9 بطولات دوري و7 بطولات كأس مصر و6 بطولات أفريقية للأندية مع النادى الأهلي ، 4 بطولات أمم أفريقية و الاشتراك في كأس العالم 1990 واللعب في بطولة القارات مرتين والفوز ببطولة العرب للمنتخبات مرة مع منتخب مصر .. كل ذلك ليست إنجازات مدرب أو لاعب.. ولكن هذا ما حققه سمير عدلي أول وأقدم مدير إداري في مصر.. هو يؤكد أنه شريك أساسي في تاريخ اتحاد الكرة المصري.. مما أهله للحصول على لقب أبو الكرة المصرية أو برنس الكرة.. وفي هذا الحوار يحدثنا عن مشواره والأجيال التي عاصرها.. ووجهة نظره في الجيل الحالي.. ورأيه في الكرة المصرية بشكل عام خاصة وأنه الوحيد الذى استمر بالمنتخب من الجهاز الفنى والإداري الذى عمل مع حسن شحاتة . معروف أنك أقدم إداري في كرة القدم المصرية.. فحدثنا في البداية عن مشوارك ؟! لست أقدم إداري فقط، فأنا أول مدير إداري في مصر، وبدأت عام 1976 في النادي الأهلي ، كمسئول علاقات عامة وإداري في جهاز الكرة، وبعدها مدير العلاقات العامة حتى 1988، وخلال هذه الفترة حصلت مع الفريق على الكثير من البطولات فحوالي تسع بطولات دوري و وسبعة كأس مصر، كما حصلت على ست بطولات أفريقية، فحصلنا على أول بطولة أبطال الدوري أمام كوتوكو سنة 1982، وحصلنا على بطولات أفريقية أخرى سنة 1985 و1986 و1987 و1988.
وماذا عن المنتخب؟ في ذلك الوقت كان فيه مشاكل في اتحاد الكرة ولا توجد مباريات فكانوا يقيموا مباراة الفريق الأحمر أمام الفريق الأزرق في مباريات ودية أو المنتخب مع وجه بحري أو قبلي، وبدأ الناس تكتب عن واحد اسمه سمير عدلي، وخصوصا إبراهيم حجازي وحسن المستكاوي وبدأ الإعلام يهتم، وفي عام 1988 انتقلت من الأهلي لاتحاد الكرة، وبدأت أسطر تاريخ آخر مع المنتخب، وكانت البداية مع الاستعداد لكأس العالم 1990 في ثاني مشاركة مصرية في المونديال، فكنت أول مدير كرة في منتخب مصر، وبعدها لعبنا كأس الأمم الأفريقية ، وفي كل الفترة الماضية حصلت على البطولة العربية في سوريا مع الجوهري، ثم بطولة أمم أفريقيا 1998، و2006 و2008 و2010، وحصلت على وسام الجمهورية ثلاث مرات مع الأهلي وأربع مرات مع المنتخب و2007 أخذنا البطولة العربية في مصر، كما يشرفني أني شاركت مرتين في كأس القارات في 1998 في المكسيك، و2009 في جنوب أفريقيا، ومن 2002 تم تعييني في الكاف مراقب ومنسق مباريات، ومن 2004 تم تعييني محاضر دولي في الكاف.
البعض يؤكد أنك أبو الكرة في مصر وليس سمير زاهر.. فما رأيك في ذلك؟ أحب أكثر لقب برنس الإدارة في مصر، فقد حصلت أيضا على لقب أحسن إداري في مصر 14 مرة، كما أن كل تاريخ اتحاد الكرة وإنجازاته أنا موجود فيه ومشارك فيه مشاركة قوية.
ولكن ما السر في البقاء عليك في منصب كل هذه الفترة الطويلة ؟! لأني بحب شغلي جدا، ولا أنكر أن الموضوع كله سهل، ولكن أنا علاقاتي قوية بجانب حب الناس هو السبب في النجاح فأنا بحب شغلي لأني كرة القدم جدا، وليس لدي أي هواية أخرى غيرها، كما أني عملت مع سبع وزراء شباب ومنهم عبد المنعم عمارة والبلتاجي والفقي وحسن صقر وغيرهم، وفي نفس الوقت عملت مع 13 جهاز فني و9 اتحادات، فالحمد لله تعاملت مع جهات كثيرة مختلفة، والحمد لله إن ربنا موفقني بالفرص التي جاءتني كمدير إداري في منتخب مصر وبعدها مدير منتخب، فأنا محظوظ أني الحمد لله أكثر واحد شارك في كل البطولات في الاتحاد والأهلي، وكل ذلك أعطاني ثقة في التعامل مع أي جهة ومع كل المطارات والوزراء والأندية ومع اللاعبين لأني عاصرت كل الأجيال خلال فترة أكثر من 30 سنة.
