الكثيرون كانوا يتخيلوا أن هذا الصيف سيشهد حالة من عدم الإقبال على المدن الساحلية بسبب حالة الانفلات الأمني التي عاشتها مصر أثناء وما بعد الثورة ، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك تماما بعدما قمنا بعمل زيارة سريعة إلى مدينة جمصة . فقد لاحظنا أن المصطافين هناك يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، بل وأننا نستطيع أن نقول أن الصيف قد بدأ مبكرا هذا العام.. وبمجرد دخولك المدينة سوف تلاحظ أن عمال مجلس المدينة منتشرين في كل مكان سواء لإصلاح أعطال الكهرباء في الإنارات العامة للشواطئ والشوارع وآخرون يقومون بدهان الحوائط العامة وأعمدة النور في كل مكان، وآخرون ينظفون الشوارع، فالمشهد العام يوحي بالاستعدادات لاستقبال موسم الصيف.. محمد سنوسي-أحد عمال مجلس المدينة-يقول: نقوم كل عام في هذا التوقيت تقريبا بأعمال الترميم للمنشآت الخدمية التي لا غنى عنها في موسم الصيف من توصيل المياه العذبة للشواطئ وتغيير اللمبات التي لا تعمل بامتداد الكورنيش وتنظيفه خصوصا أنه يظل طوال فترة الشتاء خالي من المصطافين، كما نقوم بعمل بعض الدهانات التي تحافظ على المظهر الجمالي بمنطقة الكورنيش، وهي الأعمال التي اقتربنا من الانتهاء منها خلال أيام قليلة. من ناحية أخرى تجد أن الباعة الجائلين بدءوا النزول من الآن وذلك لتلبية احتياجات المصطافين على الشاطئ من أغذية ومشروبات وحلوى وغيرها.. فيقول سيد صيام-بائع نظارات شمسية-: الحقيقة كنا نخشى من هذا الموسم من البداية حيث أن رمضان سيأتي هذه العام في شهر أغسطس مما سيتسبب في قصر الموسم، أما بعد أحداث الثورة فتوقعنا أنه لن يأتي أحد إلى جمصة، ولكن الحمد لله هذا لم يحدث ولكن نستطيع أن نقول أن الموسم هذا العام بدأ مبكرا عن المعتاد. أما بالنسبة للمصطافين فيقول علي صديق-محاسب قانوني من القاهرة-: الحقيقة أننا كنا نخشى مثل كل الناس من فكرة المصيف هذا العام، وبما أنني أعتدت أن أذهب مع زوجتي وأبنائي إلى المصيف فجاءت لنا فكرة أن نذهب بطريقة مصيف اليوم الواحد، وحينما وجدنا أن المسألة آمنة تماما هنا في جمصة، فعدنا مرة أخرى لقضاء أسبوع كامل بالمدينة، ونحن لا نعلم إن كان الوضع هكذا في المدن الأخرى ولكن الحقيقة الوضع الحالي في جمصة آمن جدا .