المعتصمون المضربون عن الطعام مازالت أزمتهم قائمة بميدان التحرير قائمة، فقد عاد 47 معتصما بميدان التحرير إلى الإضراب عن الطعام بعد تعليق الإضراب ليوم واحد ، فى انتظار استجابة المجلس العسكرى لمطالبهم . فالاضراب عن الطعام هو امتناع الإنسان عن تناول الطعام بقصد الضغط لتحقيق مطالبه أو للفت الانتباه لقضية ما، وقد يشمل الإضراب الامتناع عن شرب الماء أو غيره من السوائل التي يحتاج إليها جسم الإنسان.. ولكن يبق السؤال : ما هي أكبر مدة يستطيع فيها الإنسان الإمتناع عن الطعام؟ الأستاذ الدكتور أشرف عبدالعزيز أستاذ التغذية ووكيل كلية الغقتصاد المنزلي والدراسات والبحوث بجامعة حلوان، يقول، أكبر مدة يظل الإنسان فيها ممتنعا عن الطعام تعتمد على حالة الشخص نفسه، فالشخص البدين، لديه قدره كبيره على الامتناع عن الطعام، لأنه يحرق من الطاقة الموجودة في جسمه، فيبدأ وزنه يقل تدريجيا، وعندما يحرق كل الدهون الموجودة في جسمه، يبدأ في حرق الأنسجة، وبعدها يحدث تطور سيء في حالته الصحية، لأن هذا يؤثر تدريجيا على وظائف الكلى، وفي حالة الشخص النحيف فإن تأثره يكون أكبر وأسرع ولا يستطيع أن يصمد لفترة زمنية طويلة. وأضاف الدكتور أشرف عبد العزيز أن الإنسان يمكنه تحمل الجوع ولكن لا يمكنه تحمل العطش ليوم أو إثنين، كما أن الغضراب عن الطعام تكون له مضاعفات أخرى غير تاثر وظائف الكلى أبرزها تأثر خلايا المخ لأن الجلوكوز الذي يصل إليها في صورة كربوهيدرات لن يصل، وبالتالي فلن يعمل المخ، كما أن الإضراب عن الطعام يؤدي إلى إصابة المضرب بالأنيميا. وأكد الدكتور اشرف عبد العزيز إلى أن أي شخص لا يمكنه أن يضرب عن الطعام والشراب نهائيا لأكثر من 4 أيام وبعدها ستتضاعف حالته بشكل سيء، وقد يؤدي هذا إلى الوفاة، كما أن الأشخاص المصابين بأي أمراض لا يمكنهم تحمل أي إضراب عن الطعام، ويكونوا أكثر عرضه لتدهور حالتهم الصحية. ويقول الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: لا يجوز للإنسان شرعا أن يضرب عن الطعام، لقوله تعالي (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، وقوله ايضا (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، فالإضراب ليس حلا، لأنه يعرض النفس البشرية للهلاك، وهذا يعد من الانتحار، ويحق للإنسان أن يعبر عن رأيه بأي صورة كانت لكن الإضراب عن الطعام يؤدي بالنفس للتهلكة، وعدم المحافظة عليها، والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحافظ على أنفسنا وعدم تعريضها للضياع.