نعرف أنك في الأساس مهندس.. فماذا عن هذه المهنة؟ أنا فعلا مهندس ديكور، وعندي معرض مصنع، وهذا عملي الأساسي حتى الآن، ولكن لأني أحب كرة القدم عملت في الأهلي والمنتخب.
بالتأكيد أي مشوار طويل بيكون فيه صدف غريبة.. فما هي الصدف التي قابلتها ؟! ومن الصدف أن لاعباً مثل شوبير كان لاعباً معي في الأهلي وبعدها في منتخب مصر وأنا كنت مديراً عليه ثم أصبح هو نائب رئيس اتحاد الكرة، ونفس الشئ بالنسبة لمجدي عبد الغني وأيمن يونس، فهناك لاعبون كانوا معي وطالعين من تحت يدي ودارت الأيام وأصبحوا يتولون مراكز في اتحاد الكرة، ولكن لأني أعامل الناس بشكل محترم ولا أفرق بين الأندية وفصلت بين كوني تربيت في الأهلي وبين عملي في الاتحاد، فأعامل الكل بمساواة وأتعامل مع كل اللاعبين سواسية ، بجانب أن هذه الفترة عملت لي علاقات قوية بكل الاتحادات العربية والأوروبية .
ألم تفكر في منصب آخر حتى ولو في مجلس الإدارة؟ لا طبعا، لأني لو كنت في مجلس الإدارة لن أعمل، فأنا بحب أشتغل بنفسي، وأذهب بنفسي لكل كبيرة وصغيرة، ولا أترك القلم من يدي فالقلم والورقة صديقي وجنبي في كل مكان وعلى طول بكتب رغم التكنولوجيا ، وأنا أول واحد أعمل أرشيف للمباريات واللاعبين، وأصبح لدي أرشيف كامل لكل ما يخص كرة القدم في مصر منذ عملي مع المنتخب.، وعلى الرغم من كل هذا المشوار إلا أني أعتبر نفسي في بداية الطريق، وعمري ما فكرت أني وصلت للنهاية، وكل يوم أتعلم ولازم استفيد من كل ما حولي، فكل ورش العمل في الاتحاد الأفريقي أو الدولي أخذت شهاداتها كمستمع ومحاضر، بجانب أني حضرت دورات دولية ودية ومباريات كبيرة ودية وهذا يعطيني خبرة كبيرة في حل المشاكل أيضا ، فكل هذه الأشياء تصقلني، فأنا محظوظ أني عاهدت كل هذه الأشياء. لو قرأت لنا هذا الأرشيف.. فما هو أفضل جيل عاصرته؟ الأجيال تختلف عن بعضها طبعا، فمثلا جيل 1990 كان فيه أشرف قاسم وشوبير وهشام يكن وحسام حسن وغيرهم، وكانت عندنا روح عالية ولم يكن هناك إمكانيات، ولكن الأجيال الآن مختلفة، ووجود الاحتراف والفلوس غير الأمور كلها، وأصبح هناك انفتاح والدنيا تغيرت، وحتى الكرة تطورت في أفريقيا، وأوروبا أصبحت تأخذ لاعبين كثيرين من أفريقيا، ونحن أيضا بدأ يكون لنا اسم ، وأصبح لدينا محترفون بالخارج.
ولكن هل ترى أن وضعنا جيد على خريطة الكرة العالمية الآن؟ للأسف نحن لا نستغل إمكانياتنا الموجودة حاليا وكوننا أبطال أفريقيا، فلازم يكون لنا وضع أفضل، ونكون موجودين أكثر، ولكن هذه مشكلة لأن الاحتراف قليل في مصر، والناس ليست متفرغة لذلك، وكان ممكن نشتغل على الأحداث التي حدثت لنا بشكل أفضل، وأنا صعبان علي هذا، لأن لو دولة حصلت على بطولة صغيرة تستغلها وتستثمرها صح، ولكننا لم نستثمر حصولنا على بطولة أفريقيا ثلاث مرات ولم نستغل ذلك.
البعض يطالب أبو تريكة بالاعتزال.. فما رأيك في ذلك؟ عندما يشعر أبو تريكة أنه غير قادر على العطاء سيعتزل، ولن نستطيع أن نقول له اعتزل، فالقرار بيده، ولا ننسي أنه أعطي لمصر الكثير، ويعلم ما يفعله، فهو لاعب موهوب جدير بالاحترام.
