تدهورت الحالة الصحية للدكتور درويش أحمد إسماعيل، مدير إدارة المستشفيات بمحافظة الشرقية ، بسبب إضرابه عن الطعام لليوم الثالث على التوالى داخل مستشفى منيا القمح .. ولليوم الرابع دخل الزميل الصحفي أحمد عطوان الإضراب عن الطعام ويعاني حاليا من حالة إعياء شديدة . ما سبق هو نص خبرين فى يوم واحد عن حالتي اضراب عن الطعام ، بصرف النظر عن الأسباب لكن الملاحظ أن حالات الاضراب عن الطعام زادت بشكل لافت للنظر فى مصر ، والعجيب ان اضرابنا عن الطعام مختلف تماما عن اضراب الناس فى الدول الاوروبية ، ففى حالات اضراب عندنا استمرت40 يوماً والمواطن عايش وبصحة جيدة .. طيب إزاي ؟! . فالاضراب عن الطعام هو امتناع الإنسان عن تناول الطعام بقصد الضغط على من يضايقه أو للفت الانتباه لمطالب ما ، والإضراب يشمل أيضا الامتناع عن شرب الماء أو غيره من السوائل التي يحتاج إليها جسم الإنسان .. وكذلك الامتناع عن تناول العلاج .. وأحياناً الكلام . وزمان عندما ظهر الاضراب عن الطعام فى مصر كان عادة يقع من الأبناء للضغط على الآباء من أجل تحقيق هدف مادي أو عاطفي أو اجتماعي .. ثم تطور الوضع فانتشر الاضراب بين أوساط الزوجات حتى يتحقق لهن من أزواجهن ما يريدون ، ثم ظهر اضراب السجناء عن الطعام من اجل تحسين ظروف حبسهم أو الإفراج عنهم ، ومن هنا بدأت مدة الاضراب تستمر فترة طويلة. لكن أصلا أول اضراب عن الطعام معروف كان إسلامياً .. فأول سيدة اضربت كانت أم سيدنا سعد بن أبى وقاص عندما طلبت منه أن يترك الإسلام وإلا فلن تأكل أو تشرب حتى الموت والناس تعايره بأنه قتل أمه .. وفعلا استمرت من غير أكل يوم وليلة ولما يأست وتاكدت أن سعد ثابت على موقفه أكلت ، فكيف يستطيع بعض المصريين الصمود بالأربعين والخمسة وأربعين يوماً من غير أكل وشرب ؟! ولذلك تحدثنا مع الدكتورة إيمان كامل استشارى التغذية والتى قالت عن الاضراب: الانسان الطبيعى غير المصاب باى امراض مزمنة يستطيع الصمود من غير طعام ما بين ثلاثة أيام و30 يوما .. لكن هذا الاضراب يكون عن الطعام فقط وليس امتناعا عن الشرب لان جسم الانسان لا يستطيع الحرمان من الماء يوماً كاملاً ، ولذلك فان الاضراب عندنا فى مصر طويل المدى يلزمه التعويض عن قلة الطعام بشرب لبن وعصائر فاكهة وشاى محلى بسكر زيادة لضبط ضغط الدم .. ولذلك يختلف اضربنا عن اى دولة اخرى لان هذه المشروبات فى حد ذاتها تغذية . وتضيف دكتور ايمان ان الاضراب الحقيقى لا يمكن ان يستمر اكثر من 10 ايام على ان يكون الاضراب طعاما فقط وذلك لان صمود المضربين مرتبط فى الاساس بالمخزون الاستراتيجى للغذاء لديهم .. فالجسم فى حاجة يومية للغذاء لان به ملايين الانسجة والخلايا تموت يوميا وتتجدد مكانها انسجة اخرى ، وبالتالى يتعرض أي شخص يضرب عن الطعام إلى نقص سكر فى الدم ويصاب بدوار وزيادة فى ضربات القلب وفتور وقد يؤدى ذلك إلى الوفاة ، ولذلك فان المستشفيات عند نقل المضرب اليها بعد حوالى 3 ايام من الاضراب يبدأ الاطباء باسعافه من خلال حقنه بسوائل مغذية .. وبالتالى يبعد عن الخطر وممكن يكمل اضرابه عادى جدا .