"الخداع الأكبر" هو عنوان فيلم وثائقى أمريكى يبحث عن الدور الخفى للولايات المتحدةالأمريكية فى خريف الغضب العربى، حيث يتناول الفيلم بعض الصفقات والعلاقات المشبوهة التى ربطت جمعيات نشر الديمقراطية فى مصر بجهات التمويل الأمريكية واستثمارات وزارات الطاقة والخارجية والدفاع والمخابرات الأمريكية فى مجال التحول السياسى المدنى فى الشرق الأوسط. الفيلم يؤكد أن أمريكا تنفق سنويا ما يقرب من مليار دولار لإتمام عمليات التحول، ويرصد علاقة بعض رموز العمل السياسى فى مصر بأمريكا منهم عمرو حمزواى، الذى يعمل لدى مؤسسة كارنيجى الأمريكية، ومحمد البرادعى الذى تربطه صلات وثيقة بكبار الشخصيات فى أمريكا، هذا الفيلم يسعى للنفاذ إلى الثورات العربية وخصوصا الثورة المصرية عبر طريقين وهما التمويل والتدريب، أى تمويل المنظمات للمساهمة فى تدريب الشباب على التغيير. وبخلاف التمويل الأمريكى، وأكاذيب الدور الخفى للولايات المتحدة، فقد تردد كلام كثير حول التدريبات التى تلقتها بعض الحركات السياسية فى الخارج لإحداث التغيير فى مصر، والبعض رأى أن التغيير فى مصر تم على الطريقة الأمريكية أو الأوروبية أو الصربية تحديدا، لكن الواقع ربما يثبت عكس هذه الرؤية، وإن كنا لا يمكن أن ننكر أن هناك تدريبات بالفعل تمت على كيفية إحداث التغيير، ولكن ليس على الطريقة الأمريكية أو الصربية، وإنما على الطريقة المصرية وهذه هى المفاجأة، وما تم كان مجرد استلهام للخبرات التى عاشتها بعض الدول التى تحولت من النظام الديكتاتورى إلى النظام الديمقراطى عبر الوسائل السلمية، وكان على رأس المؤسسات الدولية التى ساهمت فى تدريب الشباب المصري على التغيير السلمى، هى أكاديمية "التغيير" التى نشأت فى لندن، وقامت بنشر أفكارها طوال السنوات الماضية ولكن من أسسها فى الأصل مصريون، وأن الدور الذى قامت به صربيا فى تدريب بعض الشباب كان محدودا للغاية مقارنة بما قامت به هذه الأكاديمية. يقول المهندس وائل عادل، مدير القسم الإعلامى بإكاديمية التغيير: فى البداية كلنا كنا متفقين على أهمية التغيير، ورفض التوريث، وكنا نحلم أيضا بأن تقوم فى مصر تجربة ديمقراطية وعدالة اجتماعية، وكانت هذه الإرهاصات موجودة خصوصا مع بداية الألفية الجديدة، ولكن السؤال الملح هو، ما هو الطريق لهذا التغيير وبشكل سلمى؟ ومن هنا بدأنا نفكر فى إنشاء أول مؤسسة تعمل على نشر أفكار التغيير بالوسائل السلمية منذ عام 2004، وبدأنا نهتم بهذا العلم "علم التغيير" فقرأنا وتابعنا خبرات وتجارب عديدة فى بلدان كثيرة فوجدنا أن الزعيم الهندى غاندى كان من أوائل من استخدموا المقاومة السلمية فى تحرير الهند من الاستعمار أيضا كانت هناك نماذج أخرى مثل مارتن لوثر كنج محرر السود فى أمريكا وهنرى ديفيد ثم جاء جيم شارب وهو مفكر أمريكى ووضع قواعد جديدة فى هذا العلم فبدأنا نقرأ ونكتب ونؤلف فأصدرنا إلى الآن عدة كتب للتدريب على المقاومة والعصيان منها مثلا "الدروع الواقية من الخوف" و"أسلحة حرب اللاعنف" و"خارطة العمليات والتكتيكات" وغيرها مما هو تحت الطبع هذا إلى جانب سلسلة كبيرة من المحاضرات والأفلام والكورسات حول الصراع المدنى السياسى وتدريبات حول كيفية التعامل مع القنابل المسيلة للدموع وعساكر الأمن المركزى، وكان أول احتكاك لنا مع حركة كفاية ففى عام 2005 قمنا بتدريب رموز هذه الحركة على العصيان المدنى، وكان من ضمن من تلقوا هذه الأفكار جورج إسحق وعدد من قيادات كفاية، أيضا ساهمنا بشكل كبير فى نقل هذه الأفكار لقطاع كبير من الشباب كان على رأسهم أسماء محفوظ وأحمد ماهر فى حركة 6 إبريل، وغيرهم من الشباب الذين ساهموا بدورهم فى نقل هذه الأفكار. وحول طبيعة التدريب يقول المهندس وائل: هناك تدريب أون لاين وهناك تدريب مباشر، ولكن ليس بالصورة التقليدية التى يعتقدها البعض، وإنما تقوم فكرة التدريب على تبادل الخبرات ومعرفة الوسائل السلمية، ولا يتم هذا التدريب بشكل ميدانى فى معسكرات مثلا، أما ما يتردد حول دور صربيا فى التدريب فكان دورا محدودا جدا، وأما نحن فقد طرحنا كل أفكارنا على موقعنا الإلكترونى، ويستطيع أى شخص أن يدخل ويقرأ ويتعلم بلا أى مجهود، كما أن نشاطنا متواصل فى العديد من الدول العربية لمواصلة عملية التحول الديمقراطى بها.