"الألعاب النارية" دائماً ما تنشط تجارتها في المواسم والأعياد وتري الاسم يتردد كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة وقد يكون مصحوباً بحادث مأساوي لبعض من الأطفال الأبرياء الذين يلهون بها وعندما نذكر المكان الأول والحاضن لتجارتها في مصر.. فإن شارع الموسكي يكون البطل المرتبط بهذه التجارة الممنوعة بسبب تزايد أضرارها الناتجة عن استحداث أنواع حديثة منها تستخدم المتفجرات التي قد تطيح بأطراف وأعضاء الأطفال بسبب قوة انفجارها. تم تكليفي بعمل موضوع صحفي عن هذه التجارة وما آلت إليه الآن رغم كل التحذيرات.. وبالطبع توجهت مباشرة إلي المنطقة الأم والحاضنة لهذه الألعاب وهو حي الموسكي. البداية من شارع الموسكي من ناحية العتبة في اتجاه مسجد سيدنا الحسين ودخلت الشارع الضيق علي رواده.. فالزحام شديد للغاية والباعة الجائلون احتلوا الشارع تماماً ولم يبق إلا ممر صغير للمشاة. انحشرت بين طوفان البشر الراغبين في شراء ملابس العيد.. ولكن كانت عيني تحدق النظر وتبحث عن هدفي وهو تجارة "الشماريخ" والألعاب ولكن دون جدوي وعندما توجهت بسؤال لأحد الباعة عنهم قال لي إنهم في نهاية الشارع من ناحية الأزهر والحسين وعبرت شارع بورسعيد وأكملت السير في شارع الموسكي حتي نهايته دون جدوي فلا وجود لهم وكان هذا محل استغراب شديد لي. جلست مع أحد باعة الملابس وتحدثت معه علي أنني صاحب محل وأبحث عن الألعاب النارية لبيعها في العيد أكد لي البائع أن الشرطة لمت العيال تجار الشماريخ والألعاب قبل شهر رمضان وتقوم بدوريات من خلال أفرادها لمتابعة الشارع وهذا هو السر وراء عدم ظهورهم ونصحني أن أذهب مرة أخري لبداية الشارع والسؤال عنهم. عادوت السير وقمت بالسؤال عنهم فأشار لي أحد الباعة علي شاب يقف في زاوية جانبية من الشارع وذهبت إليه وعرفته بنفسي علي أنني صاحب محل وأحتاج لبعض الألعاب النارية فطلب مني علي الفور الاطلاع علي البطاقة الشخصية حتي يطمئن من أنني لست شرطياً وعلي الفور أخرجت له "رخصة السيارة" غير مدون بها المهنة وأكدت له فقداني للبطاقة. أكد الشاب لي أنه مستعد لتلبية كل احتياجاتي من الصواريخ والشماريخ والألعاب النارية الأخري وأن كل بضاعته مستوردة ومضمونة وأنه في حالة أنني اشتريت كميات منه "هايعمل معي الصح وأحلي واجب" من حيث تخفيض الأسعار خاصة أنه يمتلك صواريخ هي الأحدث في الأسواق وتطلق من "10 إلي 15" طلقة وتباع الكرتونة من الشماريخ بسعر 240 جنيهاً بسعر الجملة وعندما طلبت منه رؤية البضاعة رفض بشدة وأخذت رقم ت ليفونه حتي أعاود الاتصال به وعرفني نفسه بأنه اسمه عصام. في منتصف الشارع وجدت بعض الشباب يطلبون من بعضهم البعض المغادرة بسرعة والذهاب إلي "الجامع"!! علمت أن أحد أفراد الشرطة يقوم بالمرور ورغم الباعة لا يعرضون أية بضاعة لهم إلا أنهم معلومون لدي رجال الشرطة ومجرد وقوفهم خطر عليهم. طلب مني أحد الباعة العودة بعد 10 دقائق بعد مغادرة رجل الشرطة وبالفعل انتظرت حتي جاءوا بصورة فردية وعرفتهم بنفسي علي أنني تاجر من الأقاليم وأريد كميات كبيرة من الألعاب النارية. قالوا لي إن كل ما أطلبه موجود لديهم من جميع الأصناف وبما أنني سأشتري البضاعة "جملة" قدموا لي عرض أسعار وأكد أحدهم أنه لا يوجد بالموسكي من يبيع بهذه الأسعار المنخفضة سواهم رغم قلة المعروض. أضاف أحدهم أن أفضل صاروخ لديهم يطلق طلقة واحدة "بصوت مدوي" وهو يسمي "الصاروخ الأصفر" والكرتونة بها 12 صاروخاً بسعر 420 جنيهاً. هناك البمب الصيني سعر العلبة منه ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه والكرتونة ب75 جنيهاً والصاروخ "الباكد" وهو يدوي بشكل دائري وسعره 40 جنيهاً للصاروخ الواحد. أكد البائع ويدعي "وليد" أن كل التعاملات تتم عبر الاتفاق أولاً دون مشاهدة البضاعة علي أن يكون التليفون المحمول هو طريقة التعامل وتحديد مكان الاستلام. طلبت من "وليد" مشاهدة بعض العينات لتصويرها ليراها أخي كحجة لأتمكن من رؤية البضاعة رفض بشدة وأكد أن البضاعة في مكان بعيد وأنه يأتي بها بالطلب فقط وعبر المحمول. خلال طريق عودتي بالشارع وجدت أحد الباعة وقد أخفي كل أنواع الألعاب النارية أسفل الكراتين والملابس وعندما ذهبت إليه وطلبت منه أن يبيع لي بعض الصواريخ التي يضعها أسفل الملابس رفض بشدة وطلب مني الانصراف لشكوكه أنني أحد رجال الشرطة وأكد أنها تخص أبناءه وليس للبيع وقام بجمعها من تحت الملابس وأعطاها لشاب ليسرع بها إلي مكان مجهول ويختفي في ثوان وسط الزحام. تؤكد "المساء" أن لديها مجموعة من أرقام التليفونات الخاصة بتجار بيع الألعاب النارية بشارع الموسكي.
