أجرت الاعلامية منى الشاذلى من خلال برنامجها " العاشرة مساء " حواراً شاملاً مع الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية .. وذلك فى أول ظهور إعلامى له بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية . فى البداية أكد الدكتور البرادعى إن أكثر الانتقادات التى تعرض له وضايقته كانت تخص التدخل فى حياته الشخصية ونشر صور ومعلومات مغلوطة عن عائلته .. أما غير ذلك فهو لم ولن يهتم لأن تغيير الصورة النمطية التى وضعه فيها النظام سيأخذ وقتاً ويقوم به بعض الشباب لتوضيح الموقف ، وقال البرادعي إن همه ليس أن يصبح رئيسا للجمهورية ولكن هدفه هو بناء مصر ولذلك لن يدافع عن نفسه ضد أى هجوم , وتطرق للحديث عما تعرض في يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية وقال " كانت حادثة منظمة من اشخاص محترفة .. ولكن للاسف لن يتم التحقيق فى الواقعة بجدية ولكن الحافظ هو الله " ونفى ما تردد عن تفكيره في الانسحاب من ترشيحه لرئاسة الجمهورية بعد هذه الواقعة .. ونفى أيضا ما قيل بخصوص أن اختياره للجنة التصويت كان غير موفق سياسياً وقال إنه قرر الذهاب إلى منطقة المقطم لأن شقيقة زوجة أخيه لديها نشاط خيرى فى هذه المنطقة .. كما إنه أحب أن يكون مع الشعب المصرى البسيط ولم يفضل أن يذهب للتصويت فى الزمالك أو مصر الجديدة . وعرضت منى الشاذلى تقريراً ظهرت فيه سيدة رفضت وجود البرادعى فى مصر .. فوصفها البرادعى بالكومبارس التى استاجرها النظام السابق لتشويه سمعته وقال إن مثل هذه النماذج لا تعنيه أو تشغل باله ، ثم تطرق إلى برنامجه الانتخابى الذى اسماه " برنامج نهضة مصر" وهو يقوم على الخبرة والرؤية والضمير ، حيث سيهتم بالصناعة والتى من المفترض أن تلتهم البطالة .. وتكون هذه الصناعة قائمة على التكنولوجيا ، ومعنى ذلك الاهتمام بالتعليم الذى لا ينفق عليه بالقدر الكافى بالرغم من انه مجانى ، وايضا الصحة مهملة .. وكل هذه الاشياء أساسية فى مصر ولكن لا ينفق عليها ، وأيضا الزراعة التى أهدرت فيها محاصيل مهمة ..مثلاً تم اهدار 55% من محصول الطماطم رغم أن مصر ثالث أكبر دولة منتجة لها , أما بالنسبة للسياحة فنحن أرخص رابع دولة فى تكاليف السياحة وهذا إهدار وسوء إدارة ورؤية ..أيضا قناة السويس – حسب برنامجه الانتخابي - يمكن ان تقوم عليها صناعات تخزين وشحن وتفريغ وصناعات ملاحية .. وبالتالى نستطيع ان نستفيد منها أكثر ، أما بخصوص الرى فالعالم كله يستخدم الرى بالرش ونحن منذ الفراعنة نستخدم الرى بالغمر بالرغم من وجود مشكلة فى المياه . وعن إمكانية تطبيق هذا البرنامج على أرض الواقع قال البرادعى : لابد أن يزيد دخل الدولة حتى تتحول النظريات إلى التطبيق .. وهذا يمكن أن يحدث من خلال جذب الاستثمارات الخارجية ولا توجد ايضا مشكلة فى الموارد البشرية لان المصريين المحترفين كثيرين ، فلابد ان يتم تركيز على المدى القصير على الجزء الذى لا يعرف يكتب او يقرا وليس له تامين صحى وعلى المدى المتوسط التركيز على زيادة انتاجية مصر وتحسين الدخل للفرد . وطالب البرادعى باصدار دستور قبل الانتخابات الرئاسية قائلاً " لابد من تشكيل لجنة تأسيسية منتخبة من الشعب بدلا من البرلمان حتى يتم تأسيس الدستور الذى على اساسه سيتم ترشيح الرئيس " ، كما دعا إلى حوار وطنى ليس لوضع الدستور بل لوضع الثوابت التى على اساسها سيتم بناء صلب الدستور وهذا لن يستغرق شهراً وسيشكل ذلك استقراراً واطمئناناً داخل وخارج مصر ، وكشف البرادعى انه سيمول حملته الانتخابية ليس من ماله الخاص ولكن الشعب الذى سينتخبه هو من سيمول الحملة .. بمعنى أن الناخب هو الذى سيقوم بالعملية ، أما عن موضوع السن فرفض الدكتور البرادعى الدفاع عن نفسه وقال إن يرى نفسه لديه خبرة لاعطاء البلد المزيد. وعن علاقته بالتيارات الدينية أكد انها تقوم على اساس إنهم جزء من المجتمع المصرى ، وأكد أيضا أنه منذ عودته إلى مصر اتصل بجماعة الاخوان للمساعدة فى بيان التغيير وبالفعل صدقوا فى المساعدة وذلك لاتفاق المصالح وهو تغيير النظام .. ولكن هناك اختلافاً فكرياً بينه وبينهم , وأبدى البرادعي تخوفه من الدولة الدينية لأن الدين شىء .. والسياسة شىء آخر. واخيرا تطرق الدكتور البرادعى إلى الشق الانسانى فى شخصيته .. حيث أكد إن دمعته قريبة ولكنه بكى مرتين فى حياته .. يوم حصوله على جائزة نوبل .. ويوم اعلن اللواء عمر سليمان تنحى الرئيس السابق ، كما تحدث فى تأثر شديد عن كونه إنه أول حاصل على جائزة نوبل يضرب بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع ..وإنه على المستوى الشخصى فخور بزوجته عايدة والتى تمتد عشرتهما لنحو 35 سنة ، كما أشار إلي إنه رزق اليوم بحفيدة اسماها عايدة .. والطريف إن أمه أيضاً اسمها عايدة ، لكنه أكد إنه إذا انتخب رئيساً للجمهورية فإن زوجته عايدة ستعمل كمواطنة فى الأنشطة الخيرية ، وقال إنه خبير فى الادارة والتى تقوم على العمل الجماعى ..مشيراً إلى أن لديه على صفحة الفيس بوك 400 ألف شاب.
