بكلمة واحدة استطاع اليهودى ان يكسب تعاطف الملايين واستطاع أيضا أن يرهب الملايين, بتلك الكلمة امتلأت جيوب الجاليات اليهودية وحصلوا من ورائها على حقوق - على حد زعمهم - كانت أبعد من أن ينالوها ,إنها لا تفارق ألسنتهم إنها كلمة...العنصرية .. نعم استطاع اليهودي أن يظهر كالمغلوب على أمره المهان والمستضعف فى كل بلدان العالم وعومل على انه مواطن درجة ثانية وعندما اندلعت الحرب العالمية لم يجد هتللر غيرهم حتى ينال منهم ويحرقهم فى السجون. ربحوا الملايين من تجارتهم بتلك الكلمة وحصلوا على تعويضات جراء تركهم لأموالهم وبيوتهم هربا من العنصرية التى عانوا منها على حد زعمهمم فى شتى بقاع الارض. لكن هل استطاع اليهود أن يصنعوا المدينة الفاضلة على الأرض التي منحها إياهم الرب كما يدعون ؟ هل تغلبوا على التعددية التى يتألف منها مجتمعهم؟ وهل يلقى المواطن العربى نفس معاملة المواطن الاسرائيلى؟. والسؤال الاخير اجاب عنه زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو الفائز مؤخرا فى الانتخابات الاخيرة وذلك حينما خرج بتصريحات ضد المواطنين العرب الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية وقال إنهم اعتلوا الأتوبيسات وتدافعوا بشدة وبكثرة على صناديق الاقتراع ولقد قوبلت تلك التصريحات بعاصفة من النقد من قبل المعارضة لما تحتويه من تلميحات عنصرية لا تليق برئيس الحكومة والذى جاء لخدمة كافة المواطنين. كذلك اشار موقع ( والا ) الإسرائيلي إلى واقعة هامة حدثت العام الماضى تحت عنوان ( فصل العمال العرب بعسقلان عنصرى وغير قانونى ) حيث قام رئيس بلدة عسقلان بفصل عمال عرب بدون وجه حق مما دفع الكنيست الاسرائيلى الى انتقاد القرار والدعوة الى اعادة النظر فيه حتى أن عضو الكنيست ( نحمد شى ) وصف القرار بأنه غير قانوني وأنه كالراية السوداء التى ترفرف على رأس من اتخذه . وفى صحيفة ( هارتس ) وهى أوسع الصحف الاسرائيلية انتشارا خرج علينا ( اوهاد حيمو ) وهو كاتب بالشئون الفلسطينية بالقناة الثانية الاسرائيلية بتصريح خطير حيث قال ( أصبحنا أمة تكره وعنصرية وجاهلة, لا نعرف الغير ولا يهمنا أيضا) وتابع قوله بأننا يجب علينا ان نمزق القناع من على وجه نتنياهو . ثم انتقل ( اوهاد ) لسرد ما جاء فى مقابلة له مع مسئول كبير بحركة فتح دون أن يذكر اسمه والذي اكد له انهم لا يتمنون - كفلسطينيين - فقط اسقاط شرعية الاحتلال والمستوطنات وانما يهدفون الى اسقاط شرعية الدولة ونحن والكلام هنا على لسان (اوهاد ) سنجعلهم يحققون مرادهم. وأضاف أنه كلما تحدث مع الفلسطنيين يجيبونه بقولهم ( نحن نريد ان نكون مثلك لااكثر ولا اقل نريد ان نكون على قدم المساواة ) ولكن يبدوا أن صوت العقل فى إسرائيل لا يقوى على صوت العنصرية فما جاء على موقع ( نانا 10) خير شاهد ودليل على ما يعنيه من المواطنين العرب من التفرقة فى المعاملة حيث سرد الموقع خبر تحت عنوان ( عرب بالناصرة تقدموا بطلب لاضافة كتب بالعربية للمكتبة العامة لكن البلدية رفضت ) اما تفاصيل الخبر تشير الى ان عرب بلدة الناصرة تقدموا بالتماس للمحكمة بعدما رفضت البلدية طلبهم بضم كتب عربية للمكتبة العامة وكان التماسهم بناء على ان 19 % من سكان الناصرة من العرب ومع ذلك فان كافة المكتبات العامة لا تحتوى على كتب بالعربية بالرغم من ضمها لكتب بالغات أخرى كالروسية . ولقد اشار ( اتحاد الحريات المدنية ) ان خلو المكتبات العامة من الكتب العربية هو انتهاك لحق المواطنين العرب فى استخدام لغتهم وأيضا يعتبر انتهاكا لحقوق المساواة . اما الموضوع الاكثر اثارة للجدل هو الذى جاء بصحيفة ( يديعوت أحرونوت) تحت عنوان ( يتدفقون الى الاستاد ) نظرا لما جاء فيه من تصريحات لمواطنين عرب يحملون الهوية الاسرائيلية. ففى البداية اكدت الصحيفة ان كرة القدم هى انعكاس للحياة نفسها وان ظواهر مثل العنصرية والتوتر الاجتماعى بين قطاعات السكان المختلفة تستنزف الكثير وهو ما يظهر واضحا فى اسرائيل بين اليهود والعرب فكل مبارة بين فريقى ( أبناء سخنين ) و ( بيتار القدس ) تتحول الى مظاهرة سياسية بغيضة زادت من حدتها الانتخابات التى جرت مؤخرا. ثم انتقلت الجريدة للتحدث مع ثمانية مواطنين من العرب والذين وصفتهم الجريدة بعشاق كرة القدم وحاورتهم ابان دخولهم الى الاستاد لحضور مبارة كرة القدم بين منتخبى اسرئيل و ويلز وكانت البداية مع مواطن يدعى ( زخارى ) والذي قال إنه على العكس يشعر بأن حدة التوتر بين العرب واليهود قلت وإنه سيكون سعيدا جدا اذا ما فازت اسرائيل فنحن نعيش فى تلك البلد وهذا اختيارنا جميعا كعرب ويهود وأن لديه ابنا فى الثانية من عمره لا يخجل من ان يعلمه تشجيع المنتخب الاسرائيلى من الان. ثم تحدث مواطن اخر يدعى ( ابو ريا ) وهو احد مشجعى فريق ( ابناء سخنين ) والذى اكد انه قبل اى مبارة لفريقه يشعر بنوع من الحساسية لكن مع المنتخب فان الامر مختلف وانه يجب ألا ننسى وجود بعض لاعبين عرب كبار فى المنتخب ك ( كيال ) و( ناتخو) . اما المواطن ( الزبيدات محمد ) فقال أنا لا أعتقد أن هناك تمثيلا كافيا للعرب فى المنتخب وان هناك الكثير من اللاعبين المتميزين ك ( احمد عابد , محمد كليبات و محمد جدير ) وغيرهم لايحصلون على فرصة وينبغى ان يتواجدوا فى المنتخب ليس فقط لتمثيل العرب وانما لكونهم لاعبيين موهوبين. ثم انتقل الحوار لمواطن آخر يدعى ( حسام ) والذى اكد ان هناك لاعبيين عرب فى الفرق اليهودية اكثر موهبة من لاعبين يهود لكنهم يلعبون بشكل قليل لكونهم عرباً.