وماذا عن شيكابالا والذي يؤكد الجميع أنه يتهرب من الانضمام للمنتخب؟ يجب ألا نمسك لبعض على الواحدة، ولازم يبقي فيه سهولة في الحياة، ولو اللاعب أخطأ يجب أن نصحح له خطأه ولازم نعقله ونعلمه، ولكن لن نقتله، فهو لاعب موهوب أيضا.
كنت موجود في كأس العالم 1990.. فمتى تتأهل مصر مرة أخرى للمونديال؟ عندي أمل كبير جدا أننا بإذن الله سنتأهل لمونديال 2014، وبالجيل الحالي والذي لديه كل الإمكانيات التي تؤهله لذلك، وأصبح لدينا مزيج من الخبرة والشباب، وهذا مهم بشرط توافر الاستقرار والحب بين الناس، ولو لم يكن هناك الحب فلن نتأهل ولو بعد 100 سنة.
بعيدا عن الأجيال.. من هو أفضل لاعب تعاملت معه؟ هاني رمزي طبعا، فهو رجل محترف في تعامله مع زملائه وأجهزته والناس، فهو طول عمره في أوروبا وعاش بالخارج فترة طويلة وناجحة، في حين أن كل اللاعبين الذين احترفوا لم يطولوا في الملاعب ولم يستمروا كثيرا بالخارج.
لو تحدثنا عن المدربين.. فالبعض يقارن بين حسن شحاتة والجوهري بالتحديد.. فمن وجهة نظرك من هو أفضل مدرب عاصرته؟ هذه مسألة صعبة جدا، وليست سرا، ولكن أنا تعاملت مع مدارس مختلفة جدا فعملت مع حسن شحاتة وحققت معه بطولات والجوهري حققت معه بطولات ووصلت معه المونديال، وعملت مع فايتسا الألماني في الأهلي والمنتخب وهو مدرسة مختلفة ومع طه إسماعيل في الأهلي والمنتخب وهو مدرسة أخرى، وعملت مع كرول الهولندي ورافاديسكو الروماني وراوتر الهولندي وتارديللي الإيطالي ، فالفكر والنظام والطريقة والتكتيك والمعاملة كله مختلف، وهذا من حظي لأنه أعطاني إمكانيات وخبرة جيدة، حتى لو تحدثت عن اتحادات الكرة فهناك اختلاف أيضا، لأني عملت مع صلاح حسب الله و الجويني وفاروق أبو العز وزاهر والدهشوري ومحمد السياجي وعبده صالح الوحش، فكما قلت ثلاث أربع تاريخ الاتحاد معي.
وهل فعلا اللاعب المصري لا ينفع معه إلا المدرب الأجنبي وخصوصا في الأندية؟ صدقوني لا يعلو أحد على المدرب الوطني، فإذا توفرت عوامل النجاح والأسلوب له ينجح أحسن من الأجنبي، فالمدرب الأجنبي ينجح مع الأندية لأنه يتم توفير لبن العصفور له، ولو حدث هذا مع المدرب الوطني سينجح، ولكن مشكلتنا أننا نلبي كل طلبات الخواجة ولكن الوطني نقول له عدي علينا بكرة. هل الإدارة الكروية تغيرت الآن عن زمان؟ طبعا لأنه أصبح هناك احتراف في الإدارة، ولكن زمان كانت عادية وبقي فيه نظام مباريات وتواريخ للمباريات والتوقف وبقي فيه نظام ولوائح فالاحتراف في كل حاجة موجود الآن.
وما هي المشكلات التي تواجهك في عملك والتي تراها موجودة في الكرة المصرية بشكل عام؟ المشكلات تتمثل في الجهات التي بها ناس لا تريد أن تعمل، وإن الوقت دائما ضيق، مفيس حد فاضي ودائما في مصر نتصرف في آخر دقيقة وليس لدينا تخطيط للأمام، ولا يوجد استقرار، وهناك دائما مفاجآت وتغيير برامج، واتحاد يأتي وآخر يرحل، فيجب أن يكون هناك سياسة للأمام، ولكن مشكلتنا في مصر إننا نحل مشاكلنا يوم بيومه بلا سياسة محددة.
وما هي طموحات سمير عدلي بعد كل هذا المشوار؟ حلمي أن نوصل لكأس العالم، وبعدها سأكتفي بذلك، لأني تعبت جدا ولازم أسلم الراية لغيري، وحاليا فيه دعم كبير من الدولة للمنتخب، ونفسي يستمر هذا الدعم حتى نحقق حلمنا جميعا.