يمكننا أن نطلق عليه لقب "فنان بدرجة سياسي"، عارض النظام السابق في وقت لم يكن أحد يتخيل رحيله، وبشر بثورة للجياع والعشوائيات في وقت تخيل فيه الجميع أن الوضع الأمني مستتب . رغم ذلك يؤكد أن النظام السابق لم يؤذيه أو يحاربه، بل بالعكس كان إذا ذهب لوزير يريد منه "خدمة" كان يقضيها له، خالد يوسف يرى أن هناك انفصالا بين الجمهور والنخبة المنشغلة بالتطاحن في حول المصالح الشخصية، كما له رأي خاص في ركوب الإخوان القطار من السبنسة، تفاصيل أكثر في السطور القادمة.. كان لك موقف واضح من النظام السابق عبرت عنه بوضوح في أفلامك، هل كنت تتعرض لمضايقات؟ أشهد شهادة حق، هذا النظام أقصى مضايقة كان يفعلها هي تعدد الرقابات التي أذهب لها والمجهود الذي أفعله حتى يظهر الفيلم للنور، لكنه لم يضايقني في أي شيء، كان يراقب تليفوناتي؟؟ هذا تأكدت منه بعد سقوط أمن الدولة، وهذا كان أقصى ما يفعله، لكنه لم يضايقني في رزقي ، لم يعتقلني غير مرة واحدة أيام الجامعة، لكن بعدما عملت في الفن لم يضايقني نهائيا، أنا أستطيع أن أدعي البطولة الآن، والكل سيصدقني، هو لم يضايقني في شيء، بل لو كنت أريد أن أوظف واحد غلبان أو له مظلمه كنت اذهب للوزير فيستجيب لطلبي. ما هو أكثر تيار تخشى منه في الفترة المقبلة؟ لا اخشى من أي تيار، حتى تيارات المتشددين، سواء المتأسلمة أو الإخوانية أو السلفية أو الجهادية وكل الناس الذين عندهم وجهة نظر معادية للفنون، لا أخشى لأني أتصور أن ثقافة المصري وإرثه الحضاري تقوم على الدين والفن، فلا يستطيع أحد أن يجبر هذا الشعب على عداء الدين أو الفن، لأن وجدانه متدين ووجدانه فنان، وأصل حضارته قائمة على التوحيد والفن، وبالتالي فأيا من سيأتي ويخرف ويقول " لما هنمسك هنلغي الفنون" لن يستطيع لأن الشعب المصري هو الذي سيحكم، لن يأتي تيار ليغسل دماغ الشعب المصري ونفي حضارته. كيف قرأت الخبر المتعلق بسينما الإخوان؟ بكل ترحاب، لأن أي تيار من حقه أن يعبر عن نفسه بكل وسائل التعبير المتاحة، والأمر سيتوقف على إنتاجهم، هل سيقبل عليه الناس؟ من الممكن أن يقدموا فيلما لا يراه إلا اعضاء الجماعة، ومن الممكن أن يقدموا فيلماً يراه كل الناس، على حسب القيمة الفنية لهذا الفيلم. ألا ترى أن هناك انفصالا بين النخبة والجمهور في مصر وتجلى ذلك واضحا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية؟ نعم هناك فجوة ضخمة، ولكني مؤمن دائما بالوعي الجمعي لهذه الأمة، لو كانوا شعروا بأن هذا الاستفتاء سيقودنا للوراء كانوا سيرفضون التعديلات، هم انحازوا للأختيار الذي قد يصيب أو يخطئ، لكن هذا الأختيار لن يرجعنا إلى الوراء، أنا عندي ثقة تامة في وعي الشعب المصري، ولذلك فبرغم من إنني ممن قالوا "لآ" إلا أنني اثق في وعي الناس، وليس صحيحا أن الإخوان هم من قادوا وروجوا لفكرة أن الاستفتاء على المادة الثانية من الدستور، أنا أقول أن الشعب المصري كان يتحرك في القطار الذي يقول "نعم" فركب الإخوان من السبنسة وخرجوا من الشرفات يلوحوا بأعلامهم مع "نعم" فبدا في المشهد أن الإخوان هم من يقودوا هذا القطار، لكن الحقيقة أن الشعب المصري كان قد تحرك بالقطار بالفعل. هل ننتظر ثورة للجياع كما بشرت لذلك في أفلامك؟ لا أبدا، أنا كنت أبشر بثورة للجياع في 2013 وكنت أرى أنه لو استمرت الأمور بدون ثورة شعبية من الطبقة الوسطى ستحدث ثورة جياع في 2013، وقدمت في "هي فوضى" النموذج الأول للثورة الشعبية التي كانت نموذج مصغر لثورة 25 يناير، فأنا كنت أقول أنه إذا لم تحدث هذه الثورة وتغلب النظام وأتى بجمال مبارك 2011 ، سنة 2013 على الأكثر ثورة جياع. ولكن هؤلاء لم يتكلموا بعد ؟! هم لم يدلوا بدلوهم بعد، هم في مصر مازالوا ناراً تحت الرماد، ولكن لأن الثورة حدثت وتغيرت الأحوال ونحن في طريقنا للعدالة الاجتماعية، فأعتقد أنه لم يعد هناك مجال للحديث عن ثورة الجياع، ستخمد هذه النار. مما تخاف على الثورة؟ لا أحد، متفائل برغم كل العقبات وارتباك النخبة والتطاحن حول المصالح الشخصية وأنه لا يوجد شخص يقول في آخر كلمة عدلة ، أنا أرى أن كل هذه الأمور طبيعية في مرحلة ما بعد الثورة.