلى ما قبل السبعينات حيث العازف العالمى Jimi hendrix الذي لم يبالي بقوة الصوت عندها واجه الكثير من الرفض إلى أن أصبحت موسيقى الروك والميتال ترتبط بهذا الصوت المميز.. ويحيط بهذه الموسيقى عادة شكوك وشبهات كثيرة وهو ما حاولنا أن نتعرف عليه من خلال "ايهاب خالد" عضو فرقة "medic" وهى إحدى أهم الفرق التى تحترف موسيقى الميتال فى مصر: فى البداية الميتال له أنواع عديدة ك "الباور" والبلاك والجوثيف والنيو ميتال والبروجريسيف ميتال, وجميع هذه الأنواع متهمة بالتعارض مع الدين من خلال الغناء بجمل وكلمات تشكك فى الذات الإلهية ، كما أن مستمعيها توجه إليهم أوصاف قاسية بأنهم "ملحدون وعبدة شيطان" وما إلى ذلك. يقول أيهاب خالد أنه شاب درس الإعلام واتخذ الموسيقى كهواية له وأنه يعزف أنواعا مختلفة من الموسيقى من ضمنها الميتال، وتحديدا البروجريسيف ميتال، وهو نوع من موسيقى الميتال يناقش قصص وقضايا كثيرة ومن الممكن ادخال أكثر من آلة موسيقية تتيح مساحة أكبر للابداع فى هذا النوع. ويضيف إيهاب: أنا عضو فى فريق "medic band" ، وهو فريق ميتال بدأ نشاطه من عام 2007 ، وقد واجهت تلك الفرقة صعوبات عديدة ومرت بمراحل مختلفة منها تغيير أعضاء الفرقة وفى البداية كانوا يشبهون بعض الفرق التى تعزف هذا النوع من المزيكا ولكن مع الوقت تكونت لديهم شخصية مستقلة وأصبحت موسيقاهم مختلفة عن أى فرقة أخرى، وكانت فرقة "Opeth" من أهم الفرق التى تأثرنا بها ونحبها على المستوى الشخصى. وحول الاتهامات الموجهة للميتال، أكد إيهاب أن هذا الكلام عار تماما من الصحة وأن الميتال هو تجسيد لحكايات أو قصص حياتية مثل تجربة دخول شخص فيلم رعب على سبيل المثال ليس معناها أنه عاش تجربة الفيلم، هو فقط شاهده.. مزيكا الميتال أيضا هكذا.. فهى حكايات نقصها على المستمعين من خلال أغنية باستخدام أنواع من الآلات الموسيقية التى يؤثر فيهم فهو كالمسرحية التى نجمع أحداثها من كل الجوانب. وحول المشاكل التى تحدث أحيانا فى حفلات الميتال وعلاقة نقابة المهن الموسيقية بذلك قال أن هناك فرق تطرح قضايا جريئة وأحيانا مخالفة لتعاليم الدين لذلك تحدث المشاكل, ولكن حفلاتنا لا يحدث فيها هذا على الاطلاق، لكن فى المقابل هناك حفلات بالفعل تغنى كلاما مسيئا جدا، منها هذه الحفلة التى تم القبض على أحد منظميها، حيث كانت هناك فرقة أمريكية تحمل أغانيها كلاما مسيئا، ووجودها كان غير مرحب به من قبل فرق الميتال الأخرى فى مصر, وتدخل الفنان هانى شاكر بنفسه لحل الموقف، وتداولت الصحف هذا الخبر تحت عنوان احباط هانى شاكر لحفل لعبدة الشيطان بوسط القاهرة، وأوضحت النقابة بعد ذلك أن الحفل مقام بدون تصاريح مسبقة لكننا لا علاقة لنا بذلك تماما. وعن علاقة "medic band" بنقابة المهن الموسيقية أوضح إيهاب أنهم يحاربون من سنوات لاقناع النقابة بأن "الميتال مش حرام" وأن الموضوع فى الكلام الذى تغنيه الفرق ليس فى الموسيقى ككل، ونحن نطرح قضايا كثيرة فى أغانينا وحفلاتنا لا علاقة لها بالدين أصلا كالحب والخير والشر والخوف والنجاح والفشل وغيرها من الموضوعات البعيدة عن الإثارة والجدل. وعندما سألناه عن سبب عدم اقدامهم على تعريب تلك الموسيقى كما حدث مع "الراب" و"الروك" قال: نحن لا نعزف تلك الموسيقى لهدف تجارى مثل الأغانى التى تم تعريبها فى الراب وإنما نعزف هذا النوع للهواة الذين يريدون أن يسمعوه هكذا كما هو دون أى تعديل فهو هواية ليست تجارة أو احتراف وفى النهاية نحن لا نريد أن نغير من شكلنا. والمطلوب أن نسمع هذه الموسيقى أولا ونعرف كلماتها قبل أن نُتهم باتهامات باطلة، فليس كل الميتال سيء السمعة وليس كل الميتال حرام فهو فى النهاية نوع من أنواع الموسيقى والمهم ألا تكون الكلمات مسيئة وهو ما نحاول أن نقوم به. وهناك بالفعل ألبوم نجهز له منذ عشر سنوات فى طريقه ليرى النور قريبا. واختتم إيهاب حديثه قائلا: ليس كل مشاعر غاضبة أو حزينة في بعض أنواع الميتال لها علاقة بالشر والشيطان فالإنسان يملك هذا المشاعر ويعبر عنها بطريقته الخاصة فهناك من يرسم مشاعره وهناك من يكتبها فى شكل قصائد وأشعار، ومنهم من يحولها لقصة ومنهم من يكبتها ومنهم من يغني هذه المشاعر وهذا هو الميتال كسائر أنواع الموسيقى .. وسبب ظن الناس بأنها موسيقى لعبدة الشياطين أن هناك بعض الفرق التي روجت لهذا الشيء وأخذت الفكرة السيئة عن الميتال بسبب هذه الفرق لكنه فى النهاية نوع من أنواع الموسيقى برغم الانتقادات لكنه موجود وله محبون ومستمعون فى كل مكان.