الشماريخ والصواريخ والألعاب النارية هي اللغة السائدة بين الشباب، والعامل المشترك لكل الأحداث حالياً.. الأفراح والأعياد لا تكتمل إلا بها، وفي المشاجرات والمظاهرات وأعمال الشغب تكون بمثابة نقطة الإنطلاق .. تحقيق: مروة عصام الدين – ميادة حافظ بل وحتى تشجيع كرة القدم اصبح يبدأ بالشماريخ وينتهي بالصواريخ .. ورغم حظر تجارة كل الألعاب النارية إلا أنها مازالت تحقق إيرادات فلكية وحجم تجارتها يصل إلى 24 مليار جنيه سنويا ، وهو معدل لا تحققه إيرادات الكثير من المنتجات الاقتصادية المهمة، بل والغريب أن هذه الألعاب النارية تباع داخل محال تجهيزات الحفلات وأعياد الميلاد .. لكنها ليست معروضة أمام الجمهور، فمن يرغب فى شرائها يذهب إلى صاحب المحل ويطلبها منه فى "السر" لأنها من المحظورات .. وعندما ذهبنا إلي منطقة العتبة وجدنا عدداً من الباعة يعرضون الصواريخ والشماريخ على طاولات صغيرة بين البضائع الأخرى، تحدثنا مع أحمد حسين "33 سنة" تاجر لعب ومستلزمات أعياد الميلاد بحارة اليهود ، ويعمل فى تجارة الألعاب النارية، فقال إنه يحصل على تلك الألعاب من بعض التجار الكبار الذين يستطيعون استيرادها من الصين ويتهربون من جماركها، أو يستطيعون بعلاقاتهم تسهيل إجراءاتها الجمركية ، وأكد أنه لا يعرضها فى المحل لأنها ممنوعة لكنه يبيعها "بالطلب" ولا يقبل إلا ببيع الكميات الكبيرة "بالجملة " لأن تداولها بشكل قطاعي يسبب له خسائر كبيرة. وعن أسعارها يوضح وليد شهاب 31 سنة ، وهو بائع صواريخ وشماريخ بالمنطقة، أنه يعرض عدداً قليلاً من الألعاب النارية لا يتعدى ال10 قطع على "الفرشة "حتى لا يخسر كثيرا فى حالة هجوم الشرطة فجأة، ويؤكد أن أسعارها تبدأ من 10 جنيهات للصاروخ ويصل حتى 25 جنيها، كما توجد عروض تضم 4 صواريخ ب50 جنيهاً . ويشير محسن المنياوى " تاجر ألعاب نارية " إلي أن أعداد الالعاب النارية في الكرتونة الواحدة الواردة من الخارج نحو 300 صاروخ وشمروخ في المتوسط ، والشمروخ هو الأغلي سعرا حيث يصل سعره إلى 500 جنيه .. بينما الصاروخ لا يتجاوز سعره 100 جنيه . ويؤكد محمد فاروق 40 سنة، محاسب ، أن انتشار الألعاب النارية والصواريخ فى الشوارع والميادين المختلفة يرجع إلى عدم وجود رقابة على مروجى وبائعى تلك البضائع التى تضر بالأمن العام وتتسبب فى الكثير من الحوادث والإصابات لمستخدميها . بينما يقول ماجد مرزوق 24 سنة "مصمم جرافيك " إنه يقوم بشراء الألعاب النارية من أحد التجار بالموسكى ويذهب إليه خصيصا عندما يكون لديه مناسبة مثل عيد ميلاد أو خطوبة أو فرح أحد أصدقائه لأنه يستطيع الحصول عليها بأسعار أقل كثيرا من محلات مستلزمات أعياد الميلاد الموجودة بمدينة نصر ومصر الجديدة. أما أحمد السمان رئيس الإدارة المركزية لمكافحة التهرب الجمركى فيؤكد أن جميع أنواع الصواريخ والشماريخ ممنوع دخولها البلاد وتدرج تحت الالعاب التي يحظر إستخدامها وتداولها داخل الأسواق المصرية بموجب القانون رقم 12 لسنة 77 مشيرا إلى أنه تم تفعيل منع هذه الأنواع منذ عام 2009 بعد انتشارها بشكل كبير في الأسواق المصرية وثبوت مدى أضرارها علي المواطنين ، ويشير إلى أنه رغم منع دخولها إلا أن هذه الممنوعات يتم ضبطها بشكل شبه يومي بمساعدة قوات الأمن والقوات المسلحة، ويضيف: أن هذه التجارة محظورة رسمياً لكنها تحقق أرباحا للتجار المتعاملين بها تصل إلى 500% أي أنها تقترب من أرباح تجارة المخدرات.. حيث تبلغ أرباح اليوم الواحد للتاجر 20 الف جنيه وحجم مبيعاتها 100 ألف جنيه في اليوم الواحد، وأنواع الصواريخ وأسعارها يختلف فهناك طلقات تقوم بعمل أشكال ملونة في السماء ومنه شكل يطلق عليه اسم " التورتة " ويتضمن 12 صاروخاً في كتلة واحدة علي شكل دائري ويصل سعره إلى نحو 100 جنيه. من ناحية أخرى كشف علي شكري نائب رئيس الغرفة التجارية للقاهرة أن المهيمن على هذه التجارة لا يتجاوز عددهم 5 أشخاص هم من يسيطرون عليها ويدركون تماما طرق تهريبها وهي أسماء رنانة في مجال التجارة علي حد قوله مشيرا إلى أنهم يقومون بتوزيع بضائعهم علي الباعة الجائلين من الشباب غير العاملين لتداولها بالأسواق هذا إلى جانب أن جزءا كبيرا منها يدخل في تجارة السلاح بإستخدامها في تصنيع القنابل اليدوية وبدائية الصنع، وأضاف: أن حجم مبيعاتها يصل إلى 100 ألف جنيه يوميا ،كما أن حجم استيراد الالعاب النارية خلال الشهر الواحد يتراوح ما بين 2 و3 مليارات جنيه بمعدل يصل إلى 24 مليار جنيه تقريبا سنويا. ويؤكد د.عادل الصاوي استاذ الجراحة العامة بطب الأزهر، أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسيا للإضرار بمنطقة العين الحساسة، والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة وتمزق فى الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين، والرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة.