الصورة الآن في ميدان التحرير تعيد إلى الأذهان، ما كان يحدث في بدايات الثورة، فالميدان تم إغلاقه بالحواجز، وانتشرت لجان من الشباب عند مداخله لتفتيش كل من يدخل للميدان والتعرف على هويته. الميدان يوجد به الآن ما يقرب من 10 آلاف معتصم، بدأ بعضهم في نصب الخيام في منتصف الميدان لعمل إعتصام مفتوح، وطالبوا باعتصام مليون شخص في ميدان التحرير من أجل تحقيق باقي مطالب الثورة، وطالبوا ايضا بإعدام الرئيس السابق وزوجته، ومحاكمة عبد العظيم وزير محافظ القاهرة باعتباره المسئول الأول عن حادث الدويقة. المعتصمون المتواجدون بالميدان بينهم شباب من الإخوان، ومن شباب الثورة، وفئات مختلفة من المواطنين، المتواجدون في الميدان موزعون لمجموعات صغير تضم كل مجموعة بها ما يقرب من 300 شخص يقومون بالهتاف ويرفعون شعارات خاصة بهم، لكن أغرب الشعارات، هو المطالبة بثورة ثانية حيث رفعت لافته مكتوب عليها "الثورة عايزه ثورة تانية لتطهير البلاد"، كما كانت هناك لافته أخرى مكتوب عليها " مش أنا إللى أتقرطس في ثورتي"، وعلى ما يبدو أن الأيام الأولى للثورة ستعود من جديد حيث قام أحد الشباب بإحضار دي جي وقام بإذاعة الأغاني الوطنية التي تثير حماس المعتصمين، ورغم ذلك فإن هناك بعض المتواجدين في الميدان يتحركون وسط المعتصمين ويطالبونهم بعد المبيت والالتزام بوقت حذر التجوال. هذه هي الصورة في ميدان التحرير مساء السبت، بعد حالة الجدل التي عاشها المصريون خلال ال24 ساعة الماضية، بعد قيام قوات من الجيش والشرطة بفض اعتصام بميدان التحرير نتج عنه وفاة أحد الأشخاص وإصابة 71 آخرين حسبما أعلنت وزارة الصحة. وأعلن الجيش أنه قام بفض الاعتصام نتيجة لوجود عناصر خارجه تحاول إثارة الشغب وطالب بالقبض على رجل الأعمال وعضو الحزب الوطني إبراهيم كامل لتحريض أعوانه على إثارة البلبلة وسط المتظاهرين في جمعة التطهير. جدير بالذكر أن اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية أن كافة القوى السياسية التى تنضوى تحت لوائها، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وائتلاف شباب الثورة، لم تطلب من أنصارها الاعتصام فى ميدان التحرير عقب انتهاء فعاليات "جمعة التطهير والمحاكمة"، جدير بالذكر أيضا أن الدكتور عصام شرف كان قد توجه إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لللوقوف على حقيقة ما حدث، وخرجت شائعات تؤكد تقديم شرف لاستقالته إلا أن مجلس الوزراء والمجلس العسكري نفوا هذا الكلام.